* متابعة وتصوير - محمد المناع:
تعتبر المستشفيات الميدانية المتنقلة أحد الشواهد الكثيرة على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالقطاعات الحيوية في المملكة، فقد بذل المسؤولون في المملكة جهوداً كبيرة في سبيل راحة ورغد عيش المواطن مولية إياه اهتماماً كبيراً لتحقيق أعلى درجات الرفاهية لإنسان المملكة.
(الجزيرة) قامت بزيارة الى أحد هذه الشواهد وهو أول مستشفى ميداني متنقل في المملكة واطلعت عن قرب بالدور الكبير الذي يبذله في سبيل توفير الخدمات الطبية لكافة مواطني المملكة.
يقول مدير المستشفى المتنقل الميداني العقيد طبيب عبدالرحمن بن محمد بن سلمة استشاري تخدير وعناية مركزة بأن الفكرة تولدت بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وتم تفعيلها من وزارة الدفاع والطيران بأن تخدم المواطنين في المناطق النائية، بحيث تقدم المساعدات الطبية والتوعية الصحية للمناطق النائية التي لا تتوفر فيها الخدمات الطبية المتكاملة ولفترة محدودة هي: أسبوعان كمرحلة أولية، وتوجد هناك دراسة معمولة وخطة معدة لزيارة منطقة أخرى، وهذا العمل الانساني سيستمر على الدوم ولن ينقطع بإذن الله، والدورة على المناطق النائية مستمرة وقد نعود لمنطقة زوناها من قبل إذا رأى المسؤولون بأنهم في حاجة لخدماتنا.
ويقول العقيد ابن سلمة بأن المستشفى الميداني هو مستشفى متكامل من حيث تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى، فيتوفر في المستشفى جميع التخصصات الطبية الشاملة كالباطنية والعيون والجراحة والأنف والحنجرة والعظام والنساء والولادة وكذلك طب المجتمع (العيادات الأولية) والاسنان.. وقد زود المستشفى بمختبر لاجراء الفحوصات اللازمة التي يحتاجها المريض كفحوصات الدوم والبول بالاضافة الى غرفة الأشعة وقسم عناية مركزة مكون من 6 أسرة بالإضافة الى قسم التنويم المكون من 20 سريراً وصيدلية وتحويلهم الى العيادة المختصة وقسم الطوارئ الذي يعمل أربعاً وعشرين ساعة متواصلة ولا تقتصر خدمة الطوارئ على طاقم طبي معين بل يشمل الطاقم كله ويضيف العقيد بأنهم يستقبلون المريض حتى تستقر حالته وبعد ذلك نقوم بالتنسيق مع أقرب مستشفى ليتم نقله اليه حسب الضرورة وطابع الحالة.
وقدر ما عدده 130 حالة مرضية في اليوم الأول وهو عدد الحالات التي تم تقديم العلاج اللازم لها واستمر المعدل على هذا الحال حتى اليوم ويقول إنه نتيجة للظروف البيئية التي نمر بها الآن وصعوبة الجو، فقد جرى تقسيم ساعات العمل الرسمي على فترتين الفترة الأولى من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 12 ظهراً، أما الفترة الثانية فمن الساعة 5 عصراً الى الساعة 7 مساء جميع أيام الأسبوع باستثناء الجمعة الذي يرتاح فيه الاطباء والقائمون على المستشفى بالإضافة الى انه اليوم الذي تتم فيه عملية تكميل واعادة تنظيم المستشفى من احتياجات ويتخلل فترة الراحة أطباء مناوبون لاستقبال جميع الحالات المرضية وغالباً ما يكون تقديم الخدمات على مدار الأربع وعشرين ساعة.
ويرى العقيد بأن جميع الاحتياجات الاساسية موفرة وان هناك تعاوناً بين المستشفى الميداني والمستشفيات القريبة منه، بحيث يكون هناك تعويض للنواقص في المستشفيين وكل ذلك من أجل العمل الانساني وتقديم الخدمات الطبية.. والعلاج اللازم لا يقتصر فقط على السعوديين أو أهل المنطقة بل الخدمة تشمل الجميع.
والمستشفى الميداني أيضاً مجهز لاستقبال الحالات الجراحية الخطرة فيوجد لدينا طبيب تخدير وجراحة ولله الحمد لم نحتاج لتدخل جراحي إلى الآن.
أما الحالات التي تحتاج الى تنويم فتتم استضافتها حتى فترة رجوعنا كحد اقصى بعده يتم التنسيق مع مستشفى لمتابعة الاشراف على الحالة ومن نقل الحالة للمستشفى القريب.. ويقول العميد لقد قمنا بعرض خدمات الاستشارين لدينا بأن يقدموا خدماتهم ويجيبوا على بعض الاستفسارات ويقوموا ببعض الاشراف على بعض الحالات في المستشفات القريبة، وركزنا على نقطة وهي دمج خدمات المستشفى الميداني مع المستشفى القريب.. وفي الختام أحب أن أوجه الشكر لسمو الأمير سلطان بأن أمر بإقامة مثل هذه الأعمال الخيرية التي تصب في مصلحة المواطنين والمقيمين.
|