* بغداد - (أ.ف.ب):
تحاول الشرطة العراقية التي ستكون في الصف الأمامي في (المعركة ضد الإرهاب) التي تريد الحكومة العراقية إطلاقها مع توليها السلطة في الاول من الشهر المقبل، ان تستعيد هيبتها الا ان ضعف تدريبها وتواضع عديدها يضعانها امام اختبار صعب.
وقد كثفت الشرطة العراقية في اليومين المنصرمين دورياتها في شوارع العاصمة العراقية في محاولة لتأكيد سلطة القوى الامنية العراقية، ولو ان ذلك لم يمنع وتيرة الاعتداءات على اختلافها من التزايد.
ورغم المسؤوليات الكبيرة التي سيكون على هذا الجهاز ان يتحملها في المرحلة المقبلة، إلا انه لا يزال يخضع لعملية اعادة بناء وتنظيم هيكليته ولا يزيد عديده عن مائة ألف عنصر، كما يقول وزير الداخلية فلاح النقيب الذي لم يمض على توليه مهامه سوى ثلاثة أسابيع.
ويقول النقيب: الاجهزة الامنية في السابق كانت متعددة وتصل الى حوالي 13 جهازا وكانت الشرطة الحلقة الاضعف فيها بينما هي الآن في مقدمة هذه البنية، ويضيف الشرطة هي الآن المسؤولة عن حفظ الامن الداخلي في حين كان يقوم بهذه المهمة في السابق الجيش واجهزة المخابرات.
ويشرح وزير الداخلية ان ترتيبات اعادة بناء جهاز الشرطة (لا تزال في البدايات)، متحدثا عن انتقاءات عشوائية للشرطة في المرحلة الماضية ما يستوجب اعادة نظر في الكثير من المجالات.
جهاز الشرطة الجديد لن يستبعد العناصر السابقة في جهاز الشرطة القديم، مع التمييز بين (الرتب العليا) التي ستتولى مناصب استشارية من دون مهام عملية وبين (الرتب الشابة) التي بدأت الوزارة باستيعابها مجددا.
ويقول النقيب: نستغل كل العناصر الوطنية العراقية لاعادة بناء أجهزتنا ومؤسساتنا الوطنية سواء في الشرطة أو غير الشرطة، في حال لم يكونوا متهمين في ارتكاب جرائم، ويضيف استدعينا الكثير من ضباط الجيش السابق لاعادة تاهيلهم وتدريبهم ليكونوا في المسؤولية، معتبرا ان لا أرقام محددة حول عدد هؤلاء.
وسيكون دور الشرطة العراقية اساسيا في ظل توجه العراق الى إعلان حالة طوارىء في البلاد في مسعى لوقف دوامة العنف التي يرجح ان تتزايد حدتها مع انتقال السيادة في الاول من الشهر المقبل.
وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أعلن قبل ايام عن استراتيجية للامن الوطني تقوم على تعبئة كل قوات الامن العراقية على اختلاف انواعها لمحاربة منفذي الاعتدءات، مؤكدا ان (الحملة ضد الارهاب هي المسؤولية الاساسية لحكومتي).
وقال رئيس الوزراء ان قوات الشرطة العراقية ستكون في الخطوط الامامية في هذه المعركة وتم تدريب وحدات الشرطة الخاصة وتزويدها بكل المعدات اللازمة لمكافحة الارهاب.
أما بالنسبة لوزير الداخلية، فان جهاز الشرطة لن يقوم باعتقالات اعتباطية ولن يكون اداة لقمع المواطنين خارج إطار القانون.
وقال النقيب: نعمل على اعادة هيكلة الشرطة وأسلوب عملها، مضيفا لا نريد اجهزة تقوم باعمال ارهابية كما في النظام السابق، يجب ان يكون القانون فوق الجميع، ويشرح ان جهاز الشرطة العراقية مزود بجهاز استخبارات وليس مخابرات مهمته جمع المعلومات فقط، مضيفا ان هذا الجهاز لن يكون له علاقة بالاعتقالات.
في الشارع، لا تبدو مهمة عناصر الشرطة العراقية الذين باتوا يشكلون هدفا مفضلا للاعتداءات، سهلة، وتحاول شرطة المرور جاهدة تنظيم السير في شوارع بغداد المزدحمة التي لم تعد شاراتها الضوئية تعمل بسبب الاضرار والانقطاعات المستمرة في الكهرباء، وغالبا ما تقابل أوامر شرطة المرور بلامبالاة السائقين.
ويقول الملازم أول مهند محسن انه ضبط عشرين مخالفة سير حتى الظهيرة، شارحا ان غالبية المخالفات هي التجول في سيارات لا تحمل لوحة تسجيل أو ذات زجاج مموه يخشى من استخدامها في تنفيذ تفجيرات، بالاضافة الى القيادة باتجاه معاكس والتي باتت أمرا مألوفا في شوارع بغداد.
|