* موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبر سكرتير مجلس الأمن الروسي، وزير الخاجية الاسبق، ايغور ايفانوف بأن روسيا تمكنت من إضفاء الصيغة التي تناسبها عند اتخاذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن العراق. وقال ايفانوف في حديث لمجلة (ايتوغي) الروسية بهذا الشأن: (من الواضح جدا أن اتخاذ القرار بالإجماع وان كان مهما جدا إلا أنه يعتبر الخطوة الأولى فقط في طريق تسوية الوضع في العراق. إن هذه الأزمة ذهبت إلى حد بعيد، وأنبتت جذورا عميقة يصعب من خلالها توقع التوصل إلى حل سريع لها. لقد دعت روسيا باستمرار إلى إعادة السيادة إلى العراق، وسنواصل، بالطبع، تقديم المساعدة الضرورية للقيادة العراقية المؤقتة في مجال تحقيق استقرار الوضع في هذا البلد).
واستبعد ايفانوف احتمال إرسال روسيا لقوات عسكرية إلى العراق مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود أشكال أخرى للمساعدة في مجال إزالة آثار الحرب وإعادة الحياة الطبيعية. كما أكد ايفانوف على أن الشركات الروسية تتمتع بخبرة كبيرة في مجال العمل في العراق لا تقتصر على قطاع النفط وحده.
وأشار سكرتير مجلس الأمن الروسي إلى نظرة المجتمع العراقي الطيبة إلى روسيا، وأعرب عن أمله بمواصلة التعاون المثمر بين روسيا والعراق. الى ذلك، صرح الكسندر كالوغين المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي في الشرق الأوسط وسفير المهمات الخاصة بأن هدف اجتماع لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة في مصر يتلخص في مناقشة الوضع في المنطقة وتوجيه الأحداث نحو طريق التسوية السلمية.
هذا ومن المقرر أن يجتمع أعضاء لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة - روسيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة في مدينة طابا المصرية في الرابع والعشرين من الشهر الحالي. وأعرب كالوغين عن أسفه لعدم البدء بتنفيذ حتى المرحلة الأولى من خطة (خارطة الطريق) على الرغم من تبنيها قبل عام ونصف تقريبا مشيرا في الوقت نفسه إلى اتفاق أعضاء لجنة الوسطاء على ضرورة التحرك في اتجاه تشكيل دولة فلسطينية مستقلة. وفي معرض رده على سؤال بشأن المبادرة المصرية أكد كالوغين على أن مقترح القاهرة يتطابق مع جوهر خطة (خارطة الطريق) بشأن انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة. وتؤكد خطة التسوية السلمية على توحيد مؤسسات القوى الفلسطينية الأمر الذي تصر عليه القاهرة أيضا. في الوقت نفسه ذكر كالوغين أن القاهرة قلقة من تصريحات تل أبيب بشأن (الانسحاب غير الكامل) الذي قد يستمر لفترة طويلة، واحتمال نقل المستوطنين اليهود من غزة إلى الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة مما يحول تلك المنطقة إلى (غيتو فلسطيني). ويذكر أن الكسندر كالوغين كان قد أجرى اليوم في القاهرة مباحثات مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، وأسامة الباز المستشار السياسي لرئيس جمهورية مصر العربية ، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
|