زاوية طبية يقدمها إليك: الدكتور الرشيد عبد العزيز الحكيمي
أختي القارئة: ستطلع عليك صفحة (حواء الجزيرة) منذ اليوم وهي حاملة إليك هذه الزاوية الجديدة (طبيبك) والتي سيتولى الكتابة فيها الدكتور الناشئ (الرشيد عبد العزيز الحكيمي) والتي ستقدم كل ما تتوق إليه نفسك من معلومات صحية وطبية.
أختي القارئة، أخي القارئ... باستطاعتكم أن توجهوا أسئلتكم الطبية إلى زاوية طبيبك وسوف يتكفل الدكتور الرشيد بالرد على جميع أسئلتكم:
التهاب اللوزتين
نلتقي اليوم على هذه الصفحة لنلقي قليلاً من الضوء على بعض الأمراض الشائعة والعامة التي كثيراً ما نلتقي بها دائماً، ومن الأمراض الشائعة وخاصة في فصل الشتاء التهاب اللوزتين أو (اللوز) ولندخل في الموضوع يجب علينا تعريف ماهية اللوزتين أو (اللوز). هما غدتان ليمفاويتان تقعان في مؤخرة الفم وعلى جانبي اللسان ويمكن مشاهدتهما عند فتح الفم وخاصة في حالة التهابهما أي عندما تتضخمان، وهما ككل الغدد الليمفاوية في الجسم البشري تكونان جزءاً من الخط الدفاعي القوي بالنسبة للجراثيم، وتعتبر هاتان الغدتان من أكبر الغدد الليمفاوية في الجسم. ونتيجة لموقعهما في الفم تعتبران منفذا للجراثيم لاتصالهما بوجه أو بآخر بالمحيط الخارجي؛ وعليه فإن قضية تعرضهما والتهابهما المتكرر من الأمور الشائعة وخاصة في فصل الشتاء.
ويكون التهابهما نتيجة عدوى جرثومية تصل إليهما فتتفاعل الغدد نتيجة لذلك مما يسبب التهابهما واحمرارهما وتضخمهما، هكذا الأمر بالنسبة للعدوى البسيطة، ولكن في كثير من الأحيان تكون العدوى والالتهاب شديدين مما يسبب تقيح الغدد وتكون الصديد الذي يمكن رؤيته على السطح الخارجي للغدد كنقط بيضاء أو كتجمعات لنقط صفراء على السطح الخارجي للغدد.
هذا بالنسبة لموضع الغدتين والعلامات الموضوعية لالتهابهما، وأما أعراض هذا المرض فهي كثيرة ومتعددة إلا أنه يمكن تقسيمها في العادة وكبقية الأمراض إلى أعراض عامة وأعراض خاصة أو مميزة والأعراض العامة هي التي تحصل نتيجة أية عدوى كانت ومنها الشعور بالضعف العام والخمول مع ارتفاع درجة الحرارة وهذه الأعراض تكون أشد وأكثر في النوع التقيحي مع مصاحبتها بغثيان وصداع، أما بالنسبة للأعراض الخاصة، أو المميزة فمنها الصعوبة في البلع وتكون بالنسبة للأشياء الصلبة إلا أنه في الحالات الشديدة يكون حتى بلع الريق أو اللعاب من الأشياء التي يجد المريض صعوبة في الإتيان بها، ويصاحب هذه في بعض الأحيان ألم في مؤخرة الفم وفي الرقبة وفي مقدمة الأذن، ويصاحب هذا عدم الاشتهاء للأكل وأحيانا ألم غير محدد في أعلى البطن ومرارة في الفم وتقيؤ وذلك نتيجة ابتلاع القيح الذي يسبب تهيجاً في غشاء المعدة الذي يسبب هذه الأعراض.
ويمكن للإنسان أن يتجنب المرض بالوقاية منه بطرق الوقاية العديدة وخاصة تلك التي تتعلق بانتقال العدوى عن طريق الجهاز التنفسي أو الفم ومن أهمها استعمال الكوفية أو (المحرمة) وعدم الاختلاط بالأشخاص المصابين بالعدوى والتهاب اللوزتين غالباً، والعادة هو أن يكون من النوع البسيط الذي يمر دون أن يترك أية مضاعفات بعد المعالجة إلا أنه في بعض الأحيان عند قسم من المصابين يكون من النوع المتكرر؛ مما يجعل أمر النظر في عملية استئصال هذه الغدد من الأمور المطروقة ولو أن الأبحاث والتجارب الذي تجرى حالياً تتجه نحو عدم تحبيذ عملية استئصال اللوزتين على أساس أنها من الأجهزة الدفاعية المهمة في الجسم البشري.
الشيء المهم الآخر في موضوع التهاب اللوزتين هو أن بعض الجراثيم التي تسبب العدوى تكون متكررة وعند تكرر العدوى بهذه الجراثيم يصبح هنالك خطر مضاعفة الالتهاب باحتمال التهاب الكلى وكل ما ينتج من مضاعفات قد تكون خطيرة في بعض الأحيان كتسمم الدم بجوهر البول مما يوجب عناية طبية خاصة ومركزة بالنسبة للعلاج والراحة والأكل. لذلك وجب دائماً التحفظ والوقاية من العدوى والعلاج المباشر السريع عند ظهور أعراض المرض وذلك يكون عادة من الأمور البسيطة والسهلة في بداية الأمر حيث إن مع مجرد الاستعمال البسيط للمضادات الحيوية (الإنتي بيوتيك) التي يصفها الطبيب المعالج مع العناية براحة المريض مع إعطائه الكثير من السوائل؛ وذلك لفقدان الجسم الكثير منها عند ارتفاع درجة الحرارة، يكون الشفاء سريعاً وبدون مضاعفات تذكر - بإذن الله تعالى.
الدكتور رشيد عبد العزيز الحكيمي
|