* أبها - عبدالله الهاجري:
السياحة في بلادنا نقية، وبرامجها الحالية تتجه نحو مصلحة الجميع، وما لمسناه في السنوات الماضية من تطور في بناء البنية السياحية مع تجسيد للجودة والإتقان والمحافظة على التراث بأنواعه، وإعداد البرامج الدينية والاجتماعية والتسويقية التي تواكب رغبة السواح مع المحافظة على تقاليدنا وعاداتنا لدليل واضح على النجاح، وهذه أمور تبشر بالخير للنهوض بمورد اقتصادي يشكل مصدر رزق، بالإضافة إلى الحفاظ على أعداد كبيرة من أبنائنا للبقاء في وطنهم الغالي. وهنا نحاول معرفة رأي أصحاب المساهمات في العمل السياحي الوطني ونظرتهم المستقبلية للتطور في السياحة وإنمائها. ففي لقاء مع سمو الأمير بندر بن سعود بن خالد آل سعود رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان أبها للتسوق أكد سموه أن السياحة اليوم في بلادنا تستقطب حصة جيدة من سوق السياحة في الوطن العربي، وقد تعزز مناخ الاستثمار السياحي فيها لدرجة متقدمة ومشجعة جداً، وبلادنا تزخر بكنوز سياحية تمثل عناصر جذب، بالإضافة إلى التطور الحاصل لمجمل العمل السياحي، ولا ننسى أن بلادنا غنية بالروافد المتعددة للسياحة الوطنية، وفي مقدمتها السياحة الدينية والثقافية والترويحية بين الصيفية والشتوية، ويكفينا فخراً أن الإنسان السعودي عُرف بالكرم والضيافة حتى وهو في خيمته بالصحراء، فهو يسعد بمَن يأتي إليه ويقوم له بواجب الضيافة على أكمل وجه.
وأضاف سموه: من الواضح جداً أن حجم الاستثمارات لتعزيز المناخ السياحي في عسير مشجع جداً؛ حيث إن العوائد مجزية وتحقق تطلعات المستثمرين في القطاع السياحي، والميزة النسبية لمدينة أبها أنها تستقطع حصة جيدة من سوق السياحة الخليجي؛ حيث إن السياح الخليجيين يعتبرون من أهم السياح للمنطقة، وهناك برامج سياحة متنوعة تم إعدادها لهم، وقد استقبل مطار أبها الإقليمي على طوال السنوات الماضية رحلات مباشرة من دولة الكويت، كما أن هناك تباحثاً لتسيير رحلات مباشرة من دبي كذلك، وتقوم الخطوط السعودية بزيادة رحلاتها من كافة مناطق المملكة إلى مطار أبها الإقليمي خلال فترة الصيف.
من جانبه أكد الاستاذ خالد محمود الشرفاء رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان أبها للتسوق أن السياحة حققت ما يهدف إليه ولاة الأمر حفظهم الله الذين نجدهم على رأس كل مشروع وعمل وطني سبَّاقين إلى رعايته والاطلاع عليه، ولحرصهم الدافع الأكبر لمواصلة ما تحقق من تميز من خلال الأعوام السابقة في برامج السياحة المختلفة، ومن الملاحظ أن سياحتنا تهتم بالعائلة سواء أطفال أو كبار أو شباب، ونحن في اللجنة المنظمة لمهرجان أبها للتسوق سعداء بنجاح برامج التسوق والترفيه في مدينة أبها وبقية مناطق المملكة؛ ليجد السائح الكريم متطلباته بيسر وسهولة، وكذلك ينجح المستثمر في هذا المجال حتى ينهض العمل السياحي بشكل متكامل تحت مظلة السياحة الوطنية الواحدة، وذلك بتضافر الجهود الفاعلة التي تبنى على دراسات واقعية وبحوث علمية وتجارب مستقاة من الدول الأخرى، ونوه الشرفاء بدور لجنة التنشيط السياحي بعسير والقائمين عليها والتي تعتبر أول لجنة متخصصة في هذا المجال والدور الذي تقوم به في صناعة برامج راقية ومتكاملة ومتناسبة مع طبيعة المنطقة التي هي بحق منطقة سياحية من الطراز الأول، وأيضاً دور الغرفة التجارية الصناعية بأبها وكافة الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة التي تهب جميعها لإظهار المنطقة في أبهى حللها والاستقبال والترحيب بالزائر الكريم وهذا ما يلمسه على أرض الواقع.
وفي حديث مع الأستاذ محمد الحبتور المنسق العام للمهرجان قال: إن السياحة أصبحت ركناً مهماً من أركان الاقتصاد الوطني لأي بلد يهتم بالسياحة، وتخدم العناصر الجاذبة التي لها فوائدها الاقتصادية والحضارية. وكثير من الدول تتنافس على جذب السواح، وتمنحهم مساحات من الخدمات المتميزة، وتعمل على تهيئة المجتمع بصورة حضارية في تعامله. والسياحة صناعة لدعم الاقتصاد الوطني، وتفاعل إنساني، وعمل حضاري راقٍ. ولم تعد السياحة من الكماليات الترفيهية، بل عمل اقتصادي وثقافي واجتماعي وتفسي وأدبي يؤثر في تكاملات السلوك الإنساني المعنوية والنفسية، ومملكتنا تحظى بمعطيات متنوعة، أولها المقدسات الإسلامية والمناطق التاريخية فهي سياحية متفردة بأهميتها وطبيعتها، ونجدها تحتل مكانتها في السياحة العالمية.
ومنطقة عسير تحتضن طبيعة خاصة بها من حيث جبالها ومرتفعاتها وأوديتها، التي جعلت منها منطقة غنية سياحياً، ولها تجربتها في هذا المجال بمهرجاناتها التسويقية واهتماماتها السياحية والثقافية. وهنا نذكر أميرها الأديب الشاعر المثقف المرهف الأمير خالد الفيصل الذي قام بتلك اللمسات المبدعة التي أدت إلى الإنجازات الرائعة على مدى السنوات المنصرمة، فأصبحت منطقة عسير رائدة في مجال السياحة الداخلية بصورة واضحة، واجتذبت إليها أعداداً كبيرة من مواطني مجلس التعاون الخليجي.
ومن خلال دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في سموه الكريم أنشئت المدن السياحية والسكنية مثل أبها الجديدة وفندق قصر أبها والعربات المعلقة وقرية المفتاحة التي تتميز بتراثها ووجود مسرح المفتاحة الضخم وتوفر السكن بشكل مريح في متناول الجميع، إلى جانب المواقع السياحية المعروفة مثل قمم جبال السودة والحبلة والفرعاء. ولقد استمر مهرجان التسوق يستقبل ضيوف المنطقة وأبناءها بأسلوب يضمن الجودة في التسويق والترفيه على مستوى دولي. وقد حشدت له جميع الجهود والإمكانات ليكون مهرجاناً عائلياً بالصورة المنشودة التي تليق بمنطقة عسير وإمكانياتها الحضارية والسياحية والاقتصادية، فهو إضافة جديدة وامتداد للنجاح الكبير الذي حققه في الأعوام الماضية، ويحظى بزيارة أكثر من مليون ونصف المليون زائر سنوياً، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الكبيرة من أصحاب السمو الأمراء والضيوف الذين يحرصون على زيارة هذا التجمع الكبير الذي يقع في موقع استراتيجي مهم بالقرب من مطار أبها الإقليمي وعلى مساحة لا تقل عن 120.000م2. وتشمل برامج وفعاليات المهرجان هذا العام الآتي:
* برنامج التسوق: حيث يشارك في المهرجان أكثر من 400 شركة ومصنع وطني متخصص لتقديم أحدث منتجاته، وتغطي مختلف الاحتياجات بأسعار في متناول الجميع، بالإضافة إلى المتنجات التراثية. وفي هذا العام خُصِّصت مساحة للشركات العقارية شركات البناء والعقار.
* الألعاب الترفيهية: وقد تم تخصيص مساحة كبيرة وتجهيزها بالألعاب الترفيهية المختلفة للأطفال لقضاء أسعد الأوقات، وتقدم مجموعة الراجحي للألعاب الترفيهية برامج متنوعة مع تقديم هدايا وجوائز يومية.
* المطاعم العالمية: تم توفير الأماكن اللازمة والمريحة لاقامة المطاعم المتميزة والتي تغطي جميع أماكن المهرجان وتلبي جميع الأذواق، وهناك ركن المطاعم العالمية وخيمة الأصالة التراثية.
* الفنون الشعبية: تقدم كثير من الفرق الشعبية من أنحاء السعودية العروض الفلكلورية التراثية على المسرح المفتوح أمام الجمهور يومياً بالتعاون مع مكتب رعاية الرياضة والشباب وجمعية الثقافة والفنون.
* هناك برامج فن القيادة بالسيارات المتوحشة يقدمها فريق من الشباب السعودي ولأول مرة في المنطقة، بالإضافة إلى الجمال والخيول التي تدور في مساحات واسعة ويستطيع الزائر ركوبها والاستمتاع بها.
* هناك الدبابات الرباعية وعربات متحركة للمغامرة والإثارة التي خصصت للشباب.
* يوجد فن الرسم بالرمل وهو قمة في الإبداع وتعلم مهارات إتقان الرسم في الهواء الطلق.
* خيمة للإنترنت من خلال (نيو هورايزون) حيث تقدم برامج للاطفال والاسرة لإتاحة الفرصة أمام الجميع للاتصال وممارسة الهوايات.
* رحلات سياحية يومية من مركز المعارض بجوار المطار إلى المتنزهات العديدة في منطقة عسير تقوم بها شركة ستار والنقل الجماعي لخدمة المصطافين للوصول إلى مهرجان التسوق.
* التصوير الفوري المطبوع بالليزر والفوتوغرافي لأصحاب هوايات جمع صور الذكرى مع التراث والفنون الشعبية والشخصيات البارزة من داخل المهرجان.
* برامج خاصة للجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية تقدمها إدارة المهرجان مجاناً.
* مركز عروض المهارات الرياضية والحيوانات المدربة تقدمها مجموعة من الفرق العالمية بطرق بهلوانية رائعة تلفت انتباه المشاهدين وعلى مستوى عالمي.
* عروض القلوب الخارقة؛ حيث يتم عرض دبابات داخل كرة حديدية بطرق مثيرة، وهذه كذلك تعتبر لأول مرة على مستوى المملكة.
* المعرض المتنقل (شركة بترومين) وهو لعرض الصناعات البترولية.
* عروض (مسرح الطفل والعائلة) ويقدمها مؤسسة (سلام لإعلام الطفل) المتخصصة في البرامج التربوية؛ حيث تقديم مسرح تربوي بواسطة أشبال تتراوح اعمارهم بين الـ 13 - 16 سنة. وهذه البرامج ذات أهداف نبيلة وتتلاءم مع بيئة المجتمع وتوجد الثقة لدى الناشئة.
* (برنامج السياحة الطبية) يقدم ندوات ومحاضرات إرشادية طبية من خلال الراعي الطبي (المستشفى السعودي الألماني).
* يتم تقديم عروض للزواحف والثعابين من بيئة الجزيرة العربية بواسطة (كهف الزواحف والثعابين).
من جانبه أوضح مسؤول المركز الإعلامي لمهرجان التسوق خالد عبدالرحيم الدغيم أن الاعلام يعد ضرورة مهمة لخدمة السياحة الوطنية للتعريف بها، وتقديم الخدمات المعلوماتية والإيجابية عن استفسارات السائحين، وارشادهم للارتقاء بالسياحة إلى أفضل المستويات، وتوثيق هذه الصناعة الحديثة في بلادنا، والتعريف بالقطاعات المساندة لها، ورفع الوعي الاجتماعي لدى طبقات المجتمع.
وفي أجواء عسير الممطرة الندية تلتقي الأسرة بعد يوم حافل من التجوال بالمتنزهات على ارض المهرجان لتستمتع بالبرامج والفعاليات التي بلغت أكثر من 50 فعالية، وتشارك بالسحوبات والجوائز والهدايا على سيارات وأجهزة متنوعة يومياً وأسبوعياً، وهذا يضفى على أجواء التسوق والترفيه متعة وفائدة.
|