بعكس ما كتب أحدهم تحت عنوان (الجمعة الحزينة)، رياء ونفاقا لاطراف عدة منها الصحيفة التي ينتمي إليها ولا سيما انه لا في العير ولا في النفير.. وانما هو مجرد (تابع التابع)؟!
* ذلك ان ما حفلت به الجمعة الماضية والمباركة من أحداث وعلى اكثر من صعيد قد وضعتها في مصاف أكثر الايام والليالي بهجة وسعادة بكل المقاييس.
* كيف لا وقد جمعت القمة بالقاعدة في مناسبة رياضية سعيدة عطرها حضور عضد الفهد الأيمن وحبيب الأمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.. ثم انها الليلة التي نصر فيها الله جند الحق من رجال الأمن البواسل على جند الشيطان والضلال.. في انجاز مظفر وعد الله به المؤمنين.. ووعد به الأمير عبدالله حينما قال (ستسمعون قريباً ما يثلج الصدور).
* واخيراً وليس آخراً : هي الليلة التي انتصر فيها التواضع من غير مسكنة على العجرفة والتطاوس المبذول والمبتذل.. وفيها عاد التوازن المفترض للكرة السعودية وفرض فيها الواقع نفسه دونما أي مساس بالشيم والقيم والمقامات.
لو كان حدث العكس.. فالشبابيون لم يخرجوا إلى الشوارع والساحات لازعاج عباد الله.. ولم يملؤوا وسائل الاعلام بالضجيج واستعراض العضلات.. ولم يقللوا من قيمة أو قدر أي طرف.. وانما قدموا محاضرة قيمة في كيفية التعامل مع هكذا مناسبات وبقي على الآخرين الاستفادة من الدرس ان كانوا يعقلون؟!
* ألا يكفي هذا أو بعضه لأن تكون تلك الجمعة سعيدة جدا، مسعدة جدا جداً.. قل لي ايها المتحازن الظريف!!
مهلاً يا أصدقاء:
* كما في كل عام.. انتهى الموسم الرياضي المحلي بما فيه من تباينات على صعيد المحصلات النهائية من حيث الارباح والخسائر بين من حقق كل ما يريد وربما أكثر مما يريد مثل الشباب والنصر.. وبين من حقق بعض وليس كل ما أرد وخطط وعمل على تحقيقه بكل الوسائل المعقولة وغير المعقولة مثل الاتحاد.. وثمة من حقق اليسير جداً مما اعتاد انصاره على تحقيقه والخروج به من مغانم الموسم مثل الهلال.. في حين ان ثمة من لم يحقق ما يذكر سوى الحضور المدهش الذي يبشر بمستقبل باهر كالأهلي.. وهذه سنة التنافسات الرياضية ونواميسها.
* وكما في كل موسم كانت الشماتة والتشفي حاضرة، ولكنها خلال هذا الموسم تحديداً كانت السمة الأبرز على ردود الأفعال وعلى التعاطي مع تداعيات ونتائج معظم الاحداث.. وكان لكل من مارس هذا النوع من الحقوق المشوهة فلسفته وتبريراته فيما ذهب إليه؟!
* فعندما عجز النصر عن بلوغ مرحلة المربع ظهرت على السطح بعض التعبيرات الشامتة، التي كانت في غالبيتها لبعض أنصار الهلال الذين تعودنا منهم النظر إلى الأعلى لا إلى الادنى.. ولم يمض سوى مدة قصيرة حتى مني فريقهم بهزيمة تاريخية لم يسبق ان مني بمثلها طوال تاريخه.. ليأخذ مكانه على دكة الخاسرين جنباً إلى جنب مع جاره النصر (وكأن يا بوزيد ما غزيت).. مع ان النصر لم يكن يخطط للبطولات الا على طريقة (لعل وعسى)، وهو ما عبر عنه اكثر من مسؤول نصراوي من خلال الاعتراف الصريح بعدم اهليته، وبعدم امتلاكه لمقومات البطل.. والذي يتضح ان التواجد الاعلامي المكثف والاثارة هما منتهى الطموح.. وهو ما دعاني إلى وضعه في مستهل هذا الموضوع جنباً إلى جنب مع من حققوا كلما يريدون وأكثر مثل الشباب تماماً مع الفارق في مستوى التحصيل والمحصلة؟!
* وحينما خرج الهلال من البطولة الآسيوية.. ومن ثم الخروج المر من المربع، لم يكتف انصار النصر بمجرد التشفي والشماتة .. بل زادوا عليها بأن ألقوا بكل تراكماتهم وانكساراتهم وجراحاتهم على مدى اكثر من عقدين من الزمن على كاهل الهلال .. ظناً منهم انه مثلما تحمل أعباء النهوض بمسؤولية زعامة القارة.. لذلك فان عليه ان يتحمل تبعات اخفاقات الآخرين على طريقة (حمال الأسية)، وبالتالي احقيتهم في محاولة التحلل والهروب من اوزار واخطاء وخطايا ذلك الارث الطويل، وإلقائها في سلة خسائر الهلال الاخيرة؟!
* نفس التوجه مارسه أنصار الاتحاد على خلفية خروج الأهلي من المربع ومن البطولة العربية.. وقبل ذلك خسارة نهائي كأس سمو ولي العهد، وخروجه بالتالي من الموسم خالي الوفاض.
* وكان من الطبيعي ان يرد انصار الأهلي الصاع صاعين لمن تهكم عليهم وتشفى باخفاقاتهم .. حدث ذلك في أعقاب الخروج الاتحادي من البطولة العربية بالمركز الاخير في ترتيب مجموعته.. والتي تبعها بالفشل الأكبر في الحصول على كأس الدوري.. وذهاب الملايين والارقام القياسية، ومعها كل التدابير السابقة واللاحقة هباء منثورا؟!
* كل تلك الممارسات كانت عبارة عن تنفيسات متبادلة بلغت مستوى (الردح) .. مع انها في واقع الأمر ممارسات ممجوجة.. وسيكون مردودها زيادة تفشي حالات التعصب والاحتقانات في اوساط الجماهير، فضلا عن ان ديننا وقيمنا الاجتماعية ترفضها جملة وتفصيلاً.. بعكس لو أنه تم التعامل من قبل الجميع مع تلك الاحداث بشيء من ادبيات الحكمة التي تقول (يوم لك ويوم عليك).. أو الاخرى التي تقول (لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك).
|