* الرياض - الجزيرة:
حقق تعليم المرأة في بلادنا الغالية إنجازات مشهودة أكدت نجاح تجربته المتميزة وخصوصيته التي حافظت على حق المرأة في التعليم، والأخذ بأسبابه في كافة مستوياته مع المحافظة على حشمتها ووقارها وكرامتها وفق ما تقتضيه شريعتنا الإسلامية السمحة.
****
إن ما تحقق من إنجازات في تعليم المرأة يعد أحد أهم مفاخر هذا الوطن المعطاء، وبخاصة في ميدان التعليم الجامعي الذي حقق ما يشبه المعجزة خلال مسيرته التي بدأت عام 1390هـ، وكانت يومئذ بكلية واحدة يدرس بها ثمانون طالبة ليقفز هذا الرقم اليوم إلى 102 كلية جامعية يدرس بها قرابة ثلاثمائة ألف طالبة ما بين منتظمة ومنتسبة وتنتشر على مساحة الوطن الغالي في 70 مدينة ومحافظة، ويتحقق بها أهم أهدافها، وهو سعودة قطاع التعليم العام من المواطنات المعلمات بنسبة 100%، وسعودة وظائف أعضاء الهيئة التعليمية في الكليات (معيد/ محاضر/ عضو هيئة تدريس) بنسبة 50% تقريباً ممن حصلن على درجتي الماجستير والدكتوراه من هذه الكليات المباركة.
بيد أن أهم هذه الإنجازات التي تحققت لكليات البنات كانت في الإعلان عن تحويلها إلى جامعة، وهو الإعلان الذي تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - حفظه الله -.
إن هذه الإنجازات هي إنجازات هذا الوطن الغالي، وما كان لها أن تتحقق إلا بفضل توفيق الله عز وجل، ثم بفضل ما لقيه التعليم عموماً وتعليم المرأة خصوصاً، وبخاصة التعليم الجامعي من الرعاية والدعم والتشجيع من لدن حكومتنا الرشيدة.
لمحة موجزة
بداية نقدم نبذة موجزة عن وكالة كليات البنات وما تحويه من عمادات و إدارات وكليات ونظام القبول والدراسة بكلياتها، وما حققته من نمو وتطور مستمر.
فوكيل كليات البنات يرتبط بالرئيس الأعلى لكليات البنات وينوب عنه ويقوم بالعمل على تحقيق أهداف وخطط وسياسات وبرامج تعليم البنات في المجال التعليمي العالي والتي تشمل الإشراف على وضع وتنفيذ المقترحات ورسم الأهداف والسياسات والخطط والبرامج، ويرأس المجالس العليا بالوكالة (المجلس العلمي، والمجلس الأعلى لنشاطات والبحث العلمي، والمجلس الأعلى لصندوق الطالبات).
* المجلس العلمي: ويرتبط بالوكيل لكليات البنات ويهدف إلى تطوير اللوائح والخطط والمناهج وإقرارها، وافتتاح الأقسام والتخصصات الأكاديمية وتشجيع البحث العلمي والتأليف والترجمة والنشر في كليات البنات، وتقويم الإنتاج العلمي لأعضاء الهيئة التعليمية والنظر في تعينهم وترقياتهم وتقويمهم، وإنشاء مراكز البحث العلمي، وإقرار إصدار الدوريات العلمية، واعتماد افتتاح برامج الدراسات العليا مع الكليات، وللمجلس العلمي أمانة تتولى الأعمال الإدارية التي تتعلق بمهام عمل المجلس.
* مجلس الدراسات العليا والبحث العلمي: ويرأس هذا المجلس الوكيل لكليات البنات ويهدف إلى الارتقاء ببرامج الدراسات العليا والبحث العلمي إلى المستوى المنشود.
* المجلس الأعلى للنشاط ويهدف لتحقيق الارتقاء بالأنشطة غير الصفية ومراجعة خطط نشاط الطالبات واعتمادها ونشر الأنشطة البحثية المتميزة.
* المجلس الأعلى لصندوق الطالبات ويهدف لتحقيق خدمة الطالبات على الوجه الأمثل والعمل على تنمية موارده ووضع النظم واللوائح التي تؤدي للاستفادة القصوى من إيرادات الصندوق.
* إدارة المستشارين لتقديم الخدمات الاستشارية التعليمية والعلمية والقانونية للوكيل لكليات البنات والمشاركة في دراسة مشاريع اللوائح والأنظمة والعقود بالوكالة، وغيرها من الأنشطة.
* ومركز القياس والتقويم للخطط والنظم الأكاديمية والمناهج وتطويرها لخدمة العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع والنشاطات الأخرى في ضوء أهدافها.
* والإدارة العامة للمتابعة لتحقيق رقابة فعالة على أجهزة الوكالة وفروعها منعاً لوقوع المخالفات وضماناً لتطبيق الأنظمة واللوائح.
* والإدارة العامة للإعلام التربوي تهدف لتقوية العلاقات وتوثيق الصلات بين الوكالة والمجتمع والعاملين في الوكالة وتحقيق الدور الإعلامي والتربوي.
* وتعمل الإدارة العامة للمشروعات والصيانة على إنشاء المشاريع اللازمة للعملية التربوية الأكاديمية وتشغيلها وصيانتها وتطويرها.
تخصصات جامعية
كانت النواة الأولى لكليات البنات الجامعية هي كلية التربية للبنات بالرياض، والتي افتتحت عام 1390هـ وتوالى بعد ذلك إنشاء الكليات الأخرى للبنات، فتم افتتاح كلية التربية للبنات في جدة عام 1394هـ، وكلية التربية للبنات في مكة المكرمة عام 1395هـ، وكلية الخدمة الاجتماعية بالرياض في نفس العام، وفي عام 1399هـ تم افتتاح كليتي الآداب والعلوم بالدمام، وكلية الآداب بالرياض. وفي عام 1401هـ تم افتتاح ثلاث كليات تربية للبنات بمناطق: القصيم، والمدينة المنورة، وأبها.
ثم كلية التربية بمنطقة تبوك عام 1402هـ ليصبح مجموع الكليات الجامعية التي تشرف عليها الوكالة مالياً وأكاديمياً (102) كلية.
وتضم كليات البنات الجامعية مجموعة متنوعة من الأقسام والتخصصات العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم النبات وعلم الحيوان، والأدبية كالدراسات الإسلامية واللغة العربية والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والتربية وعلم النفس، علاوة على التخصصات في خدمة المجتمع والاقتصاد المنزلي والتربية الفنية.
طالبات البكالوريوس
شهدت عمليات القبول للطالبات في كليات البنات الجامعية تطوراً كبيرا،ً حيث زادت أعداد الطالبات المقبولات بهذه الكليات لأضعاف عديدة منذ إنشائها وحتى الآن، ففي عام 1390هـ كان عدد الطالبات في هذه الكليات لا يتجاوز (80) طالبة، ارتفع هذا العدد إلى (1119) طالبة في عام 1395هـ ثم إلى (5308) طالبة في عام 1400هـ، ثم إلى (17640) طالبة عام 1405هـ، ثم إلى (19570) طالبة عام 1410هـ، ثم تزايد هذا العدد في عام 1415هـ ليصبح (36534) طالبة ثم تزايد العدد في هذا العام 1424هـ إلى إجمالي (262.971) ألف طالبة منهن، المنتظمات وبلغ عددهن (212.476) طالبة، والمنتسبات وبلغ عددهن (50.495) طالبة. ولعل تتبع هذه الأرقام يوضح مدى التوسع في التعليم الجامعي للبنات، ومدى إقبال الفتاة السعودية على هذا النوع من التعليم.
طالبات الدراسات العليا
لقد سارت الدراسات العليا في وكالة كليات البنات بصورة تحقق الأهداف المنشودة، وأتاحت للطالبات الفرصة لتحقيق طموحاتهن من جهة؛ والإسهام في تخريج الكوادر الوطنية الحاملات للدرجات العلمية العالية، كما حققت البحوث العلمية نتائج رائعة من خلال البحوث التي تمت على مستوى الكليات أو على مستوى ما تموله مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وبلغت رسائل الماجستير والدكتوراه المجازة في الاقتصاد المنزلي والخدمة الاجتماعية والتربية وعلم النفس حتى عام 1423هـ 257 رسالة ماجستير و150 رسالة دكتوراه، وبلغت في الأقسام الأدبية 669 للماجستير و265 رسالة دكتوراه، وفي الأقسام العلمية 354 ماجستير و203 رسالة دكتوراه.
فيما بلغت الرسائل المسجلة للمرحلتين في كل التخصصات أعلاه 1120 رسالة ماجستير و954 رسالة دكتوراه للفترة ذاتها.
وقد بلغ عدد هيئة التدريس في كليات البنات للعام الدراسي 1424-1425هـ 133 أستاذاً و313 أستاذاً مشاركاً و2140 أستاذاً مساعداً و1794 معيدة و2091 محاضر والإجمالي هو 6471 .
تجهيزات علمية
* المكتبات: منذ إنشاء أول كلية للبنات عام 1390هـ وهناك اهتمام كبير بإنشاء المكتبات بكل كلية يتم افتتاحها، حيث تسهم المكتبة في إعداد طالبات التعليم العالي إعداداً علمياً سليماً، وتدريبهن على استخدام المكتبة وطرق البحث والاعتماد على النفس في استقراء المعلومات من مصادرها وتحليلها، تمهيداً لإعداد أجيال تهتم بالبحث في كافة مجالات المعرفة.
* المعامل والشبكات: صاحب إنشاء كليات البنات الجامعية اهتمام كبير بالجوانب العلمية والتطبيقية، لذا تم إنشاء عدد من المعامل المتخصصة بكل كلية من هذه الكليات قد جهزت بأحدث التجهيزات والمعدات والأجهزة والأدوات والمواد المعملية.
حيث بلغ إجمالي عدد المعامل بكليات البنات التابعة للوكالة في عام 1415هـ (242) معملاً، بواقع (191) معملاً لمرحلة البكالوريوس، و(51) معملاً للدراسات العليا في التخصصات المختلفة. وتم تجهيز هذه المعامل بكافة الاحتياجات المعملية اللازمة.
وتم إنشاء وتجهيز أول عدد من المعامل عام 1390هـ وذلك بمباني كلية التربية للبنات الأقسام العلمية بمنطقة الرياض وذلك بعدد (7) معامل ثم تلى ذلك طفرة كبيرة بزيادة عدد الكليات وتعدد نوعيتها حتى وصل عدد المعامل إلى عدد (969) معملاً على النحو التالي (854) معمل لمرحلة البكالوريوس، (115) معمل لمرحلة الدراسات العليا) محتواه في عدد (102) كلية بجميع مناطق المملكة لعام 1424هـ.
هذا وتقوم وكالة كليات البنات بالإشراف على هذه الكليات وتأمين جميع احتياجاتها من معامل وأجهزة وغيرها من جميع مستلزمات العملية التعليمية، مما يعكس الأثر الكبير والمباشر على التطور غير المسبوق في مجال تعليم الفتاة في المملكة.
* الحاسب الآلي والمعلومات: بالنسبة لتجهيز معامل الحاسب الآلي التعليمية: تقوم الإدارة بإعداد كراسة الشروط والمواصفات الفنية الخاصة بهذه المعامل واستلام العروض المقدمة من الشركات ثم دراستها فنياً ومتابعة تنفيذها واستلامه استلاماً نهائياً. ويحتوي كل معمل في المتوسط على جهاز خادم، وعدد (21) جهاز حاسب فرعي، وعدد (3) طابعة ليزر، وعدد (2) طابعة ملونة ديسك جيت، وماسحة ضوئية، وجهاز عرض بيانات فيديوي، بالإضافة إلى كامل التجهيزات المعمارية والكهربائية والميكانيكية وشبكة الحاسب الآلي.
الشبكات التليفزيونية والإذاعية
في ظل التوسع المستمر في قبول الطالبات بكليات البنات ونظراً لأن اعداد الطالبات بتلك الكليات تتزايد باستمرار وفي المقابل تجد لجان التعاقد صعوبة في توفير الأعداد الكافية من عضوات هيئة التدريس في بعض التخصصات مما اضطر إلى التعاقد مع أعضاء هيئة التدريس من الرجال.. لذا تم إنشاء الكثير من الشبكات الإذاعية (المسموعة) والشبكات التلفزيونية (المرئية) بجميع كليات البنات للاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس من الرجال وقد بدأ إنشاء الشبكات التلفزيونية في عام 1395هـ وبعدد (4) شبكات تلفزيونية ثم توالى إنشاؤها حتى بلغ إجمالي عدد هذه الشبكات في نهاية عام 1424هـ (282) شبكة بواقع (210) شبكة تلفزيونية وعدد (72) شبكة إذاعية.
التعليم عن بعد
التعليم عن بعد هو عملية تعليمية تتحقق بتخطي المسافة الجغرافية بين الطالب والمعلم باستخدام وسيلة تقنية مناسبة. كما يمكن تعريف التعليم عن بعد على أنه تطبيق لتقنيات الاتصالات والأجهزة الإلكترونية يمكن الطلاب والدارسين من استقبال المواد التعليمية التي يتم بثها من مكان بعيد عنهم.
وبذلك يتضح أن هناك مجموعة من العناصر الثابتة للتعليم عن بعد مثل وجود مسافة بين الأستاذ والطلاب، وقد تكون تلك المسافة مجرد حائط أو آلاف الأميال. فالفكرة الأساسية للتعليم عن بعد هو عدم وجود الأستاذ والطلاب في نفس القاعة معاً. وبالتالي يمكن تعريف التعليم عن بعد من خلال المحددات التالية:
يوجد حاجز بين الأستاذ والطلاب، سواء كان هذا الحاجز من ناحية المسافة أو الزمن أو كليهما. وقد تعني المسافة فصلاً آخر في نفس المبنى أو مكاناً آخر يبعد آلاف الأميال، ويتلقى الطالب المادة التعليمية من خلال المطبوعات أو الصوت أو الفيديو أو الحاسب أو أي وسيلة تقنية.
والاتصال بين الطالب والأستاذ غالباً ما يكون في اتجاهين بحيث يتلقى الأستاذ رد فعل الطالب، ويمكن أن يتم توصيل رد الفعل هذا إما في نفس الوقت (زمن المحاضرة) أو لاحقاً.
وقد سبقت كليات البنات في تطبيق أحد أساليب التعليم عن بعد منذ إنشاء الكليات، ولكن على مستوى الكلية الواحدة فقط، حيث ألحق بمبنى كل كلية من الكليات ملحق خاص بالشبكات التلفزيونية مهمته نقل محاضرات الأعضاء من العنصر الرجالي إلى داخل قاعات مخصصة ومجهزة لهذه المحاضرات.
مركز القياس والتقويم
هو إدارة عامة أسست عام 1418هـ في وكالة كليات البنات تحت مسمى مركز الدراسات والتقويم ويرتبط بوكيل الكليات ارتباطاً مباشراً. وفي عام 1422هـ وضعت مهامه ضمن الهيكل التنظيمي لكليات البنات من خلال تقييم الخطط والنظم الأكاديمية والمناهج لتطويرها لخدمة العملية التعليمية والبحث العلمي. وخدمة المجتمع والنشاطات الأخرى في ضوء أهدافها وإجراء الدراسات للتغلب على الصعوبات التي قد تعوقها عن تحقيق أهدافها لتصبح أكثر فاعلية وكفاءة لخدمة متطلبات المجتمع المتغيرة.
ومهام المركز: متابعة وضع الخطط والبرامج الخاصة بعمليتي القياس والتقويم والاختبارات، العمل على تقويم المناهج الدراسية وطرائق التدريس، الإشراف على عملية تطوير أنظمة الاختبارات وكيفية تحسينها، إلى غير ذلك من جملة المهام المتعلقة بهذا الشأن.
وتقوم بمهام هذا المركز هيئة مستقلة ترتبط بسعادة أ. د. وكيل الكليات لها أن تستعين بمن تراه في الكليات وخارجها ساعية لتوفير الامكانات اللازمة لنجاح العمل.
التعاون العلمي مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
فمن منطلق التعاون القائم بين كليات البنات والجهات العلمية بالمملكة العربية السعودية تتعاون وكالة كليات البنات ممثلة في عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عدة مجالات علمية هامة تخدم برنامج البحث العلمي وبرامج الدراسات العليا بكليات البنات:
- تستعين الكليات العلمية ببعض الأساتذة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في التخصصات العلمية للتدريس في برامج درجتي الماجستير والدكتوراه وتحكيم الخطط البحثية في تخصصات (الرياضيات - الفيزياء - الكيمياء - علم الحيوان - علم النبات) وكذا الإشراف على بعض الرسائل العلمية.
- تستعين الباحثات وطالبات الدراسات العليا بمركز المعلومات بالمدينة لإمدادهم بمسح شامل على نقاط البحث، وكذلك ملخصات لها في مجال العلوم الطبيعية.
- تقدم الإدارة العامة لبرامج المنح البحثية الدعم المالي لطالبات الدراسات العليا في مجال البحوث العلمية التطبيقية عن طريق برنامج منح أبحاث طلاب الدراسات العليا كما تدعم بحوث بعض الباحثات من عضوات هيئة التدريس بكليات البنات.
| 
"تحقيقات"