لماذا انساق بعض أبنائنا وراء أفكار منافية لتعاليم ومبادئ الإسلام, فأقدموا على هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية التي أزهقت أرواح العشرات, وروعت الآمنين, ودمرت الممتلكات؟
لماذا وجدت هذه الفئة الضالة من يصدق مزاعمها ويروج لشعاراتها التي تخفي سوء ما تقترفه أيديها الآثمة الملوثة بدماء الأبرياء من المواطنين والمقيمين من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء؟
لماذا يعتقد البعض أن مواجهة هذه الفئة الضالة من الإرهابيين والغلاة مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط, ويتناسى أن الإرهاب هو الثمرة المرة لانحراف فكري, وجهل بتعاليم الشريعة السمحة ووسطيتها؟
لماذا أيضاً يتجرأ أدعياء العلم على الفتوى ويتطاولون على العلماء الراسخين ويضللون الشباب بفتاوى لا دليل على صحتها من القرآن الكريم أو السنة المطهرة أو منهج السلف الصالح؟
لماذا أيضاً لم تفلح جهود العلماء الكبيرة في وقف مسلسل الإرهاب الإجرامي؟.
لماذا لم تؤثر تحليلات الكتاب والإعلاميين وتنظيراتهم في كبح جماح هذا الخطر الداهم؟.
لماذا لم تنجح محاولات عدد من الأئمة والخطباء في تفنيد دعاوى الإرهاب؟.
لماذا لم يتجاوب جميع أئمة المساجد مع التوجيه بالقنوت على الفئة الباغية؟.
لماذا يتغافل الآباء عن دورهم في تحصين أولادهم من هذا الفكر الضال وحفظهم من السقوط في الفساد بشتى صوره؟.
لماذا يتم التركيز في علاج كارثة الإرهاب إعلامياً على خطابات الإدانة والشجب دون التطرق إلى أسبابها الحقيقية وأهداف هذه الفئة الضالة وطرح الآليات العملية لمواجهتها؟.
لماذا يتقاعس البعض من أبناء المجتمع والمقيمين عن القيام بدور فاعل في مواجهة خطر الإرهاب الذي يكتوي بناره الجميع بلا استثناء؟.
لماذا نظل نمارس دور المتفرج على ما يحصل دون أن يكون لنا مبادرة جادة في دعم جهود الجهات الأمنية في تعقب هؤلاء المفسدين؟.
لماذا يصر بعض شبابنا على إيذائنا بتصرفاتهم الرعناء وسلوكياتهم المنحرفة ونحن بأمس الحاجة إلى طاقاتهم في مواجهة هذه الفئة الباغية؟.
لماذا لايكون هناك تعاون وثيق بين التربويين والمفكرين والمثقفين وبين العلماء؟.
لماذا لا توحد الجهود وتردم الفجوة المفتعلة؟.
لماذا هذه القطيعة بين الفريقين؟.
لماذا هذا التفاوت في التحليلات للأوضاع الراهنة بما يصل حد التناقض؟.
لماذا لا توضع آلية موحدة للجميع لمحاربة جميع الأفكار والسلوكيات التي تعصف بشبابنا؟.
لماذا لا تعقد الندوات واللقاءات لمناقشة ما يوجد في أذهان الشباب من ترسبات فكرية خطيرة واختلالات نفسية مخيفة ومعالجتها بالحكمة والروية بدلاً من تبادل الاتهامات والإغراق في التنظيرات وتمجيد الذوات وتصفية الحسابات واستغلال الحدث لمآرب شتى؟ إن شبابنا يحترقون أمام أعيننا ووطننا يتعرض للطعنات من أبنائنا الذين أمكن التلاعب بهم ونحن نتفرج كأننا أمام مشهد درامي أو فيلم بوليسي.
لماذا لا نقف جميعاً في وجه هذا الطوفان المدمر قبل ان تغرق السفينة؟.
لماذا لا نترك خلافاتنا وتناقضاتنا ونكون يداً واحدة ضد الإرهاب والمفسدين؟.
لماذا لا تكون هناك دراسات اجتماعية وتربوية وفكرية تطرح خلاصتها في أشرطة وكتيبات بلغة سهلة يفهمها ويتفاعل معها الجميع؟.
وألف (لماذا) أخرى لا تجد إجابة شافية لارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية في بلاد الحرمين الشريفين التي انطلقت منها رسالة الإسلام رحمة للعالمين والتي تحكم شرع الله في أمور حياتها.
إن الوصول إلى إجابة لهذه الأسئلة الحائرة هو البداية التي لابد منها لمحاصرة الإرهاب في جميع مراحله وبجميع أشكاله, وكل منا مطالب بإيجاد الإجابة عن السؤال الذي يخصه في حدود قدرته وعمله والدور الذي يستطيع القيام به, في مواجهة هذا الخطر الذي بات يتهددنا جميعاً ويعطي أعداء الإسلام الفرصة والمبرر, لاتهام الإسلام بتكريس العنف والإرهاب فليتنا نستطيع أن نجد هذه الإجابات قبل ان نصطدم بسؤال أكثر صعوبة, وهو لماذا تركنا المفسدين في الأرض يعبثون بها فساداً وإفساداً ولم نقم بما أمرنا الله سبحانه وتعالى به من وجوب محاربتهم, والتصدي لهم, دفاعاً عن مقاصد الشريعة وصيانة لسلامة الأمة وحفظاً لهذا الوطن الغالي..؟.
|