عقد مجلس وزراء الإعلام العرب ومجلس وزراء الشباب العرب اجتماعاً مشتركاً أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وحضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي.
وقد القى صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والتي نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني الى اصحاب المعالي الوزراء وتمنياتهم حفظهم الله جميعاً لفخامة الرئيس المصري حسني مبارك بالشفاء العاجل والعودة الى بلاده سالما.
واكد سموه ان التحديات التي نواجهها اليوم سواء في قطاع الشباب والرياضة او في قطاع الإعلام تتطلب منا جميعاً العمل الدؤوب ومضاعفة الجهود لمواجهة تلك التحديات والأخطار التي تضاعف مسؤولياتنا ودورنا.
وقال سموه: ان شبابنا يواجه تحديات وأخطاراً منها مايتعرض له من أفكار منحرفة تتنافى مع السلوك السوي وماتربى عليه شبابنا من قيم أصيلة مستمدة من تعاليم دينه السمحة وتراثه العربي الحضاري.
ولفت سموه الى ان اعلامنا العربي يواجه هو الآخر تحديات جسيمة وان المسؤولية العربية ورسالتنا ودورنا كبير في مواجهة تلك التحديات.
وأعرب سموه عن ثقته في ان التعاون والتنسيق والتشاور في العمل العربي المشترك سيكون ذا مردود ايجابي بمشيئة الله لما فيه خير شبابنا العربي الذي نسعى بكل مانملك لتحقيق آماله ومتطلباته ومعالجة قضاياه ومايتعرض له من أخطار.
وأوضح سموه قائلاً: إن الإعلام العربي يتحمل مسؤولية كبرى في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية.. وقال ان للرياضة اهدافاً سامية ونبيلة نسعى الى ترسيخها سواء من حيث الممارسة او من حيث المنافسة الشريفة التي تهدف الى تطوير الرياضة ورقيها والنهوض بها في الوطن العربي.
وأعرب سموه عن سعادته لما تقوم به وسائل الإعلام من ابراز للمنجزات الرياضية العربية الشاملة وتأصيلها لأهداف الرياضة النبيلة في غرس المحبة وتوحيد الشعوب.. ورحب في الوقت ذاته بالنقد الهادف البناء الذي يسهم في البناء الرياضي ويدعم كوادره ويساندها بعيداً عن التعصب والاثارة والتجريح.
كما اعرب سموه في كلمته التي القاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد عن ثقته في ان الاجتماع المشترك سيخرج بقرارات تتحول الى برنامج عمل تنفيذي مشترك يخدم الاهداف والمقاصد التي نسعى اليها جميعا وتكون بمستوى الآمال والتطلعات ويعزز ذلك ويسانده تظافر الجهود وتكريس التعاون لما فيه الخير لقطاع الشباب والرياضة والإعلام في وطننا العربي.
وقال سموه انني في الوقت الذي اتقدم فيه لمعالي الامين العام ولاصحاب المعالي الوزراء بالشكر والتقدير على تبني اقتراحي بعقد هذا المؤتمر فانما ذلك عائد للأهمية التي يمثلها مثل هذا الاجتماع وقناعتكم بأهدافه المشتركة وما يبحثه من محاور تصب في خدمة الاستراتيجية الشبابية والرياضية والإعلامية في الوطن العربي.
وكان الاجتماع المشترك قد بدأ بكلمة لمعالي وزير الثقافة الفلسطيني رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب يحيى خلف أكد فيها ان مجلس وزراء الإعلام العرب أكد في ختام اجتماعاته أمس وقوفه الكامل مع المملكة العربية السعودية ضد المحاولات الارهابية التي تحاول زعزعة الاستقرار فيها.
ودعا الى تعظيم التكامل بين السياسات الإعلامية والسياسات الشبابية.. معربا عن ثقته بأن الاجتماع سيكون باكورة التنسيق المشترك بين المجلسين الوزاريين وبما سيعود بالنفع على الشباب العربي.
كما القى معالي وزير الشباب المصري رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الدكتور علي الدين هلال كلمة اشار فيها الى ان الاجتماع المشترك يعكس اهتمام الحكومات العربية بقضايا الشباب.
وأوضح أن مجلسي وزراء الإعلام والشباب العرب يهدفان الى تضييق الفجوة التي تبرز أحياناً بين الكبار والشباب وتحقيق التنشئة الاجتماعية السوية.
وقال الدكتور هلال: ان الشباب هو أغلى ثروة يمتلكها أي شعب لذلك نسعى الى تحقيق كل ما يخدم الشباب العربي وينمي قدراته ومواهبه حتى يتمكن من مواجهة المستقبل.
وعبر عن أمله في انجاز ميثاق عمل يؤكد على دور الإعلام في نشر الثقافة الرياضية.. داعياً الإعلام العربي الى اعطاء المزيد من الاهتمام لقضايا الشباب في العالم العربي.
كما دعا الى ضرورة بذل الجهد من الجميع لإتاحة الفرصة أمام الشباب لمشاهدة كافة الأحداث الرياضية سواء على المستوى القومي أو العالمي.
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن شباب اليوم هم المستفيد الأول من الحديث حول الإصلاح والتطوير.
وقال في كلمته أمام الاجتماع إن تكامل السياسات يجب أن يصل إلى استراتيجيات لتحويل شبابنا إلى منتجين ومنتجات في شتى مجالات الحياة.
وأعرب موسى عن أمله في ان تحظى الخطوات الاسترشادية للتكامل الحقيقي بين السياسات الإعلامية والسياسات الشبابية بدراسات علمية.
ودعا الى ضرورة ان يستفيد المواطن العربي من حقوق البث الرياضية.. مشيراً إلى أن الاجتماع خطوة مهمة في الطريق الصحيح نحو عمل عربي مشترك ناجح يحقق الصالح العام.
هذا وقد أنهى مجلسا الشباب والإعلام العرب اجتماعهما أمس وبحث الاجتماع اربع قضايا رئيسية وهي حقوق البث التلفزيوني للاحداث الرياضية في الوطن العربي بما يعود بالفائدة على الشباب ورسالة الإعلام الرياضي العربي وسبل تعزيز التكامل بين السياسات الإعلامية والسياسات الشبابية والرياضية في الوطن العربي والبرامج الإعلامية الموجهة للشباب في الوطن العربي وابعادها الاجتماعية والتربوية.
واتفق المشاركون في توصياتهم الختامية في الاجتماع على تشكيل إلية للتنسيق بين مجلسي وزراء الإعلام والشباب والرياضة العرب وتشكيل لجنة خبراء لتكون بمثابة آلية مشكلة من خبراء يحددها المجلسان لوضع خطة سنوية للبرامج التنفيذية على أن تجتمع مرة واحدة سنوياً.
وحول حقوق البث التليفزيوني للأحداث الرياضية في الوطن العربي أكد المجتمعون على مبدأ التفاوض الجماعي عن طريق اتحاد إذاعات الدول العربية لشراء حقوق البث الإذاعي والتليفزيوني لجميع الأحداث الرياضية التي تهم المنطقه العربية تفادياً لتعرض المنطقه العربية لظاهرة الارتفاع المتواصل في الأسعار جراء المنافسة الشديدة.
وحث المجتمعون الاتحاد العربي لكرة القدم على منح اتحاد الإذاعات العربية الأفضلية في الحصول على حقوق البث الإذاعي والتليفزيوني للبطولات العربية لكرة القدم التي تملك حقوقها في المنطقه العربية مقابل مبالغ تتناسب مع قيمة هذه الأحداث وكذلك القدرات المالية لهيئات الإذاعة والتليفزيون العربية.
كما دعوا الاتحاد العربي للألعاب الرياضية الى منح اتحاد الإذاعات العربية حقوق البث التليفزيوني لجميع الدورات الرياضية التي ينظمها بدون مقابل لضمان استمرار التلفزيونات العربية في تغطية هذه الدورات وسن تشريعات لحماية هيئات الإذاعة والتليفزيون العامة منها والخاصة وذلك بوضع قائمة الأحداث والبطولات العربية والتي تُعتبر ملكاً جماعياً عاماً والتي لا يجوز لأي جهة احتكار حق بثها وتشمل بطولة كأس العالم لكرة القدم البطولات الإفريقية والآسيوية لكرة القدم والدورات الرياضية العربية الكبرى إضافة إلى بطولات الأندية والمنتخبات العربية لكرة القدم.
وعن رسالة الإعلام الرياضي العربي أكد الاجتماع المشترك لوزراء الإعلام والرياضة والشباب على رسالة الإعلام الرياضي العربي في تشجيع الاهتمام الجماهيرى بالرياضة بوصفه عاملاً رئيسياً في النهوض بالصحة البدنية والنفسية والنهوض بجهود التنمية واستثمار التغطية الإعلامية العربية الرياضية في توجيهات رسائل للشباب العربي تسهم في التأكيد على القيم والسلوك الإيجابي لدى الشباب العربي وفي مقدمتها الروح الرياضية في المنافسة وعلى الحد من ظاهرة الشغب والتعصب والعنف وإبراز الصورة المشرفه للقاءات الرياضية العربية بوصفها رمزاً لوحدة الانتماء العربي ومصدر تآلف بين الشباب العربي.
وحول سبل تعزيز التكامل بين السياسات الإعلامية والشبابية والرياضية في الوطن العربي قرر الاجتماع المشترك اعتماد السياسة العربية الشبابية والرياضية الصادرة عن مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والاستراتيجية الإعلامية العربية الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب كأساس للتعاون المشترك بين المجلسين وتشكيل لجنة مشتركة بين المجلسين على مستوى الخبراء والأمانة الفنية لكل مجلس لوضع المقترحات التفصيلية للتكامل بين السياسات الإعلامية والسياسات الشبابية والرياضية في الوطن العربي.
وفيما يتعلق بالبرامج الإعلامية الموجهة للشباب العربي وأبعادها الاجتماعية والتربوية أكد الاجتماع المشترك لوزراء الإعلام والرياضة والشباب في توصياتهم الختامية على ضرورة التنسيق والتشاور بين القطاعين في وضع الخطط والبرامج الإعلامية والشبابية المناسبة لمعالجة قضايا الشباب ومشكلاتهم ومجابهة مايتعرضون له من أخطار وتحديات.
يذكر أن الاجتماع المشترك قد عقد بناء على اقتراح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بهدف التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
هذا وأكد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب أن الغرض من الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام ووزراء الشباب والرياضة العرب هو توحيد تكامل الجهود بين الإعلاميين والرياضيين العرب الذين يسعون إلى ما فيه خير الشباب العربي.
ولفت سموه في تصريح لوسائل الإعلام المصرية والعربية عقب ختام الاجتماع المشترك إلى أن الوزراء تبنوا جميع الاقتراحات التي تقدم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية.
وأعرب سموه عن سعادته لحضور هذا الاجتماع الذي عقد بناء على اقتراح مقدم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.. موجهاً شكره إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي لحضوره ومشاركته في هذا الاجتماع.
وأعرب سموه عن أمله في أن تسهم القرارات الأربعة التي تمت الموافقة عليها في خدمة الشباب العربي.. مشيراً إلى أنه من أهم الأمور التي تمت مناقشتها هو حق نقل البث التلفزيوني لمباريات كرة القدم ومؤكداً على ضرورة تواصل التنسيق مع الجهات المعنية في هذا الصدد.
وكشف سمو الأمير نواف بن فيصل عن أن من أهم مقترحات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد هو الحفاظ على الرياضي العربي والمنتمين والمتطوعين إلى هذا المجال الشبابي من خلال وضع الضوابط اللازمة للحفاظ على مجهوداتهم.
ولفت سموه إلى أن الجميع عليه مسؤولية كبيرة هذه الأيام حيث ظهر بعض العنف والفكر المتطرف بين الشباب العربي.. داعياً إلى دراسة هذه الأمور دراسة متانية لكي نخرج بالشيء الذي يساعدهم إن شاء الله على تقويم سلوكهم.
وأعرب عن قناعته بأن الجميع إذا فكر وأخذ الأمور من مصادرها الصحيحة سيجد أن الحق واضح والدين الإسلامي الحنيف واضح.. مشيراً إلى أن التاريخ يشهد بالقيم العربية الأصيلة.
وقال سموه إن واجب الجميع أن يقوم بكل ما يستطيعون لتقويم أي منحرف.. مشيراً إلى أهمية البرامج الشبابية والندوات أو حتى مباريات كرة القدم في المساعدة على تحقيق هذا الأمر. وأوضح أن هناك حرصاً كبيراً من المملكة العربية السعودية على تقويم أي منحرف.. معرباً عن تفاؤله بأن كل هذه الجهود الحثيثة سترى بإذن الله موقعها.
ودعا سمو الأمير نواف بن فيصل المسؤولين عن الرياضيين والشباب العربي والمسؤولين عن الإعلام العربي أو أي مجال آخر إلى التعاون من أجل وضع الضوابط الصحيحة والمعلومات الصحيحة للشباب العربي.
كما دعا سموه وسائل الإعلام إلى التركيز على ما يهم الشباب في حاضرهم ومستقبلهم سواء في نفس بلدهم أو البلدان العربية المختلفة. وطالب بضرورة أن يكون هناك خطاب إعلامي راقٍ عند مخاطبة الشباب للارتقاء بهم وألا يكون الخطاب الموجه للشباب دون المستوى وقال سموه: نحن نسعى إلى كل ما يخدم المشاهد العربي وجموع الجماهير الرياضية العربية.
ولفت سموه إلى أن قضية الحق الحصري قضية عالمية وليست عربية وأن هناك مساعي بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية ومجلس وزراء الإعلام العرب لمحاولة أخذ هذا حق البث بأسعار مناسبة.
|