إن الإسلام دين الشمولية والكمال، والحق والعدل. أعطى كل ذي حق حقه، ورتب الواجبات على المكلفين كل بحسبه. حفظ حق الإنسان وليداً، رضيعاً، وشاباً وكهلاً، وشيخاً هرماً، رجلاً كان أو امرأة.
كلف الرجل بواجبات تتناسب وطبيعته الرجولية من الضرب في الأرض والسعي على حاجات الأهل والعيال، لما يملك من مقومات لذلك.
وكلف المرأة بصيانة البيت وحفظ الأولاد، والقيام عليهم بالعطف والحنان لما اختصت به المرأة من قوة العاطفة، وشفافية الإحساس فهي أرحم بالأولاد فوجب عليها أن تكون ملاصقة لهم.
والرجل والمرأة في الإسلام يكمل أحدهما الآخر، ولا تنفك حاجة أحدهما عن الآخر، لأن لكل منهما اختصاصه، وتكون السعادة والهناء إذا التزم كل طرف منهما بأداء واجباته وحفظ حقوق الآخر، ويحصل الخلل، وربما الشقاء بإخلال أحدهما أو كليهما بواجباته. وما فسدت البيوت، وتحطمت الأسر، وضاعت العيال إلا لما استرجلت النساء وتأنث الرجال.
لقد علم أعداء الإسلام ما للمرأة المسلمة من دور كبير في بلاد المسلمين وعز عليهم أن تجود المرأة المسلمة على أمتها كما جاءت من قبل بالعلماء العاملين والدعاة المخلصين، الذين تربوا على أيدي أمهات مسلمات، يظهر ذلك بوضوح حينما تسمع وتقرأ تلك النداءات المسعورة بحقوق المرأة، وإخراجها عن بيتها وحيائها.
لقد أجلب الأعداء بخيلهم ورجلهم على المرأة المسلمة وخاصة في هذه البلاد المباركة - حرسها الله من كل سوء- أجلبوا عليها وتعالت أصواتهم مطالبة بحقوق المرأة في مشاركتها لكافة مجالات الحياة، وأنها مثل الرجل في كل شيء. والله جل وعلا يقول في كتابه الكريم {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}، لا أدري هل من حقوق المرأة أن تتعرى أمام الرجال أو أن تخالطهم في أعمالهم ومؤسساتهم، أم من حقوقها أن تقود زمام الأمور.
لقد حفظ الإسلام كرامتها ووفى لها حقها. وليخسأ كل من أراد بمحارمنا سوءاً
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض/فاكس 2922569 |