* الرياض - واس:
فتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - باب التوبة للمتورطين من أفراد الجماعات الضالة وللمرة الأخيرة ومنحهم فرصة الرجوع إلى الله ومراجعة أنفسهم خلال مدة أقصاها شهر، وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمة ألقاها نيابة عنه - رعاه الله - صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني نقلتها محطات التلفاز السعودي في الساعة السادسة من مساء أمس بأن كل من يسلم نفسه من أعضاء الفئة الضالة خلال شهر من تاريخ هذه الكلمة فإنه آمن بأمان الله، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الرحمة نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة المواطنون..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لا يشتد العزم عند الرجال المخلصين لربهم ثم لوطنهم إلا بالتوكل على الله القائل جل جلاله: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}، وللعزم وجوه كثيرة، عزم الدولة على محاربة كل فكر وعمل إرهابي عاث في الأرض فسادا فجعل من الأمن مسرحا لأفعاله المجرمة، وعزم رجالنا البواسل من رجال الأمن وفي جميع القطاعات العسكرية الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل استقرار هذا الوطن وشموخه، ومن العزم عزم المواطن الشريف الذي تتجلى مواقفه الوطنية بالانتماء والولاء لربه ثم للوطن. أيها الأخوة المواطنون..
لقد قامت دولتنا الرشيدة على إعلاء كلمة التوحيد خفاقة في كل فؤاد وفوق كل هامة مدركة أن وحدة هذا الوطن لم تأتِ من فراغ بل جاءت بكفاح الرجال الشرفاء خلف قائدهم المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمهم الله جميعا -. أيها الإخوة المواطنون..
يقول تعالى:{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لذلك فإننا نعلن وللمرة الأخيرة أننا نفتح باب العفو والرجوع للحق وتحكيم الشرع الحنيف لكل من خرج عن طريق الحق وارتكب جرما باسم الدين وما هو إلا فساد في الأرض.
ولكل من ينتمي إلى تلك الفئة التي ظلمت نفسها ممن لم يقبض عليهم في عمليات الإرهاب فرصة الرجوع إلى الله ومراجعة أنفسهم فمن أقر بذلك وقام بتسليم نفسه طائعا مختارا في مدة أقصاها شهر من تاريخ هذا الخطاب فإنه آمن بأمان الله على نفسه وسيعامل وفق شرع الله فيما يتعلق بحقوق الغير. أيها الأخوة المواطنون..
الكل يعلم أننا لا نقول ذلك عن ضعف أو وهن ولكنه الخيار لهؤلاء ولكي نعذر حكومة وشعبا بأننا عرضنا باب الرجوع والأمان فإن أخذ به عاقل لزمه الأمان وإن كابر فيه مكابر فوالله لن يمنعنا حلمنا عن الضرب بقوتنا التي نستمدها من التوكل على الله - جل جلاله.
هذا ونعاهد الله على قوة لا تلين وإرادة لا تعرف التردد بحول الله وقوته.
|