كشفت مصادر في البيت الشيعي العراقي ان مفاوضات سرية ومن دون وسطاء جرت بين ممثلين عن سلطات الاحتلال ووفد يمثل السيد مقتدى الصدر في النجف الاشرف.
وقالت المصادر الشيعية ان وفدا مؤلفا من ثمانية أشخاص بينهم رجلا دين مثلا السيد مقتدى الصدر في المفاوضات مع سلطات الاحتلال التي مثلها في المفاوضات السيد روز الذي يفترض ان يكون نائبا للسفير الأمريكي القادم في بغداد نيغرو بونتي موضحة ان المفاوضات كانت إيجابية وكان الوفد الصدري شديد الصراحة والوضوح مع الجانب الأمريكي.
وافادت المصادر ان الوفد الصدري أكد لسلطات الاحتلال ان السيد مقتدى الصدر تعرض من قبل خصومه السياسيين الى وشايات سياسية كاذبة هدفها تشويه صورته الحقيقية بهدف اقصائه عن الساحة السياسية للتخلص من منافس مهم لبعض القوى السياسية التي ترى في إبعاد الصدر نجاحا لها في العملية الانتخابية وفي مجمل العملية السياسية القادمة في العراق موضحا ان الوشايات نفسها كان قد تعرض لها والد السيد مقتدى السيد محمد محمد صادق الصدر وعمه السيد محمد باقر الصدر اللذان استشهدا على أيدي أجهزة النظام العراقي السابق إعداما واغتيالا.
واوضحت المصادر ان المفاوضات أسفرت عن السماح للسيد مقتدى الصدر بالمشاركة في العملية السياسية من خلال دعوته لترشيح ممثل عنه في الهيئة التحضيرية للمؤتمر الوطني التي ازداد عدد أعضائها من 65 الى 100 عضو لتتسع لجميع التيارات السياسية الممثلة في مجلس الحكم المنحل او التي خارجة وان هذه الدعوة هي اعلان عن السماح للتيار الصدري بخوض الانتخابات المقبلة.
وتوقعت المصادر ان يتسبب دخول مقتدى الصدر في اللعبة السياسية في ارباك الفصائل الشيعية الأخرى التي رتبت حساباتها على عدم مشاركة الصدر في هذه اللعبة وبالتالي فإنها سوف تحصد أصوات الناخبين من التيار الصدري العريض لصالح مرشحيها موضحة ان أي مرشح عن التيار الصدري سيحظى بدعم المرجع الشيعي آية الله السيستاني حيث لا يقف السيستاني بالضد من أي مرشح ليس عليه إشكالية شرعية.
يذكر ان الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر كان قد اصدر قرارا يقضي بحرمان كل من يقود الميليشيات المسلحة غير المرخصة من المشاركة في الانتخابات لمدة ثلاث سنوات بعد تلك المليشيات الأمر الذي فسره المراقبون وكأنه مصمم خصيصا لمنع مقتدى الصدر من المشاركة في الانتخابات.
لكن الأوساط السياسية العراقية فوجئت بالدعوة التي وجهها فؤاد معصوم رئيس اللجنة التحضيرية المشرفة على تأسيس المؤتمر الوطني العراقي لمقتدى الصدر للمشاركة في الانتخابات وهو ما فسره المراقبون على انه موافقة أمريكية وان معصوم لا ينطق إلا من سلطات الاحتلال.
من جانبها تجاهلت سلطات الاحتلال دعوة فؤاد معصوم لمقتدى الصدر للمشاركة في الانتخابات ووصفت تلك الدعوة بانها غير شرعية. وعبر دان سينور المتحدث باسم سلطات الاحتلال عن استغرابه من الدعوة التي وجهت الى الصدر مؤكدا ان هذه الدعوة تتقاطع مع وجود مذكرة اعتقال ضد الصدر وقال سينور بالحرف: أؤكد لكم بالنص ان أي شخص له ميليشيات عسكرية وله ارتباطات بمجموعة مسلحة لا يمكنه المشاركة في العملية السياسية استنادا للقانون الإداري.
لكن المراقبين يرون ان سينور لم يحط علما بنتائج المفاوضات السرية. أما الشيخ احمد الشيباني أحد أهم المقربين من مقتدى الصدر فقد أكد ان الصدر تلقى الدعوة بالفعل وهو بصدد الرد عليها.
|