عقدت في لندن أمس اعمال مؤتمر (دور المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي) الذي نظمه معهد دراسات الشرق الاوسط بكلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين والسفارة الكويتية بلندن.
وحضر المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا ونخبة من أساتذة الجامعات وخبراء شئون الشرق الاوسط وعضوة من مجلس اللوردات البريطاني وعضوة من البرلمان الاوربي وعدد من المسئولين العرب ومراسلي وسائل الاعلام والمهتمين بقضايا المرأة وشخصيات عربية واجنبية وعدد من المبتعثين السعوديين والعرب وطلاب الجامعات.
وألقى مدير معهد دراسات الشرق الاوسط بجامعة لندن البروفسير روبرت سبرينغبورغ كلمة الافتتاح ونوه فيها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين بلندن ودوره في عقد هذا المؤتمر.
ثم بدأت جلسات المؤتمر التي تناولت اربعة محاور رئيسة هي المرأة والاعمال والمرأة والسياسة والمرأة والتعليم والمرأة والاعلام حضرتها صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فهد بن خالد حرم سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن0 وقد ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل كلمة رئيسية في الجلسة الاولى اوضحت فيها ان ديننا الاسلامي الحنيف ضمن للمرأة حقوقها وواجباتها مشيرة إلى حرص حكومتنا الرشيدة على فتح فرص التطور والعمل امامها لتسهم بصورة فاعلة في بناء وتطور المجتمع اسوة بالرجل.
وبينت ان المرأة في المملكة وعبر دول مجلس التعاون الخليجى اليوم تقوم بدور مهم قد لا يكون واضحا في الغرب مشيرة إلى انه وخلال المائة عام الماضية تطور وضع المرأة السعودية بمستوى يعكس التطور الاقتصادي والاجتماعي الهائل الذي شهدته المملكة في هذه الفترة.
وأوضحت سمو الأميرة لولوة الفيصل ان الدور السياسي والاجتماعي للمرأة في المملكة يتماشى مع القيم الدينية والثقافية للمملكة. وتطرقت إلى تطور تعليم المرأة في المملكة وقالت انه لم يكن هناك أي تعليم للمرأة قبل خمسين عاما واليوم تتساوى نسب تعليم الاولاد والبنات وان 60 في المائة من طلاب الجامعات من البنات وان عدد الخريجات من البنات يفوق عدد الخريجين من الرجال.
وأشارت سموها إلى ان المرأة في المملكة اليوم تعمل طبيبة ومهندسة ومعلمة وهي عضوة في غرف التجارة والصناعة وتقوم بدور رائد في تأسيس وقيادة الجمعيات الخيرية وان المرأة السعودية اقتحمت مجال تقنية المعلومات.
واوضحت سمو الأميرة لولوة الفيصل ان دور المرأة السعودية عالميا ما زال محدودا ولكن ورغم ذلك على سبيل المثال فان الدكتورة ثريا عبيد تتولى اليوم منصب المدير العام لبرنامج الامم المتحدة للسكان والتنمية البشرية.
وأكدت ان برنامج الاصلاح السياسي والاقتصادي في المملكة يحقق نجاحا كبيرا مشيرة إلى ان القطاع الخاص يسهم اليوم بنسبة 45 في المائة من اجمالي الناتج المحلي للمملكة وان المملكة ستشهد انتخابات المجالس البلدية قريبا كما تم تأسيس لجنتين لحقوق الانسان بالمملكة.
وشددت على ان الشعب السعودي يرغب في ان يكون الاصلاح نابعا من الداخل ومن واقعه وقناعاته.وتناولت عضوة المعهد الملكي البريطاني للشؤون الخارجية الدكتورة مها عزام في حديثها التحديات التي تواجه المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي والاصلاحات التي يجب ان تتم عبر بلدان الشرق الاوسط العربية وليس بلدان مجلس التعاون الخليجي فقط وخصوصا الاصلاح في مجال التعليم لتأهيل المرأة لتلعب دورها في تنمية هذه المجتمعات.
وتحدثت في الجلسة الثالثة التي كانت عن المرأة والتعليم الاستاذة المشاركة بكلية التربية في جامعة الملك سعود الدكتورة فوزية بكر البكر عن تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية وسردت تطور تعليم المرأة في المملكة منذ تأسيس أول مدرسة خاصة للبنات في عام 1942 حتى اليوم وتطرقت إلى عملية الاصلاح التي تتم في المملكة وإلى بدء الدورة الثالثة من الحوار الوطني في المملكة والتوصيات التي تقدم بها لدفع دور المرأة واسهامها الكامل في تنمية المجتمع وقدمت شرحا مدعما بالاحصاءات عن تطور تعليم المرأة في المملكة وكيف ان الحكومة السعودية تدعم وتشجع دور المرأة في المجتمع مشيرة إلى ان مجلس الوزراء حدد مؤخرا تسع نقاط اساسية لمساعدة ودفع دور المرأة في المرحلة القادمة وتحسين تأهيلها الاكاديمي وفتح المزيد من فرص العمل امامها.وقدمت الباحثة الاولى بجامعة كيمبردج الدكتورة حياة سندي تجربتها الشخصية وكيف انها تخطت العقبات والصعوبات التي واجهتها في الجامعات البريطانية بسبب اصرارها على ارتداء الحجاب في اكثر المعامل العلمية تقدما في العالم.وكيف ان المرأة بتصميمها يمكن ان تصل إلى اعلى الدرجات العلمية وكيف تحظى بالتقدير دون ان تتخلى عن قناعاتها الدينية وكيف انها حازت على ارفع الجوائز العالمية وانها اصبحت ممثلة للباحثين الشباب في بريطانيا لطرح رؤاهم العلمية في مجلس العموم البريطاني وان ولاءها الاول ما زال لوطنها والتزامها بدينها وقناعاتها رغم مكانتها العلمية الرفيعة في بريطانيا والعالم.
|