في مثل هذا اليوم من عام 1940، قام أدولف هتلر بزيارة المعالم الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس والتي كانت خاضعة للاحتلال الألماني. وخلال زيارته الأولى والوحيدة لباريس، قام هتلر بزيارة مقبرة نابليون، ولدى مغادرته لها قال: (هذه أعظم وأروع لحظة مرت في حياتي). هذا وقد جرت العديد من المقارنات بين الزعيمين هتلر ونابليون، فقد كان الاثنان أجانب في البلاد التي تولى الاثنان الحكم فيها (كان نابليون إيطالياً وهتلر نمساوياً)، وخطط الاثنان لغزو روسيا في وقت تحضيرهما لغزو انجلترا. وقد استولى كلاهما على مدينة فيلنا الروسية في الرابع والعشرين من شهر يونيو- حزيران. كما كان يبلغ طول كل منهما أقل من 5 أقدام و9 بوصات، بالإضافة إلى عدد آخر من أوجه الشبه بينهما.وتقديرا منه للإمبراطور الفرنسي أصدر هتلر أمرا بنقل رفات جثمان ابن نابليون من فيينا ليدفن بجوار أبيه في باريس.بيد أن هتلر هو هتلر، فعندما قام بزيارة الأماكن السياحية أمر بتدمير اثنين من النصب التذكارية التي ترمز للحرب العالمية الأولى، أحدهما للجنرال تشارلز مانجين بطل الحرب الفرنسية والآخر ل(إديث كافيل) الممرضة البريطانية التي عوقبت بالإعدام على يد القوات الألمانية بسبب مساعدتها لضباط الحلفاء الهاربين من بروكسل التي كانت تحت الاحتلال الألماني. وكان آخر ما يريد هتلر رؤيته المشاهد التي تذكره بهزيمة ألمانيا في الماضي.وقد تأثر هتلر بزيارته لباريس وبما رآه من جمال المعمار فيها فأصدر أوامره لصديقه المهندس المعماري ألبرت سبير بأن يقوم بعمل خطط هندسية من أجل مشروع معماري ضخم لتشييد المباني في برلين وذلك في محاولة لتدمير باريس ليس بالقنابل ولكن بالتفوق المعماري. وسأل هتلر سبير: (أليست باريس جميلة؟ فيجب أن تكون برلين أكثر جمالا. وعندما نفرغ من مشروعنا ستكون باريس مجرد أطلال).
|