لمحة عن الجهاز البولي
يتألف الجهاز البولي من كليتين وحالبين ومثانة بولية وعنق مثانة وإحليل.
أما الكليتان فوظيفتهما الأساسية هي إنتاج وطرح البول الذي يمثل نفايات سوائل الجسم، هذا البول ينتقل من الكليتان إلى المثانة البولية عن طريق الحالبين اللذين يمتدان من الكلية وحتى المثانة البولية التي تعتبر المخزن الأساسي لتجميع البول وطرحه خارج الجسم. فعندما تمتلئ المثانة البولية بالبول ترتخي عضلات الناحية الممتدة على طول الإحليل وتنقبض المثانة البولية لتفرغ محتواها من البول خارج الجسم وبعد هذا التفريغ ترتخي عضلات المثانة وتقفل العضلة العاصرة للإحليل مرة أخرى.
****
السلس البولي
تعريف السلس البولي الجهدي عند المرأة: هو فقدان جزء من البول اللاإرادي المرافق لارتفاع ضغط البطن خلال (العطس، السعال، الضحك، الجري، الرياضة، حمل الأشياء الثقيلة أو حتى القيام المفاجئ عن الكرسي أو السرير..).
ويعاني في أمريكا وحدها ما يزيد على10 ملايين امرأة من مختلف الأعمار من هذه الحالة. ولا يعتبر سلس البول الجهدي مرضاً، ولكنه علامة تدل على وجود مشكلة في الجزء السفلي من الجهاز البولي.
وهو يعد حالة من المهم معالجتها، لأنها قد تؤدي إلى معاناة المريض من العزلة الاجتماعية، وتناقص تقدير الذات، والاكتئاب، والاتكالية.
هذا النوع من السلس البولي يصيب أكثر من 15% من النساء بعد سن الثلاثين وتزداد هذه النسبة لتصل 25 إلى 35% مع تقدم العمر, وهذا يحدث عندما يزيد ضغط المثانة البولية من خلال ارتفاع ضغط البطن بالاضافة الى ارتخاء العضلة العاصرة للإحليل التي لا تقفل بشكل كامل بسبب هبوطها عن تأثير ضغط البطن. لأنه في الحالات الطبيعية عندما يزيد ضغط البطن يؤثر بنفس القوة على ضغط المثانة البولية وانقباض العضلة العاصرة للإحليل ، فالمرأة عادة تتحكم بنفسها ولا تفتقد البول, أما في الحالات السلس البولي الجهدي فالذي يحدث أن ضغط البطن يرفع ضغط المثانة ولا يؤثر على ضغط عضلة الإحليل فيحدث تسرب قليل أو كثير للبول لا إرادياً.
العوامل المسببة لسلس البول
ولادة الأطفال
يرتبط سلس البول، عند النساء، في الغالب، بالحمل، وولادة الأطفال، وهما أمران يمكن أن يؤديا إلى حدوث تسطح، وتمدد، وضعف في العديد من العضلات في أرضية الحوض التي توفر المساندة اللازمة لعنق المثانة والإحليل، والتي تعتبر بدورها أمرا مهماً في عملية التبول. ولكن يجب على المريضة أن لا تيأس في حالة فقدانها للتحكم بالمثانة بعد الولادة مباشرة، فقد تكون العضلات في أرضية الحوض بحاجة لمزيد من الوقت حتى تتعافى، وقد يتلاشى سلس البول من تلقاء ذاته.
أما إذا استمر السلس بعد مرور 6 أسابيع، فيجب الاتصال بالطبيب خصوصاً أنه، إذا لم تتم معالجته بصورة مناسبة، يمكن أن يصبح مشكلة مزمنة، مع العلم بأن مشاكل التحكم بالمثانة لا تحدث بالضرورة بعد ولادة طفل مباشرة، كما أن السلس البولي الجهدي لا يحدث في بعض النساء إلا بعد مرور أشهر أو سنوات على ولادتهن لطفل.
سن الإياس (اليأس) عن المرأة
تؤدي قلة الإستروجين إلى ضعف عضلة المثانة، وربما إلى ترقق بطانة الاحليل، وبالتالي عدم غلقها بصورة مناسبة.
جراحة الحوض
يمكن أن تؤدي جراحة الحوض مثل استئصال الرحم إلى إضعاف وإتلاف عضلات أرضية الحوض.
ارتفاع ضغط البطن المتكرر مثلاً في حالات:
- الإمساك المزمن.
- حساسية الجهاز التنفسي والسعال المزمن.
- حمل الأطفال والأشياء الثقيلة بشكل متكرر.
- رياضة عضلات البطن.
- مرض السكري.
- تقدم السن.
- السمنة.
أشكال سلس البول
تكون أسبابها ما يلي:
التهاب السبيل البولي.
التهاب المهبل.
الإمساك.
مشاكل في المثانة.
تزايد إنتاج البول.
ويتم علاج هذه الحالات عادة بأدوية بسيطة.
مزمنة
فقد تنتج عن الحالات التالية:
ضعف العضلات التي تساند المثانة.
ضعف المثانة البولية
ضعف عضلات المصرة التي تحيط بالإحليل.
عدم التوازن الهرموني عند النساء.
داء السكري
*ما هي الفحوص السريرية التي يتم إجراؤها في حالة الإصابة بسلس البولي الجهدي؟
فحص تحفيز الجهد
يطلب الطبيب من المرضى، أثناء امتلاء مثاناتهم، أن يسعلوا بصورة نشيطة، في الوقت الذي يراقب فيه المشرف على الفحص أي نزول للبول من الإحليل. الفحص النسائي، وتنظير المثانة، وفحص قياس وتدفق البول، وفحص عصبي، وقياس البول المتبقي بعد التبول، وتحليل البول أيضاً.
* هل السلس البولي الجهدي قابل للشفاء؟
- السلس البولي لا يصعب التخلص منه فهو مرض قابل للشفاء لكنه يؤثر على سير الحياة الطبيعية وقد يتسبب بالقلق وعدم الراحة النفسية ويمنع المرأة من ممارسة النشاطات اليومية ويجعلها أثيرة للدخول المتكرر إلى دورة المياه لتفريغ المثانة قبل امتلائها حتى لا تفقد البول لا إرادياً وهذا يسبب اضطرابات عضلة المثانة وهنا تكمن أهمية العلاج.
*كيف يعالج هذا النوع من السلس البولي؟؟؟
- تختلف طرق علاج السلس البولي باختلاف الأسباب
أولاً: يجب التأكد من عدم وجود التهاب في المثانة البولية لأن الالتهاب يؤدي إلى الإصابة بسلس بولي مؤقت وهو سهل العلاج (أي الناتج عن الالتهاب).
ثانياً: إذا كانت الشكوى الرئيسية هي السلس البولي الجهدي، فهناك طرق كثيرة للعلاج حسب درجة الحالة.
العلاجات غير الجراحية
1- العلاج الرياضي
هو القيام بعمل التمارين الرياضية لعضلات أسفل الحوض والشرج والمهبل يومياً بدون انقطاع فقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها أكثر من 70 إلى 80 % في الحالات المبكرة.
تمرين أرضية الحوض
(تمرين كيجيل)
يعتبر هذا التمرين من أكثر العلاجات الشائعة لسلس البول الجهدي.
ويمكن استخدام تمارين تقوية عضلات أرضية الحوض لاستعادة التحكم بالمثانة، لا سيما في حالة ضعف عضلات المصرة نتيجة ولادة طفل أو عوامل أخرى.
تدريب المثانة
يشتمل تدريب المثانة على تمارين لتقوية عضلات المثانة والإحليل والتنسيق بينها، وهو أمر قد يساعد في التحكم بالبول.
2- العلاجات الطبية
العلاج البديل بالهرمونات - الإستروجين
يساعد العلاج بالإستروجين في المحافظة على صحة الأنسجة الإحليلية في النساء في سن الإياس.
الأدوية المضادة لإفراز الكولين
يمكن أن تمنع هذه الأدوية التقلصات المفرطة وغير الطبيعية في المثانة.
3- العلاجات الجراحية
الجراحة المفتوحة
قد يقتضي الأمر إجراء هذا النوع من العمليات في بضع حالات المتقدمة.
تعليق إبرة
ربما يكون إجراء تعليق الإبرة لرفع منفذ المثانة الضعيفة، دون جراحة مفتوحة، علاجاً كافياً في معظم المرضى, لكن بعد ظهور عملية (تي في تي لم ) جميع هذه العمليات فقدت مكانتها وخاصة ان نسبة النجاح تتراوح من 50 الى 60%.
عملية ال TVT (تي، في، تي)
وهي أحدث تقنية تم ابتكارها وأثبتت نجاحها كما وأن الآلام الناتجة عن إجرائها لا تذكر وتستطيع المريضة أن تغادر المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي للعملية وهي تجرى تحت تخدير موضعي ولا تحتاج لفتح جراحي في البطن لكن فقط 1 سم في جدار المهبل ووضع شريط ال TVT , تفوق نسبة نجاحها 85 إلى 90 % وبدون ألم.
أما ال TVT هي عبارة عن شريط مصنوع من مادة البروتبن مغطاة بمادة بلاستيكية وتنتهي من كل ناحية من الشريط بإبرة قوية.
وطريقة إجراء العملية تتم بعمل جرح صغير (1سم) في المهبل بحيث يسمح للشريط بالمرور تحت منتصف الاحليل لدعمه ومن ثم تمر الإبرتين في الجدار الداخلي للبطن وتثبت الأشرطة وتزال الإبر.
تحتاج العملية إلى 30 دقيقة من الوقت لإجرائها وتستطيع المريضة التبول بعد عدة ساعات وبدون قسطرة ولا يوجد آثار جانبية تذكر, وتخرج المريضة في ذات اليوم.
الوقاية
في حالة المعاناة من مشكلة التحكم بالمثانة، فإن بعض الإجراءات الإضافية ربما تساعد في تجنب التبول العرضي، ومن هذه الإجراءات على سبيل المثال ما يلي:
تمارين كيجيل يومياً.
التبول مرتين (الانتظار لبضع ثوانٍ بعد التبول لأول مرة، ثم محاولة التبول ثانية.
تجنب الإصابة بالإمساك، من خلال زيادة مقدار ما يتم تناوله من المأكولات التي تحتوي على الألياف، ومن ذلك الفواكه، والخضروات، ومنتجات الحبوب الكاملة.
حبس البول، ومحاولة التبول بصورة متكررة (كل 3 ساعات إلى 6 ساعات).
تجنب الإفراط في استخدام العقاقير، مثل الأدوية المدرة للبول، والأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الهستامين، وشراب الكحة.
عدم التدخين (فمادة النيكوتين الموجودة في التبغ تهيج المثانة).
الدكتور /نادر قلعجي
استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية |