Friday 25th June,200411593العددالجمعة 7 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق وأجنحة"

الأمن وأثره على الأمة الأمن وأثره على الأمة
عبد العزيز بن محمد الحمدان

إن الأمن في حياة الأمم والشعوب شأنه عظيم، وهو مطلب نبيل تهدف إليه المجتمعات البشرية، وتتسابق لتحقيقه السلطات الدولية بكل إمكاناتها الفكرية والمادية فإن كل أمة كما تبذل وسعها لرفع مستوى معيشتها فإنها لن تألو جهداً أيضاً لتوفير أمنها. وهناك سؤال يطرح نفسه وهو: هل استطاعت المجتمعات البشرية أن تحقق الأمن في واقع حياتها؟! والجواب: نظرة سريعة إلى هذه الأرض التي نعيش فوق ترابها لتؤكِّد أن معظم الشعوب والدول قد فقدت هذه النعمة العظيمة نعمة الأمن فما قيمة التطور الصناعي والتقدُّم التقني والتكنولوجي الذي نراه في كافة مجالات الحياة والناس لم يأمنوا على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم في تلك المجتمعات المتطورة مادياً ومدنياً؟!!
إن الأمن الحقيقي - أيها الإخوة - لا يكون إلا بالإسلام تطبيقاً لما شرعه الله في كتابه وما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته. فإن إقامة أحكام الله عامة والحدود الشرعية خاصة أمر أوجبه الله على ولاة أمر المسلمين وهذا ما أكَّدته الآيات القرآنية قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء.
وأكَّدته السنَّة النبوية كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك مَن كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث، فالحاكم المسلم واجب عليه أن يلتزم بإقامة حكم الله ويأتي في مقدمة ذلك إقامة الحدود الشرعية، ونحن هنا في دولة إسلامية ترفع راية التوحيد قد وفَّق الله حكامها لتطبيق شرعه والأخذ على أيدي المجرمين والعابثين الذين يسعون إلى تخريب هذا البلد والإخلال بالأمن وترويع الآمنين ونشر الفساد في الأرض والكفر بنعم الله التي من أهمها نعمة الأمن.
معاشر المسلمين:
وإذا كانت الأجهزة الأمنية تقوم بدور فعَّال ونشاط ولله الحمد في قطع دابر الجريمة في شتى صورها فلا ننسى ما تقوم بها الهيئات ورجال الحسبة من التعاون مع رجال الأمن في الكشف عن مكان الجريمة ومطاردة المجرمين وإلقاء القبض عليهم صيانة للأمة من الفساد وقطعاً لدابر المفسدين.
وإن واجبنا مواطنين ومقيمين أن نتعاون مع رجل الأمن ورجال الحسبة. فإن من أوجب الواجبات وألزم اللوازم أن يتعاون الفرد والمجموع على صيانة الأمن الشامل للجميع وأن يحرص كل فرد على التزام الحدود والتبعات التي يستوجبها توطيد هذا الأمن ليتحقق الأمان العام بإذن الله.
فالفرد دائماً في خدمة المجموع، والمجموع من واجبه أن يحمي الأفراد والله جل وعلا يقول في محكم التنزيل {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة. وتوطيد هذا الأمن يستلزم أن يؤدي كل فرد واجبه وأن يصون أمانته وأن يرعى كل ما يوكل إليه حق الرعاية. فإنه راع ومسؤول أمام الله عن رعيته.
أسأل بمنِّه وكرمه أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وولاة أمرها وأن يعزهم بطاعته ويعز بهم دينه إنه خير مسؤول.. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved