في يوم الأحد الموافق 25-4-1425هـ كتب الأستاذ حماد بن حامد السالمي مقالته عن المراكز الصيفية، وقام الأستاذ بحملة مكثفة تجاه هذه المراكز.. وبين آراءه حولها.. ورسم تنظيراته تجاهها.
ولما أن كانت (عزيزتي الجزيرة) مسرحاً للقراء.. يتنفسون فيها.. ويبينون آراءهم حول من يكتب حتى تتلاقح الأفكار.. ويتبين للصغير والكبير إن هذا الكون لا بد أن تختلف فيها وجهات النظر حكمة ربانية من الباري جل في علاه.
لقد كانت المراكز الصيفية متنفساً للجميع، ومرتعاً خصباً للصغير والكبير فيه يأنسون، ويسعدون ويمرحون، يقضون أوقاتهم فيما أحل الله لهم.. بعيداً عن التسكع في الطرقات.. وبعيدا عن الفراغ القاتل.. لقد شن الأستاذ حملته على المراكز لكونها مفرخة (للإرهاب) كما يقول لكني سأتعرض لذلك من عدة منطلقات:
المنطلق الأول: لقد رضعنا من ثدي المراكز الصيفية صغاراً، ثم أصبحنا أبناء بررة لها كباراً.. ولم تكن تربينا ولو للحظة واحدة على معالم الإرهاب.. والسير في دياجير الظلام يا سبحان الله إن كان تعليم النجارة.. والحدادة.. والرياضة.. يسلمنا إلى الإرهاب فماذا تبقى إذن؟! إن المدعي في المنطلقات الفقهية لا بد له وأن يأتي ببينة، والأستاذ الموقر كان بعيدا عن هذه البينة - وإن كان قد أتى بحجة داحضة دبجها بشهادة المشرف على أحد المراكز! فيا للعجب كيف لنا أن نبني أحكاماً كلية على جزئية تمر كما المذنّب (هالي)!!
وها نحن - ولله الحمد- أرتالاً بشرية ندخل للمراكز، ونخرج منها، ولم نكن أرباباً للإرهاب ولا متمسكين بالتكفير ولسنا من مصطلح (المكفراتي الصامت)، وللعلم عليك أن تسأل كثيرا من طلبة المراكز عن (التكفير ليتبين لك أنهم لا يعرفون هذا المصطلح إلا في الآونة الأخيرة جراء الأحداث الحزينة التي جرت في بلادنا.
المنطلق الثاني: لقد كان اتهامك للمراكز ب(الإرهاب) مجانباً للصواب من شقين:
الشق الأول:أن الأعداد الهائلة من طلبة المراكز الصيفية تستنكر (الإرهاب) الذي حصل في بلادنا، وعليك أن تتمحص في الأحداث لترى في النهاية أن أسبابها بعيدة كل البعد عن المراكز الصيفية إذ لم تكن بؤرة لكل ما حدث وحصل.
الشق الثاني: إن الحركات الإرهابية لا تعمل أعمالها إلا في أجواء ظلامية وفي خفاء مريع، أما المراكز الصيفية فأعمالها واضحة للعيان جلية للأفهام.. يحضرها الصغير والكبير.. الشريف والوضيع.. ولو كانت المراكز تجرجر هذه التهمة فاعلم - يا رعاك الله - إني أول من يهاجمها ويرميها بالتهم.
المنطلق الثالث: إن حملتك على المراكز الصيفية تقتضي أن نغير طاقم (التعليم) بأكمله، كيف لا وطاقم التعليم هو الذي يقوم بخدمة أبنائنا في المراكز الصيفية، واعلم أن المراكز الصيفية تقوم لفترة قصيرة، أما التعليم المدرسي فإنه قائم لسنة كاملة، والمعلم يكون بصحبة تلميذه لسبع ساعات..
المنطلق الرابع: بنيت أن هذه المراكز تقوم على توزيع الأشرطة المفخخة، والكتيبات المؤدلجة.. وهذا لوحده كاف بأن نحكم بعدمية الانطلاق من القاعدة الفقهية التي بينتها في بداية المقال.. وإن كان قصدك من عدم بيان الأشرطة.. وذكر أسماء الكتب حتى لا تكون دعاية لها، ودعوى لنشرها.. فهذا ليس بحق.. إذ إن ذكر أسمائها يخول للصغار (المغررين)!! أن يتنبهوا لها.. ويخول للكبار أن يحذروا منها .. كما أنه يخول للمسؤولين منعها ومصادرتها.
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.
سليمان بن فهد المطلق
بريدة |