عندما قطع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على نفسه عهداً أمام الملأ، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه صاحب السموّ الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -ولي العهد- ومنح أفراد الفئة الضالة المنحرفة الفرصة الأخيرة للعودة إلى رشدهم والانخراط في الطريق القويم، كان بمثابة الكشف عن الوجه الآخر الذي تتحلى به هذه الدولة الأبيَّة، وهو وجه التسامح والرحمة ونبذ الفرقة والاختلاف.
لقد جاء هذا الإعلان في فترة أثبتت الدولة قوتها وحزمها الشديدين في الأسبوع الماضي، عندما استطاعت القضاء على أهم المطلوبين أمنياً خلال وقت وجيز من مقتل الرهينة الأمريكي بول جونسون، مما أدهش العالم أجمع بالكفاءة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية المختلفة في المملكة، وكذلك القدرة العالية لرجال الأمن الذين استطاعوا التعامل مع هذه الفئة بكل حزم وقوة.
وبعد أن عرف العالم أجمع الفكر الذي يتبناه هؤلاء المجرمون جاء إعلان المهلة الأخيرة من قِبَل المملكة ليكون لهؤلاء القتلة حرية الاختيار بين طريق الهداية والمعاملة الحسنة وطريق الضلال والفسوق، الذي سوف يكون مصيره -دون أدنى شك- الهلاك والدمار.. ولم يبق على فلول أفراد هذه الفئة إلا ان تفيق من سباتها وغفلتها وضلالها وتأخذ بالمهلة التي قطعها خادم الحرمين الشريفين على نفسه أمام العالم كله، والعودة إلى الرشد والهداية والاندماج في المجتمع ليعاملوا معاملة المواطنين الأسوياء الصالحين على حد سواء، وترك هذا الطريق الذي يمشون فيه على غير هدى ولا كتاب منير، وأثبت خسرانه وفشله أمام قوة الدولة الشامخة وحزمها اللذين تستمدهما من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فهل لهؤلاء الفئة عقل رشيد؟ أم أن على قلوب أقفالها؟!
|