* صنعاء- (الجزيرة):
بعد أشهر قليلة من قيام الوحدة اليمنية في الـ(22) من مايو 1990م كان العقيد معمر القذافي الذي أراد أن يظهر تأييده لهذه الوحدة قد بادر إلى الإعلان عن تمويل حكومة لمشروع إنشاء مدينة سكنية في صنعاء، بحيث تخصص المساكن للمسؤولين الذين انتقلوا من المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن إلى العاصمة صنعاء بعد إعلان الوحدة..
هذا المشروع والذي حمل اسم (المدينة الليبية) كانت مناقصته قد رست على مقاول يمني قام بتنفيذ المشروع بناء على اتفاق مع حكومة القذافي الذي لم يفِ بالتزاماته تجاه هذا المقاول.. فبعد الانتهاء من تنفيذ المشروع تهرّب العقيد معمر القذافي من دفع المستحقات المالية للمقاول (الأصبحي) الذي ظل لعدة سنوات يتابع ويبحث عن تلك المستحقات لدى جهات مختلفة من بينها السفارة الليبية بصنعاء ولكن دون جدوى.. لتتحول مبادرة القذافي التي أطلقها تحت مظلة (القومية) إلى مأساة أحلت بالعديد من الأسر اليمنية.. فقد تراكمت الديون على ذلك المقاول الذي وجد نفسه غير قادر على الوفاء بالتزاماته في سداد القروض المتراكمة عليه لجهات عدة وهي القروض التي كان قد استخدمها في تغطية تكاليف انجاز مشروع العقيد القذافي..
وبعد أن وصل المقاول إلى مرحلة اليأس ودخل في أزمة نفسية لجأ على إثرها إلى التخلص من نفسه قبل نحو عام ونصف من الآن وذلك قبل أن يحصل على مستحقاته ومستحقات الآخرين والتي تهرب القذافي وحكومته من سدادها..
ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان أولاد المقاول الضحية قد نجحوا في الحصول على حقوقهم وحقوق والدهم من حكومة القذافي أم لا.
|