ما يزال بيننا من يتقوقع على نفسه ويرفض
منازلة الآخرين والحوار معهم، خوفا من تبعثر أوراقه وضياع حججه لكنه رغم ذلك يصر على تسفيه الآراء والأفكار، فالاختلاف عنده مقدم على الائتلاف! والإنسان المخالف للرأي هو هدف مشروع لطلقات أهل الكلام والغمز واللمز، آراء الشخص لا تطرح على بساط النقاش المتعقل فهي محل المتابعة والترصد، والنقد الذي يغوص إلى النوايا التي لا يعلمها إلا الله فيجرمها! ومن هذا المنطلق نجد أن تقبل الآخر وفتح سبل الحوار شيء غير وارد في ثقافة وسلوك ونسق حياة الكثيرين منا، ولعل مركز الحوار الوطني أنشئ استجابة وردة فعل لازمة الحوار التي نعيشها كمجتمع بني أفراده ونمط تفكيرهم على الاعتزاز بالرأي دون الاعتراف بما لدى الآخرين من إيجابيات! ولكن هل سيظل هذا المركزالهام مقرا لندوة أو اجتماع للأعضاء والضيوف ثم ينصرفون! أو أنه سوف يقوم بتأسيس مشروع وطني للحوار ليصل مداه إلى كل الشرائح التي عاشت على الاعتزاز بالرأي وأنه الأصوب، أما آراء الآخرين وأفكارهم فهي محل نظر! لا يمكن إنكار أهمية أن يتحاور (الدكاترة) و(النخبة) والمثقفون فيما بينهم ولكن هل يمكن مشاركة الجميع أم سيظلون خارج دائرة الحوار لأن هناك من يتحاور بالنيابة عنهم وكفى! من المهم أن يبث المركز فكرة الحوار خارج أسواره لا داخلها فقط، وسيقاس نجاحه بقدرته على التأثير على المتقوقعين وتقليص عددهم في المجتمع!
|