طفل في الصف الأول الابتدائي يدعه والده كل صباح عند بوابة المدرسة بثياب رثة ليدخل إلى جنبات المدرسة لا يعرف من هموم والده شيئاً، أما والده فينطلق إلى سوق الماشية، لا ليبيع ويشتري بل عمله هو الحراج على الماشية ليقتات من السعي ريالات ليعود إلى المدرسة كل يوم ليضع مصروف وجبة الافطار في جيب ابنه.
وطالب آخر يقبع في أحد شوارع الحي ولا يحضر إلى المدرسة، وآخر يصعد إلى سطح منزلهم، وآخر يدخل إلى دورات المياه في المدرسة أثناء الفسح، وآخرون يستغلون من ضعاف النفوس الدنيئة لمعرفتهم بظروفه المادية، وتزداد المعاناة مع طلاب المرحلة المتوسطة والثانوي من حيث معرفتهم بأحوالهم المادية، ومحاولتهم مجاراة زملائهم في ملبسهم ومأكلهم.. ومَنْ لهؤلاء بعد الله.
ومن خلال العمل في المدارس نرى نماذج من احوال الطلاب اصحاب الظروف الصعبة التي تحتاج إلى دعم ورعاية واهتمام من كل أفراد المجتمع.
ومشاريع الخير والعطاء في وطن العز والشموخ تنطلق من ثوابت هذه البلاد حرسها الله من كيد الاعداء إلى كل شعوب الأرض والانسانية، كيف والأمر يخص الفئة الغالية والأمل المشرق ورجال الغد وحماة الحرمين الشريفين في وطن الأمن والأمان.
ووزارة التربية والتعليم ودورها الريادي في الوقوف مع ابنائها الطلاب في كل امورهم التعليمية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن هذه الرؤية الثابتة أقرت مشروع رعاية الطلاب والطالبات ذوي الحاجات المادية في هذا الوطن الذي تربى أفراده على التكاتف بكل فئاته العمرية.
وهذه المشاريع هي للاسهام في تحقيق أهداف الصندوق الخيري لمكافحة الفقر الذي دعا إليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
ومن خلال دراسات وبحوث ميدانية لوزارة التربية والتعليم لواقع كثير من الطلاب واخفاقهم في مواصلة تعليمهم وتسربهم من المدارس، يكون السبب الرئيسي هو المعاناة المادية.
ومركز الإشراف التربوي بشرق الرياض بتوجيه من الإدارة العامة للتربية والتعيلم، ممثلاً بقائده التربوي المتميز الدكتور: موسى بن عيسى العويس سلمه الله وبمعرفته للنتائج الايجابية لمثل هذه المشاريع وأثرها التربوي على أبناء الوطن في مدارسنا فكر وعقد واهتم بكثير من الجوانب التي لها الدور الفعال في انجاح هذا المشروع الخيري العملاق على مستوى مدارس شرق الرياض.
لذا سأبعث برسائل عاجلة إلى:
1- وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، ماهي اسهاماتكم في توضيح ما يعانيه الوطن من نتائج التسرب من مقاعد الدراسة للأسباب المادية، نأمل منكم المشاركة بشكل فعال ومميز، بزيارة المدارس والاطلاع على الواقع، وكتابة ظروف بعض ابنائنا الطلاب لتشجيع الأسر الميسورة ورجال الاعمال على المشاركة في الوقوف مع ابنائنا الطلاب.
2- رجال الأعمال في بلد الخير، ما هو دوركم مع ابنائكم في مدارسنا من حيث الوقوف معهم لاكمال تعليمهم بكل جد واجتهاد، إن ما نعانيه من مشاكل في هذه الفترة التي تمر بها بلادنا حفظها الله، لا يمكن ان تحدث إلا من تقصير كل افراد المجتمع، إلى جانب المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة بتقديم الرعاية الشاملة الداعمة لشباب هذا الوطن الشامخ بمنجزاته العملاقة على كل الأصعدة.
3- أولياء امور الطلاب الميسورين في مدارسنا ما اعظم واجمل من ان تجعل صدقتك وزكاتك وكريم فضلك في اصدقاء وزملاء ابنائك في مدارسهم، بالتكفل في افطارهم، ورعاية مستلزماتهم الحياتية.
4- بصوت عالٍ الأقربون اولى بالمعروف، الأقربون أولى بالمعروف، وان نجعل أموالنا في دعم منجزاتنا الحضارية من خلال الدعم بالرعاية لكل هموم ابناء الوطن.
وفي الختام نذكر الاخوة الأفاضل ببرامج رعاية الطالب من خلال الاتفاق مع الشركات التموينية المتعهدة بالمقاصف المدرسية، والاسواق المركزية من خلال كوبونات شرائية بأسعار مخفضة، وفق الله الجميع لكل خير.
|