الحاسة السادسة أو الشعور بالحوادث عن بُعد، مظهر من أعجب المظاهر الإنسانية التي ظلت مثار جدال بين العلماء. فكيف السبيل إلى تفسير مثل هذه المظاهر؟ بينما كانت البنت الصغيرة تلعب مع رفيقاتها إذ وقفت فجأة تذرف الدموع وتتوسل إلى الناس لكي (ينقذوا أمها) والحال أنه ثبت بعدئذ أن أمها كانت فعلاً جالسة في بيتها مشرفة في تلك اللحظة نفسها على الموت بنوبة قلبية فجائية!
وكيف يفسر هذا المظهر؟ رجل جالس في بيته يتعشى مع أولاده وزوجته، وإذا به يشعر بقلق شديد ويكف عن الطعام، قائلا: وقع لأخي حادث سيارة! وأغرب من كل غريب أن الحادث قد وقع فعلا وفي اللحظة نفسها!
وهذه أمّ كان ابنها غائباً عنها منذ أشهر، ويبعد عن منزلها بضعة آلاف من الكيلو مترات، وإذا هي تستيقظ فجأة من النوم، وتنتحب وتنوح لأنها سمعت ابنها (ينازع)، ثم ثبت أن حدسها صحيح وأن ابنها قد مات في اللحظة نفسها!
ولا حاجة إلى الإكثار من الأمثلة فيكاد كل واحد يعرف حادثة من هذا النوع.
أما التفسير فقد ظل غامضا حتى الآونة الأخيرة، بل كان الكثيرون يتهكمون على هذه الخرافات ويسخرون قائلين إنها (خرافات عجائز). ولكن الجامعات أخذت تسلم بوجود هذا المظهر وتحاول أن تجد له تفسيرا علميا.
الدماغ مركز تبادل هذه الموصلات
النظرية السائدة الآن هي أن خلايا الدماغ تبث موجات عالية التردد، وأن هذه الموجات الكهربائية إنما سببها اهتزازات الخلايا الواقعة في الجزء الأسفل من الدماغ في جوار الغدة السعترية ومعروف أن هذا الجزء هو مركز الإحساسات والطبقات البصرية، ولكن لماذا لا يستطيع كل إنسان الاتصال عن بُعد بشخص آخر بواسطة هذه الموجات؟
تفسير العلماء لذلك هو أن مثل هذا الاتصال يحدث للجميع ولكن نسبة الذين يعرفون تفسيره ضئيلة ولا تعادل سوى واحد من عشرة آلاف إنسان.
ويشبهون ذلك بما نسميه (الشيفرة) أو الكلمات السرية التي لا يعرف تفسيرها إلا بعض الناس دون غيرهم.
وبمناسبة سفر مركبة أبوللو 14 إلى القمر طلب الاختصاصيون من رجل الفلك المدعو ميتشل أن يقول لهم وهو على مسافة 150 ألف كيلو متر عن الأرض ما هي صورة تركيب بطاقات (زينر). وهي خمس بطاقات يمكن أن تجمع على خمسة أشكال مختلفة. وكان ميتشل كل مرة يعرف شكلها الحقيقي بواسطة هذا المظهر أي المناجاة والاتصال عن بُعد بدماغ الاختصاصي الجالس في المحطة الأرضية.
وزعمت المدرسة السوفيتية أن دماغ الانسان يزداد نشاطه في بث الموجات أو الذبذبات الكهربائية وقت المشاعر العنيفة كالقلق الشديد والخوف الشديد.. إلخ. ويصبح عندئذ أشبه بالجهاز المرسل. ويكفي أن يكون في موقع من مواقع العالم (جهاز لاقط) أي دماغ مستعد للقط هذه الإشارات حتى يفهم صاحبه معناها. ودعموا هذه النظرية بقولهم: إن التوائم أشد من غيرهم حساسية بهذه الإشارات السرية.
|