Thursday 24th June,200411592العددالخميس 6 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

فيض الضمير فيض الضمير
لكي لا تحول شهادتك أو وظيفتك دون زوجك (2-2)
د.محمد أبو بكر حميد

المرأة التي تمارس (التسلط) وتشعر (بالاستعلاء) على زوجها بعد حصولها على شهادة عالية أو وصولها إلى منصب رفيع ودخل مادي أعلى حالة شاذة ولكنها موجودة، وهي امرأة غير جديرة بالشهادة العلمية التي تحملها أو بالمنصب الذي تشغله لأن العلم الحقيقي يصقل النفوس ويعلم التواضع، والمنصب أمانة يجب أن يشعر الإنسان معها بالمسؤولية تجاه كل شيء في حياته وحياة الآخرين، والتي تفرط في أمانة زوجها ولا تؤدي واجبها نحوه كزوجة امرأة لا تؤتمن على أي شيء آخر ما دامت قد فرطت في هذا الواجب المقدس الذي فرضه الله عليها من فوق سبع سماوات، فالحياة الزوجية الطبيعية أساس المجتمع الصالح، والأسرة مصنع بذور المستقبل وهو دور ورسالة خص الله المرأة به دون الرجل لهذا فهو يتقدم على كافة أدوارها في الحياة، ولا تحسب بعض النساء أن هذا انتقاص منهن بل إعلاء من مكانتهن.. والتميز هو أن تقوم بشيء لا يستطيع غيرك أداءه، وكافة الوظائف الأخرى يستطيع الرجل أن يؤديها ما عدا الدور المعنوي للمرأة في استقرار الحياة الزوجية ودور الأمومة بحنانها الفياض.
والحقيقة الأخرى التي يجب أن تتذكرها المرأة التي تستعلي على زوجها بالشهادة أو الوظيفة أنها يجب أن تتذكر أنها ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا سماحة الزوج وصبره وتضحيته وتعاونه، ولو أراد منعها من مواصلة تعليمها العالي لمنعها، ولو أراد منعها من العمل لفعل، ولن يعترض عليه أحد إلا إذا كان ذلك شرطاً مكتوباً في عقد النكاح، فمن الضعة أن يجازى الرجل منها جزاء سنمار خاصة وأن كثيراً من النساء اللاتي حصلن على الشهادات العالية حصلن عليها بعد زواجهن بسنوات طويلة وقلة قليلة يحدث عندها عكس ذلك.
وقد تكون الزوجة طبيعية في سلوكها مع زوجها فلا تشعر بغرور ولا تمارس تسلطاً عليه بعلمها أو وظيفتها أو مالها أو لأنه أقل منها في كل ذلك، ومع ذلك فإنها تجد من الزوج ازوراراً واعراضاً وربما غيرة أيضاً، وبسبب ذلك يقوم بينها وبينه حاجز نفسي لا يريانه ولكن يشعران به فلا يستطيعان التفاهم، وتتعطل لغة الحوار في البيت، فإن على الزوجة في هذه الحالة أن لا تيأس بل تغدق عليه من حبها وحنانها وخضوعها الأنثوي، وتذكره دائماً بفضله وصبره وأنه لو لم يتح لها فرصة إكمال تعليمها ما وصلت إلى ما وصلت إليه، كما عليها أن تكون في غاية الحذر في ما يتصل بالمسائل المالية ومسائل السلطة في البيت، فرجوعها إليه - عمداً - في كل صغيرة وكبيرة وإرجاع أمر الأولاد له والحرص على الاستئذان منه والاستئناس برأيه حتى في الأمور التي تخصها وتستطيع البت فيها لوحدها أمر له غاية الأهمية في إشعار الزوج بالاحترام والتقدير والقوامة والحياة الزوجية السوية.
والحقيقة التي تفوت على بعض الزوجات أن إشعار الرجل بالخضوع والتذلل له من مقومات الأنوثة الطبيعية وليس فيها تقليل من شأن المرأة أو مساس بكرامتها بل بالعكس لأن المرأة لا تستطيع السيطرة على الرجل بالقوة وإذا ما شعرت أنها فعلت ذلك إلى حين فإنه لا بد أن يأتي اليوم الذي يثأر فيه لكرامته منها.. ليس هناك أقوى من ضعف المرأة في تطويق الرجل عاطفياً واحتوائه وجدانياً، وهي إذا ما استخدمت هذا السلاح، سلاح ضعف الأنوثة فإنها ستشعر بالقوة والسيطرة التي تريد وستحصل عليها من الرجل طواعية شريطة لا تشعره بذلك أو تجرحه في غروره الذكوري وكبرياء رجولته.
لهذا أعتقد أن كل امرأة تدعي أنها فشلت في إذابة الجليد القائم بينها وبين زوجها لأي سبب من الأسباب - إذا ما كانت هناك عاطفة وحب أو على الأقل عنه في استمرار الحياة الأسرية- أعتقد أنها تستطيع إذا ما عاودت الكرة واستخدمت أسلحة أنوثتها- لا شهادتها ووظيفتها- استخداماً صحيحاً في التعامل مع زوجها ستعطي حياتها الزوجية الإخضرار والألق السعيد والاستقرار.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved