Thursday 24th June,200411592العددالخميس 6 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

غرق طفلين ووالدتهما في حوادث البحر المبكرة غرق طفلين ووالدتهما في حوادث البحر المبكرة
المطالبة بأطواق النجاة إلزامياً وتعليم السباحة مجاناً

* جدة - عبدالرحمن إدريس
قامت أمانة محافظة جدة من خلال فرق المتابعة الخاصة بجولات مكثفة يوم الخميس وأمس الجمعة على مجموعة من القرى السياحية و(الشاليهات) للتأكد من الالتزام بالشروط الخاصة بتوفير السلامة في البحيرات والمسابح لمنع حدوث حالات الغرق.
وكانت الأمانة ألزمت جميع القرى السياحية على الشواطىء بوضع السياجات حول المسابح لتلافي مثل هذه الحالات والتي يتعرض لها الأطفال بشكل خاص عندما يغفل عنهم الآباء والأمهات.
مصدر مسئول بالأمانة قال في تصريح ل(الجزيرة) إن هذه الشروط ملزمة لأصحاب القرى السياحية بتأمين كافة وسائل السلامة مع المتابعة المباشرة من العمالة الخاصة بالحراسات الأمنية والتفرغ لهذه المهمة.
وأضاف بأن مسئولية الفرق الميدانية للأمانة تقوم بجولات مفاجئة لهذه الأماكن للاشراف عن كثب على تطبيق الشروط بكل تفاصيلها ومن ذلك ما جاء في الخطة التي اعتمدها معالي أمين جدة بإلزام هذه القرى السياحية والشاليهات بتوظيف فرق انقاذ مدربة للتدخل الفوري في حالات حدوث الغرق.
وأشار المصدر إلى أهمية وجود فرق الانقاذ والتفرغ لمهامها ضمن توفير وسائل السلامة الاخرى، حيث سيتم تطبيق الغرامات النظامية عند اكتشاف اي تقصير في هذه الناحية وبشكل حاسم قد يصل إلى وقف نشاط هذه الأماكن مباشرة حتى يتم التقيد بالالتزام بالشروط المطلوبة.. وكانت الأوضاع مطمئنة في هذه البداية المبكرة لموسم الصيف بتعاون اصحاب القرى السياحية..
وبطبيعة الحال فإن أسلوب الجولات المفاجئة والمتتابعة من شأنه الوصول الى الغاية المنشودة في الوقاية ومنع الخطر قبل حدوثه وذلك لأن احتمالات الغرق تتوفر لها الظروف في هذه المسابح وفي غياب الرقابة والتي تضمنتها الاشتراطات البلدية بالتأكيد على ضرورتها القصوى.
الأمانة وضعت برنامجاً متكاملاً لجولات فرق التفتيش والمتابعة بحسب طبيعة الأنشطة السياحية وتشمل الجولات الميدانية لمدن العاب الأطفال في المواقع الشاطئية على الكورنيش وغيرها، حيث يتم التأكد من وجود وسائل السلامة إلى جانب مراقبة المحلات التجارية والمطاعم الموجودة في ملاهي الأطفال لضمان تقديمها بالصلاحية الكاملة.. ويتوفر للقائمين بهذه الجولات الخبرة الكافية في مطابقة المأكولات للشروط الصحية والتأكد من سلامتها باستمرار.
وكانت بعض الحالات خلال الأيام القريبة الماضية تشير الى جدوى المتابعة والرقابة المستمرة، وذلك بتعرض ثلاثة أطفال للغرق في مسابح شاليهات في شرق أبحر وبالتدخل الفوري أمكن إنقاذ حياتهم بفضل الله.. والدهم قال إنه لم يكن يعرف السباحة وهو يشاهد ابنه يغرق ويوشك على الموت وعبّر عن تقديره لوجود فرق المنقذين.. أما والدة الطفلين في مسبح الكبار فقد ألقت بنفسها داخل الماء وهي تعتقد أن بإمكانها انقاذ اطفالها وهي لا تعرف السباحة ايضا وتم انقاذ الجميع في الوقت المناسب.
وكان إقدام هذه الأم بإلقاء نفسها داخل مكان عميق في المسبح يدفعها إحساس غريزي بخطورة الموقف بأن أبناءها ينازعون الموت بعد انفصال عوامات الطفو من اجسادهم الصغيرة.. كان المشهد مؤثراً للمتواجدين وسط صراخ وولولة حتى لحظات انتشالهم الى طرف المسبح وقد عادت لهم الحياة من جديد.
وقال أحد افراد العائلة إن الوالدة نسيت في تلك اللحظة انها لا تعرف العوم ولن تستطيع فعل شيء، ولكنها غريزة الأمومة بالتضحية.. ويقول إن بالونات الطفو اثناء عبث الصغار في الماء خرجت من اماكنها وهذا يدعو لاعادة التفكير من الجميع واخذ العبرة لان الاطفال ينسون كل شيء وهم في الماء ويحتاج المتنزهون الى التأكد من وجود منقذين سواء في المسابح أو في الشواطئ لأن احتمال المفاجأة وارد في أي لحظة.
وما دام كثيرون لا يجيدون السباحة فلا بد من عدم المخاطرة بالابتعاد عن الاماكن العميقة وأن تتاح في المسابح مدرجات اقل تناسب الصغار.
من ناحية أخرى فإن تخصيص القرى السياحية لمسابح خاصة بالنساء وصغار الأطفال كان مناسباً، ويحرص المستثمرون في هذه الشاليهات على وجود منقذات أيضاً، وهو إجراء مناسب للوقاية واخذ الحيطة، ولكنه يتطلب متابعة وإشرافاً بشكل مستمر للتدخل في الانقاذ قبل فوات الأوان.
وكانت المطالبة باشتراط استخدام اطواق النجاة بشكل إلزامي ومتابعة التنفيذ من قِبل فرق المتابعة والعاملين والعاملات على الاشراف على هذه المسابح موافقة على اقتراح (الجزيرة) مع كل الظروف المتاحة لتطبيقه.
ويجتمع رأي ضيوف هذه الشاليهات السياحية بانها نظير الايجارات الباهظة في المواسم تستطيع أو هي مطالبة بتوفير خدمة التدريب على السباحة وذلك لا يتكلّف الكثير إضافة إلى أن له دوراً في المحافظة على الأطفال من الغرق خصوصاً للذين يمكثون فترات طويلة، وتحديد رسوم رمزية للزوار الطارئين ليوم ويومين وهكذا وهي فكرة نتمنى سرعة تنفيذها.
من جانب آخر تتضمن خطة الأمانة تكثيف الرقابة في الاسواق التجارية والمحلات وأسواق الخضار المركزية والمطابخ والمخابز والسوق المركزي للاسماك وحلقة الانعام، حيث تم تجنيد الطاقات اللازمة من الموظفين والاطباء البيطريين وصحة البيئة والبلديات الفرعية لتحقيق المستوى المطلوب في شمولية المهام وتغطية لجميع هذه الجهات بخطوات منظمة ومدروسة بعناية.
معالي أمين جدة المهندس عبد الله المعلمي كان حريصاً على المتابعة شخصياً لخطة الامانة في صيف هذا العام حيث أوضح بان مجال العمل والجهود البلدية حرصت منذ مدة على الاعداد للمهام القادمة وخاصة في التهيئة لبرنامج عمل متكامل يُناط به القيام باعمال النظافة في الشواطئ والحدائق والملاهي والأسواق بفرق خاصة مجهزة بكل الاحتياجات من الآليات والسيارات والعمال بينما تمارس مهمة النظافة داخل مدينة جدة كالمعتاد.
وقال إن جهود الأمانة كانت مكثفة في سبيل الانتهاء من تهيئة المواقع والساحات الرملية في امتدادات الشواطئ والكورنيش وهي أدوار واجبة لتوفير كل اسباب الراحة لأهالي جدة وزوارها في هذا الموسم وبالمستوى الذي يتوقع ان ينال رضا الجميع كما يضاف هذا الموسم الوصول إلى انتهاء مراحل المشروعات الخاصة بتطوير المواقع السياحية في الكورنيش او الحدائق العامة والمسطحات الخضراء.
ووصل معاليه الى القول إن جميع الظروف متاحة في هذا الموسم حيث فعاليات مهرجان صيف جدة (25) التي رعى انطلاقتها مساء الأربعاء صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وتكامل وجاهزية الخدمات بمختلف اشكالها، فهي مدعاة إلى التفاؤل بموسم ناجح بمشيئة الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved