منذ أن يبصر الإنسان نور الحياة إلى أن يوارى الثرى لا تخلو حياته من منغصات ولا تسير أموره على وتيرة واحدة ثابتة..
تعتريه مشاكل اجتماعية - وصحية - ومالية.. إلخ.. والحياة الزوجية بطبيعة الحال عرضة لما يكدِّر صفوها.. والخلافات الناشئة بين الزوجين في أي بيئة وفي أي مجتمع لا تقع مسئوليتها الكاملة على عاتق أحد الطرفين.. ولا تخضع لنسب أو إحصاءات دقيقة تثبت تسبب أي منهما بها.
ما دعاني للتطرق لهذا الموضوع ما سمعته مؤخراً عبر القناة السعودية الأولى، من خلال برنامج (مستشارك) الذي تناول موضوع: (القضايا الزوجية)، حيث تلقى ضيف البرنامج (طبيب نفسي) اتصالاً من مشاهدة من إحدى (الجاليات العربية) تعيش بين ظهرانينا في هذه البلاد الكريمة.. قالت تلك المشاهدة وبنبرة حادة هجومية (تسويقية للذات): (إن المتسبب في حدوث المشاكل الزوجية في المجتمع السعودي هي المرأة السعودية بسبب مطالبها الكثيرة التي ترهق الرجل السعودي؟؟؟؟, وإن المرأة السعودية أخذت حقها وحق أولادها ومع ذلك فهي تتسبب في المشاكل الزوجية)؟
يا للعجب هل إعطاء الزوج حقوق زوجته وأولادها يخرجها عن طورها لتخرج عبر الفضائيات لتكيل التهم للمرأة السعودية؟ ثم من أين جاءت بنظريتها تلك؟ ومن أعطاها الحق في التطاول والاتهام؟
إن كانت تلك (المتصلة) تريد خيراً فلماذا لم تقدم نصحاً أو توجيهاً بدلاً من ذلك الهجوم المعروف الأسباب سلفاً؟..
إنها تعرف أن المرأة السعودية تربت ونشأت في بيئة محافظة دينياً واجتماعياً؟ وتعرف أنها عاشت طفلة وشابة وامرأة ومسنة لا تدل طريقاً للمسارح أو الرقص في الفيديو كليبات؟ كما تربى غيرها وأتانا يطعننا من الخلف بدلاً من شكر الضيافة لا لشيء، بل لترويج الذات بطريقة مستهجنة ممجوجة؟
المرأة السعودية (يا هذه) تقوم بواجباتها الزوجية مبتغية رضا زوجها (حبيبها وأب أولادها) لا للمصالح الدنيوية التي تهدف لها الباحثات عن الزواج من (سعودي - بشرط الغنى) حتى لو كان في سن جدها.
إن رأت تلك المشاهدة بعض النماذج من سيئات العشرة الزوجية فلا ينبغي أن تعمم نظريتها على الجميع.
ويزول العجب عندما ندرك أن الذي شجعها على قولها ذاك هم فئة قليلة من ضعيفي الرأي والرؤية يمارس ضد المرأة السعودية أنواعاً الجحود والنكران والاستهزاء واتخذوا رسائل الجوال (التي ابتدعها مروِّجو الذات) وسيلة لكيل أنواع السخرية والتهكم بالمرأة السعودية (ككل لا يتجزأ) ، ويكيل المدح والثناء على غيرهن في (الملبس فقط)؟؟؟
هل ماتت الغيرة لدى (مرسل رسالة الجوال) عندما يبعثها لفلان وفلان تطعن عباراتها ومضامينها بزوجته وابنته وأخته وأمه؟! وتصفهن بأقذع الألفاظ وأحط العبارات؟ هل وصل الأمر أن يُنسى الفضل بسبب الولع ب(قميص نوم أو بنطال جينز)؟ وهل يعقل أن السعوديات لا يعرفن ارتداءها؟
هل الرجل السعودي بذلك الغباء والجهل الذي يجعله صيداً سهلاً لرسائل الترويج عن الذات حتى يبدو وكأنه ريموت كنترول يوجهها بلا أدنى تفكير؟ وما علم أن الإساءة تمسه أولاً واخيراً؟!
|