بدأ العالم يتوقف عن الدوران ببطء والناس لا تدري..
أشغلتهم أعمالهم وسرقت أعباءهم أوقاتهم...
لم يعد هناك مكان لمشاعرنا.. لأحاسيسنا.. لحبنا الذي فقدناه منذ زمن بعيد وأبى أن يعود..
غاب الحب وضاع من ظلم الناس له..
كيف يعود ولم يكن له بالأصل مكان..
سمعنا عن أساطير الحب أجل.. وأطربتنا معلقات الغزل الطويلة ولكنها ماتت مع موت أصحابها..
أصبح الحب ضيفا غريبا بيننا.. أصبحنا نجهل كيف تكون طقوسه الربيعية بل وكيف نضمه في قلوبنا..
كيف نشعر دفأه وكيف نرتاد أحضان حنينه..
نسينا اننا نعيش معا في دنيا واحدة يضمنا كوكب واحد ونحيا تحت سماء واحدة..
لا نستطيع ان نحب دون ان نتبادل تلك المشاعر فيما بيننا..
لا نستطيع ان نحب دون أن نسمع صوت قلوبنا..
لا نستطيع ان نحب دون أن نرى لهفة الشوق في نظراتنا ونسمع شهد الكلمات نابعا من شفاهنا..
الحياة بائسة جامدة لا يتناثر في أرجائها سوى تلك الأرقام والحسابات والدفاتر والأقلام المتناثرة في كل مكان..
ضاع الحب واندثر في هذا العالم..
دفنا بقايا أشلائه في بساتين الورد..
ولم نعد نذكره حتى برقم واحد..
|