نبض الشارع
رئيس قسم البصريات بمستشفى الملك خالد:
الاستعمال الخاطئ للعدسات اللاصقة..عواقبه وخيمة!!

قال الدكتور مساعد العبد المنعم استشاري ورئيس قسم البصريات بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بأننا نلاحظ مؤخراً أن عدداً من المرضى البالغين في سن المراهقة والشباب يعانون من مشاكل مرتبطة بارتداء عدسات لاصقة ملونة لغرض التجميل والتي يشترونها دون وصفة طبية، وفي معظم الأحيان من محلات بصريات غير معروفة أو محلات بيع المواد المخفضة أو ما يطلق عليها (كل شيء بريالين) وقد أصبحت هذه مشكلة خطيرة حيث إن هذا النوع من العدسات اللاصقة منتشر بشكل كبير بين الشباب.ومن المؤسف فإنهم لا يدركون حقيقة الأخطار التي يمكن أن يسببها ارتداء مثل هذه العدسات اللاصقة وخاصة في حالة عدم التعامل معها بطريقة صحيحة.وطبقاً لما جاء من الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء، تعتبر العدسات اللاصقة بما فيها العدسات التجميلية والملونة وسائل طبية يجب وصفها من قبل مختصين في الرعاية الصحية للعين مثل أخصائي البصريات.وأضاف العبد المنعم بأن كثيراً من الناس يعتقدون خطأ أنه بمجرد أنهم لا يرتدون العدسات اللاصقة لغرض تصحيح عيب انكساري لديهم مثل قصر النظر فإنهم ليسوا بحاجة للحصول على وصفة طبية، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً، فالعدسات اللاصقة تتطلب تحديد أبعاد خاصة ودقيقة للحصول على مقاس مناسب.وأكد أنه من المنطق السليم أن الاشخاص الذين يشترون عدسات لاصقة من المحلات سابقة الذكر تلك، لا يتلقون تعليمات بكيفية تنظيف هذه العدسات والعناية بها أو حتى مدى صلاحية ارتدائها بسلامة.وقد يؤدي ذلك إلى احتمال حدوث مضاعفات خطيرة تشمل التهابات بكتيرية وكشوط في القرنية، وتقرحات في القرنية أيضا وردود فعل تحسسية. ولتفادي مثل هذه المشاكل فإنه يتوجب على الأشخاص أخذ المقاسات المناسبة لعدساتهم اللاصقة من قبل مختص في الرعاية الصحية للعين مثل أخصائي بصريات أو طبيب عيون، فارتداء العدسات غير المناسبة يمكن أن ينجم عنه تلف دائم في القرنية وكذلك فقدان القدرة على الرؤية في بعض الحالات.واشار العبد المنعم ان كثيراً من المرضى لدينا، يرتدون العدسات اللاصقة طوال الليل، وفيما عدا العدسات اللاصقة المصنوعة من مادة خاصة تسمح بامتصاص عال للأوكسجين من خلال القرنية فإنه لا ينبغي ارتداؤها طوال الليل، إضافة إلى ذلك فنحن لا نعلم حتى ما هي المواد المستخدمة في تصنيع هذه العدسات أو فيما إذا كانت قد تمت الموافقة عليها للاستخدام الآمن، ففي بعض الأحيان نرى الزجاجات التي تحتوي على هذه العدسات دون ملصق يعرف بالشركة المصنعة أو المواد المصنوعة منها.
واختتم حديثه قائلاً: لقد واجهنا مشاكل أخرى في العيادة لدينا ناتجة عن ممارسة المرضى للسباحة وهم يرتدون عدساتهم اللاصقة أو تلوثها بالغبار أو الرمل. كذلك يقوم مرتدو العدسات اللاصقة باستبدالها مع بعضهم البعض وهذا يشكل خطراً كبيراً فقد يؤدي ذلك إلى انتشار العدوى بالبكتيريا والفيروسات والفطريات والأميبا التي تسبب اصابة العين بالمرض. وإنه لمن المحزن جداً أن هذا الاختيار الطائش قد يؤدي إلى مثل هذه العواقب الصحية الوخيمة.