* غزة القدس المحتلة نابلس الوكالات:
واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلية اعتداءاتها اليومية على الضفة الغربية وقطاع غزة وقتلت ثلاثة فلسطينيين كما اعتدت بعتاد عسكري كبير على مدينة نابلس، في وقت واصلت فيه مصر تحركاتها التي تستهدف القيام بدور في تدريب قوات الأمن الفلسطينية لتتولى مهام الأمن في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المزعوم من القطاع، غير ان مصر اشترطت على السلطة الفلسطينية من أجل تنفيذ مبادرتها الأمنية القيام بما ترى انه إصلاحات لا بد منها من قبل السلطة وأعطت مهلة شهرين لتنفيذها.
فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين في مستوطنتي دوجيت وجوش قطيف، وفقاً لافادة مصادر اسرائيلية.
وأوضحت المصادر ان اثنين من الشهداء كانا يرتديان لباساً شبيهاً بلباس الجيش الاسرائيلي وقام جنود الاحتلال باطلاق النار عليهما وقال المصدر ان الرجلين قتلا على بعد حوالي ثلاثين متراً عن موقع كانا يستعدان لمهاجمته، وقد عثر على رشاشي كلاشينكوف وقنابل يدوية قرب جثتيهما.
وسقط شهيد ثالث قرب مستوطنة غان اورفي المجمع الاستيطاني في جوش قطيف بعد إطلاق الجنود الاسرائيليين النار عليه.
وشملت الاعتداءات الاسرائيلية ليوم أمس الخميس أيضا قيام قوات اسرائيلية بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين في منطقة السوق القديم في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي أوردت النبأ عن مصادر فلسطينية تأكيدها أن قوات الاحتلال داهمت البلدة القديمة وتمركزت بقوات كبيرة على كافة مداخلها.وذكرت المصادر أن إطلاق نار كثيف سمع في جميع أرجاء المدينة في الساعات الأولى من أمس الخميس.
ولم تورد الوكالة معلومات عن الخسائر الناجمة عن العملية الاسرائيلية.
وزعم الجيش الاسرائيلي من جانب آخر انه أفشل أمس عملية فدائية كانت ستنفذ في مدينة القدس المحتلة .
وقال مصدر عسكري ان إبراهيم العياش (18 عاماً) ورجلين آخرين يتحدرون جميعاً من منطقة نابلس (شمال الضفة الغربية) اعتقلوا على حاجز عسكري في شمال القدس.
وأوضح ان القنبلة التي كانت تحتوي على عشرة كيلوغرامات من المتفجرات والتي كانت ستستخدم في العملية اكتشفت في شنطة مدرسية مخبأة في سيارة أجرة بالقرب من نابلس.وزعم المصدر ان العملية كانت من إعداد مجموعة مرتبطة بحركة فتح وبتمويل من حزب الله اللبناني.
وعلى الصعيد السياسي قال مسؤولون في رام الله يوم الأربعاء ان مصر أمهلت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شهرين للوفاء بتعهدات بالاصلاح إذا كان لمصر ان تساعد الفلسطينيين في حفظ النظام في غزة بعد انسحاب اسرائيلي مزمع.وحدد رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان المهلة أثناء اجتماع عقده مع عرفات في مقره بالضفة الغربية.
ويرحب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالدور المصري ولكنه قال يوم الأربعاء انه لا يعتزم السماح للمصريين بالقيام بدور الوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين.كما تحاول مصر التوسط في وقف شامل لاطلاق النار ولكن اسرائيل تقول انها غير مستعدة للموافقة على ذلك.
وتعتمد المساعدة المصرية على إصلاحات أمنية فلسطينية تقضي، وفقاً لرويترز، بأن يتخلى عرفات عن بعض السلطات كما تعتمد على موافقة فصائل مسلحة، يساورها القلق من دور القاهرة في غزة وهو القطاع الذي كانت تسيطر عليه مصر حتى حرب عام 1967.
وأبلغ أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني رويترز ان الجانب الفلسطيني أمامه شهران لاتخاذ قرارات والقيام باصلاحات أمنية ضرورية وتعيينات في المناصب الأمنية وتعزيز الحوار بين الفصائل.
وقال قريع انه بعد هذه الإجراءات سيصل خبراء أمنيون من مصر.
وأبلغ سليمان الصحفيين ان خبراء مصريين قد يصلون إلى غزة (خلال أشهر) وقال إنه خرج وهو يشعر بارتياح كبير جداً من محادثاته مع عرفات.
ولم تقل مصر التي أعلنت استعدادها لإرسال ما يصل إلى 200 مدرب إلى غزة ماذا ستفعل إذا فشلت الاصلاحات.وقاوم عرفات دعوات سابقة للتغيير يمكن أن تكلفه نفوذه ولكنه كرّر يوم الأربعاء ترحيبه بالعرض المصري.
وفي القاهرة أيّد وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي المبادرة المصرية بعد لقائه مع مسؤولين هناك.
وقال بيرنز:(نحن واثقون من أننا على الطريق ليصبح بامكاننا تحقيق تقدم).
إلى ذلك اجتمع صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني مع كولن باول وزير الخارجية الامريكية على هامش اجتماع مع وفد من منظمة المؤتمر الاسلامي في واشنطن الليلة قبل الماضية.
وطلب عريقات من باول خلال الاجتماع دعم الولايات المتحدة للمباردة المصرية الأردنية المشتركة لتوفير مساعدات لخطة إقامة انتخابات فلسطينية عامة.
كما أعرب عن أمله فى ان تمارس واشنطن مزيداً من الضغوط على اسرائيل لوضع حد للاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة وإحياء خارطة الطريق.
وطلب عريقات من واشنطن دعم جهود مصر والأردن لتدريب قوة فلسطينية من ثلاثين ألف شرطي لحفظ الأمن بعد الانسحاب الاسرائيلي الذي من المفترض ان يبدأ في ربيع 2005 من قطاع غزة.
وقال الوزير الفلسطيني:(لقد طلبت من كولن باول مساعدتنا لكي توقف اسرائيل نشاطاتها الاستيطانية).. مضيفاً ان الفلسطينيين مستعدون تماماً لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في أراضيهم.
|