Wednesday 23rd June,200411591العددالاربعاء 5 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368 25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368
الصمت.. و الصبر

أنا لا أحب الكلام لأنني أفضل الصمت على الكلام وهكذا ساعدتني طبيعتي على الصبر والتحمل سنوات طوال دون لمحة أو إشارة تعبر عما تعج به نفسي من الآلام.
وكثيرون أمثالي يفضلون الصمت وخاصة في شهر رمضان فيما عدا تلاوة القرآن التي ترطب النفس وتشرح الصدر وتغمرنا بنفحات الرحمة الإلهية المباركة.. ولكن إذا تمزق غشاء الصمت وانفجرت أوردة الصبر.. بكلمات قليلة وحروق قاتلة.. يجب أن لا تثني عزائمنا تلك الخطوب وأن تكون أقوى من كل الحوادث.. ونصبر فإن الله مع الصابرين.
فبالصبر ترتقي للعلياء وتسمو نفسك وتسعد، لأن الصبر حكمة فلربما ترى الكثيرين من المؤمنين الصابرين مبتسمين.. فلا يخطر ببالك أن قلوبهم مفعمة بالأسى يحاولون تغطيته بابتسامات يبثوا فيها أشجانهم وينسوا معها آلامهم.. لأنهم في اختبار من رب العالمين وهم على الابتلاء والاختبار الصعب صابرون.
إذا كان الجمل بقوة تحمله وصبره وجلده وسيره في الرمال قد لقب بسفينة الصحراء فإنني لا أجد لقباً لأولئك الشباب الصابرين المثابرين.. ألقبهم به لقوة تحملهم وصبرهم وجلدهم وصراعهم في خضم الأحداث القاتمة وظروف حياتهم المملوءة بالمنغصات ومع ذلك فشعورهم وعواطفهم الطيبة لم تؤثِّر عليها الخطوب.. ولم تثن عزائمهم المصائب العظام.
في شهر رمضان الذي تملأ القلوب بهجته.. وتغمر النفوس رحمته.. وتفيض من الصدور فرحته.. يجب أن لا ننسى إخواننا المحرومين من بهجة رمضان، وما لهم غير الصبر دليل.. فقد كتب عليهم الزمان أن يتجرعوا كؤوسه المرة فنراهم يتنهدون تنهدات عميقة يحاولون بها نسيان واقعهم المر..
لقد كان بالأمس أول يوم في رمضان وها هي أيامه ولياليه مرت مسرعة ولم نشعر بمرورها.. ونحن في غفلة ساهون..
فاللهم اكفنا شر الغفلة واهدنا لسوء السبيل وامنحنا القوة وتقبل أعمالنا الصالحة وتجاوز عن سيئاتنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً بعد أعوام في خير وعافية على ما تحب وترضى فلا تحرمنا يا رب من نفحات الرحمة، حيث تتألق في شهر الرحمة شهر القرآن فاغفر لنا وارحمنا وألحقنا بعبادك الصالحين واعتق رقابنا ورقاب أبنائنا والمسلمين، وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب
العالمين.

داود نمر حمدان


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved