إن المتتبع للأحداث الراهنة في مجتمعنا يأخذه العجب على أشده من سلوكيات غريبة لجرائم منكرة لم يكن لمجتمعنا الآمن المطمئن عهد بها؛ فباسم الدين ارتكبت فئة ضالة وزمرة منحرفة جرائم الإسلام بريء منها. فلا نعلم في تاريخ أمة الإسلام من قام بالقتل وترويع الآمنين إلا ما كان من الخوارج الأول، تلك النبتة السامة التي غرست في جسد الأمة فكان ما كان من تلك الفئة الباغية من مجازر وإراقة للدماء، فلم ينجُ من بطشهم وظلمهم أحد، بل إنه من شدة نكر إجرامهم لم يسلم منهم الخليفتان الطاهران المبشران بالجنة عثمان وعلي - رضي الله عنهما - فقتلوهما وهما مَن هما في الفضل والشرف والتقى، ولم يرعوا صحبتهما الشريفة لأشرف خلق الله، ولا فضلهما على الإسلام والمسلمين، ولا البشرى لهما بأنهما من أهل الجنة.
وها هم اليوم أحفادهم يكررون المأساة نفسها في مجتمعنا الآمن المطمئن، يدّعون الإصلاح وهم مفسدون قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (11- 12 سورة البقرة). فمن جهل هؤلاء أنهم لا يشعرون بفسادهم وهو الفساد عينه. وجاء في تفسير ابن كثير عن ابن مسعود وابن عباس وعن أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : أما لا تفسدوا في الأرض، قال: الفساد هو الكفر، والعمل بالمعصية. وقال ابن جريج، عن مجاهد: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} قال: إذا ركبوا معصية الله، فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنما نحن على الهدى، مصلحون.
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الخوارج يخرجون في آخر الزمن كما هم في أوله، جاء في صحيح البخاري - رحمه الله - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيخرج قوم في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة).
وما نراه اليوم في بلادنا الآمنة المطمئنة من هؤلاء العابثين الخارجين إنما هو امتداد لذلك الفكر الخارجي المسموم القديم منه والحديث وهو فكر دموي تدميري، يدل على ذلك سعي هؤلاء في الأرض فساداً ، فأراقوا الدماء، وأتوا ما نهى الله عنه، قال تعالى: {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (60 - سورة البقرة). وقال تعالى {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205 - سورة البقرة). قال ابن كثير: أي هو أعوج المقال، سيئ الفعال؛ فذلك قوله، وهذا فعله: كلامه كذب، واعتقاده فاسد، وأفعاله قبيحة. والله لا يحب من هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك.
ولم يتورع هؤلاء عن قتل الأنفس البريئة وإراقة الدماء, وهذا من أكبر أنواع الظلم فقد جعل الله - سبحانه وتعالى - قتل النفس كقتل الناس أجمعين، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (32 - سورة المائدة).
وقد توعد الله قاتل النفس المؤمنة بأشد العذاب قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93 - سورة النساء). قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: هذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم، الذي هو مقرون بالشرك بالله في أكثر من آية في كتاب الله، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (68 - سورة الفرقان). والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً. من ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء) رواه البخاري، وذلك لعظم هذا الذنب عند الله.
أما قتل المعاهد والمستأمن من غير جرم فهو إثم عظيم؛ فعن مجاهد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً) (رواه البخاري). قال سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - في مجموع الفتاوى والمقالات: (لا يجوز قتل الكافر المستوطن، أو الوافد المستأمن الذي أدخلته الدولة آمناً ولا قتل العصاة, ولا التعدي عليهم، بل يحالون فيما يحدث منهم من المنكرات للحكم الشرعي، وفيما تراه المحاكم الشرعية الكفاية). وقال سماحة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: (إذا دخل الكافر بعهد من ولي الأمر أو بأمان أو جاء لأداء مهمة ويرجع، فلا يجوز الاعتداء عليه، والإسلام دين وفاء وليس دين غدر وخيانة، فلا يجوز الاعتداء على الكافر الذي هو في عهدتنا، وتحت أماننا، ولا يتحدث العالم أن الإسلام يغدر بالعهود ويخون العهود، هذا ليس من الإسلام، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب)، هذا حديث صحيح لكن ليس معناه أنه يقتل المعاهد والمستأمن، ومن هم تحت عهدتنا، بل هذا في اليهود والنصارى الذين ليس بينهم وبين المسلمين عهد ولا ميثاق).
ولا شك أن العبث بالأمن والإفساد في الأرض من قتل وترويع ونسف للمباني والمنشآت وغير ذلك من الأعمال الإجرامية يرفضها الإسلام لما فيها من الاعتداء وإراقة الدماء، ولما في ذلك من تدمير لمقدرات الوطن وتشتيت للجهود، وإضعاف للبلاد أمام الأخطار الخارجية؛ مما يؤدي إلى فتن الله أعلم إلى ما تنتهي إليه، وإلى ما تجر إليه من ويلات ومصائب، وفي هذا مخالفة كبيرة لما أمر الله ورسوله به من عدم الاعتداء وحرمة الدماء والإفساد في الأرض.
وفي حمل هؤلاء البغاة السلاح وآلة التدمير على المسلمين وغير المسلمين من معاهدين ومستأمنين، رفع للواء الشقاق والنزاع على ولي الأمر في مخالفة صريحة للنصوص من الكتاب والسنة, وفي خلل في منهج الاستدلال، وخطأ في استنباط الأحكام, وفهم سقيم مريض لا يدل إلا على جهل كبير، وتعجل في إطلاق الأحكام، وعلى تمرد شيطاني، قال - صلى الله عليه وسلم -: (من حمل علينا السلاح فليس منا) (أخرجه البخاري).
يقول الدكتور محمد يحيى عبد المنعم في كتابه (هؤلاء ملعونون): (يجب ألا يغيب عن البال أن رفع السلاح كما يكون من شخص تجاه أخيه يكون منه تجاه أمته، أو جماعة يجمع الشيطان بينهم فيرفعون السلاح في وجه أمة بأسرها وحجتهم واضحة.. أنها أمة كافرة!!
فهل عرفوا ماذا فعل أهل الكهف وهم فتية آمنوا بربهم - كما شهد الله لهم -؟ لقد اعتزلوا المجتمع ولم يرفعوا سلاحا ولم يقتلوا بريئاً وقالوا:{رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (10 - سورة الكهف). فاعتبروا يا أولي الأبصار).
لو تأمل هؤلاء الخوارج قصة هؤلاء الفتية مع قومهم وقد كفروا لاتعظوا واستفادوا منها الدروس والعبر؛ فلم يقتلوا الأنفس التي حرم الله إما بالإيمان وإما بالعهد والأمان، ولم يفجروا المباني وينسفوها على من فيها.
وللصحابة - رضوان الله عليهم - مواقف قوية حازمة من الخوارج، فقد أخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل - رحمهما الله - بسند عن معاوية بن قرة: (خرج محكّم - أي خارجي من الخوارج - في زمان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج عليه بالسيف رهط من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم عائذ بن عمرو). وأخرج أيضا بسنده عن الأورق بن قيس، قال: (كنا بالأهواز نقاتل الخوارج, وفينا أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - فجاء إلى نهر فتوضأ ثم قام يصلي). وكان عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - يراهم شرار الخلق ويقول عنهم مبيناً انحرافهم وضلال منهجهم: (انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين). وقال نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما -: (إن ابن عمر كان يرى قتال الحرورية حقا واجباً على المسلمين). ولما ذكر لعبد الله ابن عباس - رضي الله عنهما - الخوارج واجتهادهم وصلاحهم قال: (ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ضلالة). وكان العالم والصحابي الجليل سمرة بن جندب - رضي الله عنه - شديداً على الخوارج وقتل منهم جماعة, وذلك أن زياد بن أبيه كان يستخلفه على الكوفة إذا كان في البصرة، ويستخلفه على البصرة إذا كان في الكوفة، فإذا أتي له بواحد من الخوارج قتله، وهو يقول: شرّ قتلى تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء، ومنهم أيضا أبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي - رضي الله عنه - فقد ورد أنه خرج إلى الخوارج فقاتلهم فقتلوه.
كما كان للعلماء على مرّ العصور مواقف من هؤلاء المارقين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهم - أي الخوارج - أول من كفر أهل القبلة بالذنوب، بل بما يرونه من الذنوب، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك). كما قال أيضا: (فهم جهال فارقوا السنة والجماعة عن جهل). قال الآجري - رحمه الله -: (فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام - عدلاً كان أو جائراً - فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج، وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قلته - أخبار لا يدفعها كثير من علماء المسلمين، بل لعله لا يختلف في العلم بها جميع أئمة المسلمين).
وهؤلاء الذين جاؤوا إلينا في بلادنا للعمل من غير المسلمين كان الأولى استثمار وجودهم بيننا ودعوتهم للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة اتباعاً لقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، لا بذبحهم وإراقة دمائهم؛ فهذا ليس من الإسلام في شيء، ولو قرأ هؤلاء الخوارج وتأملوا قوله تعالى وهو يأمر موسى وهارون - عليهما السلام - بمخاطبة فرعون بالقول اللين وهو من هو في الكفر والشرك والجبروت والعتو في الأرض والإسراف في الظلم والبطش، بل إنه تعدى هذا كله إلى ادعاء الألوهية والعياذ بالله، لو تأملوا ذلك لعرفوا عظمة هذا الدين، قال تعالى: {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي. اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه22-44). قال البغوي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: يأمر - سبحانه وتعالى - موسى وهارون بمداراته والرفق معه، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لا تعنفا في قولكما. وقال السدي وعكرمة: فكنياه. وقال مقاتل: يعني القول اللين. وقيل: أمر باللطافة في القول لما له من حق في التربية.
وقال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار, وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين.
ولقد وظفت هذه الزمرة الخبيثة المنحرفة الدين في تبرير جرائمها، وذلك في تفكير مختل لإقناع الناس بشرعية ما تقوم به من قتل وتدمير وإهلاك للحرث والنسل، ولقد سبقهم في ذلك أسلافهم حينما رفعوا شعار: (لا حكم إلا لله). إنه فساد المنهج والتصور وقصور العقل وانحراف الفكر.
لقد أخذ خوارج هذا العصر عن أسلافهم الرغبة الجامحة في القتل والتدمير وترويع الآمنين وزعزعة الأمن وإشاعة الفوضى، فلا يرجعون إلى دين ولا إلى عقل، بل هم في شرهم وغيهم وعماهم جادون مشمرون. ولكنهم في كل عصر يخرجون فيه يهزمون ويسقون سحقاً وذلك من إذلال الله لهم، وهوانهم عليه.
ويتفق الخوارج في كل عصر ومصر في نزعاتهم الإجرامية العدوانية التدميرية. فأين الله عند هؤلاء؟ ومن الذي أباح لهم سفك دماء المسلمين والمعاهدين؟
إن ما يقوم به هؤلاء الغلاة لا يتفق والإسلام في شيء، فكان الأولى بهم الرجوع إلى العلماء الثقات والأخذ عنهم والركون إلى ما يقولون، وترك من عداهم، قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (7 - الأنبياء).
إن ولي الأمر حينما يقر قراراً، أو يرسم سياسة، أو يضع نظاماً إنما هو يسعى لتحقيق النفع العام, وقيادة الدولة فيما يحقق مصالحها الداخلية والخارجية؛ لذا فطاعة ولي الأمر واجبة؛ فلا يجب الخروج عليه لا قولاً ولا عملاً. وقال الشيخ صالح الفوزان: (من عصى أمر الإمام فقد عصى الرسول - عليه الصلاة والسلام، إذا كان لم يأمر بمعصية فعصاه فقد عصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكذلك إذا سبه. هذا مذهب الخوارج هم الذين يسبون الأئمة ويتكلمون فيهم، ويهيجون الناس عليهم، هذا مذهب الخوارج. ما قام من قام على عثمان - رضي الله عنه - من صغار السن ومن الأوباش، إلا بسبب ابن سبأ الخبيث، اصبح يتكلم في المجالس ويحرض الناس حتى تكالب ناس من السفهاء والأوباش وانتهى الأمر بأن قتلوه - رضي الله عنه - وماذا ترتب على قتله من الفتن التي وقعت في المسلمين؟ شيء تشيب له الرؤوس بسبب قتل الخليفة والخروج عليه). (الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة).
إن هذه الفئة المارقة تسعى فيما تسعى إليه إلى تفكيك وحدة الوطن، وإشاعة الفوضى والاضطرابات الداخلية, وإلى الإضرار بالعلاقات الخارجية للدولة من خلال ما تقوم به من أعمال إجرامية، وهي في سعيها هذا لن يقر لها قرار ولن يهدأ لها بال إلا إذا حولت البلاد إلى حمامات دماء وإلى هلاك ودمار.
ولا يستغرب هذا منهم فهم ينطلقون من أيديولوجية تدميرية دموية مستمدة من مستنقعات آسنة عفنة.
|