* سول - الوكالات:
أدانت كوريا الجنوبية أمس الاربعاء ذبح رهينة كوري جنوبي على يد إرهابيين في العراق ووصفته بأنه (عمل إرهابي غير إنساني) وتعهدت بالمضي قدماً في تنفيذ خططها لنشر قوات إضافية في العراق قوامها 3000 فرد.
واستنكر الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون قتل الرهينة وقال إن بلاده ستمضي قدماً في إرسال مزيد من قواتها إلى العراق وأنها لن تذعن لمطالب الإرهاب.
وفي كلمة قصيرة بثها التلفزيون قال روه الذي بدت عليه آثار الحادث المروع إن بلاده ستتعامل بحزم مع الإرهاب.
وقال روه (ما زال قلبي ينفطر حزنا عندما اتذكر أن الراحل كان يتوسل من أجل أن يتركوه حياً). وكان روه يشير إلى تسجيل فيديو ظهر فيه كيم يوم الاثنين وهو يبكي قائلا (لا أريد أن أموت).
ووصف روه القتل بأنه عمل إجرامي لا إنساني وأعرب عن حزنه لما ألمّ بأسرة القتيل.
وأصيب الكوريون بالصدمة والغضب نتيجة مقتل مواطنهم وصبوا جام غضبهم على حكومة بلادهم التي رفضت الخضوع لمطالب الخاطفين بإلغاء خطط إرسال مزيد من القوات إلى العراق.
وقال سائق سيارة أجرة (أعتقد أنه يتعين علينا إعادة النظر جدياً فيما إذا كان يتعين علينا إرسال قوات إلى العراق أساسا... لقد قتلوا كيم لأننا مع الأمريكيين).
وقال شخص آخر (كان على الحكومة التخلي عن خطط إرسال القوات إذا كانت فعلا تهتم بشعبها وليس بعلاقتها مع الولايات المتحدة).
وفي مدينة بوسان الساحلية الجنوبية جلس والدا كيم البالغ من العمر 33 عاما في منزلهما وقد أصابهما الذهول فيما حاول الأقارب والجيران مواساتهما بينما كانت شقيقته تنوح بالبكاء في ألم وحسرة.
وقال مجلس الأمن القومي الذي يقدم المشورة للرئيس روه عقب اجتماع طارئ عقد ليلا لمناقشة أزمة قد تزيد المعارضة الداخلية لنشر القوات (تدين الحكومة بشدة مقتل كيم سون ايل على أيدي جماعة إرهابية في العراق بوصفه عملا إرهابيا غير إنساني).
وكانت كوريا الجنوبية قد أرسلت نحو 670 فردا من الأطباء والمهندسين العسكريين إلى جنوب العراق منذ مايو-ايار من العام الماضي. وكان المتشددون طالبوا حكومة سول بسحب تلك القوات والتخلي عن خطط لإرسال 3000 آخرين للمساعدة في إعادة بناء منطقة كردية في شمال العراق.
وقرأ شن بونج كيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية على الصحفيين بيانا صادرا عن المجلس جاء فيه (موقف حكومتنا لم يتغير. ونحن نؤكد ذلك مرة أخرى لأن نشر قواتنا هو من أجل الإعمار وتقديم المساعدة الإنسانية للعراق).
وقال مجلس الأمن القومي إنه سيعزز من التدابير الأمنية لمنع وقوع حوادث مماثلة وأنه يسعى لسحب مبكر لجميع المدنيين الكوريين الجنوبيين غير الأساسيين بالعراق. وأوضحت الحكومة بالفعل أن نحو 30 من رجال الأعمال سيغادرون العراق.
وكان الرهينة الكوري الجنوبي قد أمضى في العراق نحو عام عمل خلاله مترجما لحساب شركة تجارية صغيرة تقوم بإمداد الجيش الأمريكي بالسلع. وقالت الحكومة إن جنودا أمريكيين عثروا على جثة كيم بعد خمسة أيام من احتجازه رهينة في الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلو مترا غربي بغداد.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إلى أن سفارة كوريا الجنوبية في العراق أبلغت الحكومة في سول على الفور بعد ذلك وأكدت فيما بعد أن الجثة هي للمترجم الكوري الجنوبي بعد تلقيها صورة عبر البريد الإلكتروني من كوريا الجنوبية.
وأرسلت تعليقات مؤثرة للغاية تتعلق بالحادث إلى موقع تابع للخارجية الكورية. ولم تتأثر أسواق المال بمقتل الرهينة الكوري الجنوبي.
|