التقيت الأسبوع الماضي، بالدكتورة فيونا هيل مديرة مؤسسة المنار الاستشارية وهي مؤسسة تهتم بتطوير العلاقات الاسترالية مع العالمين العربي والإسلامي وهي باحثة في مجال الانثربولوجي ومتخصصة في شؤون الشرق الأوسط ولها علاقة وثيقة مع الجاليات العربية والإسلامية في استراليا وكثيراً ما تتم دعوتها لتدريب المعلمين والقاء المحاضرات حول الاسلام والتربية، بالاضافة إلى مراجعة النصوص التي تتعرض للإسلام في المناهج الاسترالية.
ود.فيونا تحمل في حقيبتها مشروعاً عن ترسيخ تصور اسلامي صحيح في مناهج التعليم في استراليا على أن يتم ذلك من خلال صورة جذابة مشوقة تتضمن مداخل متنوعة في الحضارة والتاريخ والظواهر السائدة في المجتمعات الإسلامية الحديثة، يرافق ذلك زيارات ميدانية للطلبة للمساجد والمدارس الإسلامية وحضور الاحتفالات الإسلامية، وأخيراً تدريب شبكة من المعلمين لابراز صورة صحيحة عن الاسلام خالية من المغالطات.
وخلال لقائي معها بصحبة مجموعة من الزميلات كان هناك سؤالان يسيطران على ذهني.. الأول: إلى أي مدى نستطيع أن ثق بأي مشروع يقدم واجهة
اسلامية، ويطلب من السعوديين والسعودية تمويله؟ وما زالت في الأذهان حكاية المسجد الموجود باستراليا الذي تحول لأداة ابتزاز من صاحبه فأخذ يبالغ في سعره عندما علم أن التبرعات قادمة من السعودية لانقاذه من البيع؟
السؤال الثاني: إلى أي مدى باستطاعة مشروع د. فيونا الوقوف اتجاه المد العالمي، فجميعنا يعلم أنه منذ بدأت صناعة الأفلام والعالم دخل في الحقبة الأمريكية فهل يستطيع هذا المشروع النبيل الصغير أن يتصدى للشاشة الهوليودية الساحرة الجذابة التي نشرت في جميع أنحاء العالم تصورها الخاص عن الشرق وسكانه، حتى أصبحت (صورة نمطية) يتداولها كل العالم؟
كانت إجابات د. فيونا واضحة ومباشرة ومليئة بالتفاؤل، وعرضت علينا نماذج من انتاجهم الموجه للطفل الاسترالي عن (اندونيسيا)، كانت جميلة ومشجعة.. يبقى ان نتفحص جيداً جميع الجهات التي تحمل مشروعات انسانية نبيلة، من ناحية أخرى نحن بحاجة إلى ان نتخلى نوعاً ما عن نظرية المؤامرة، ونمد أيدينا إلى الكثير من التلويحات والأيدي الانسانية التي تحاول أن تجسر الهوة العظيمة القائمة بين الشعوب، يبقى في النهاية أن أقدم الشكر الوافر ل د. حصة السيف عميدة تطوير التعليم في الوكالة المساعدة للكليات،التي نظمت هذا اللقاء وحرصت على توفير مناخ علمي جميل ودافئ بين قطاع من الاكاديميات السعوديات للاطلاع على تجربة د. هيل ومناقشتها والاستفادة من تجربتها.
|