كان من مصلحة الكرة السعودية ومستقبلها أن يكسب الشباب.. فالفوز الشبابي سجل نقطة تفوق كبيرة لسياسة البناء والانتاج والتفريخ وترشيد النفقات على سياسة التجميع والصرف ببذخ لاستقطاب النجوم الجاهزة وبشكل عشوائي بحثاً عن فوز سريع.. الكرة السعودية تعاني من عقم في المواهب وندرة في العناصر الواعدة نتيجة انكباب بعض الفرق الكبيرة على الشراء دون الانتاج واستثمار الجماهيرية.. هذا الرأي أطرحه فقط الآن حيث تحاشيت طرحه قبل النهائي حتى لا يُصنف كرأي تحريضي.
* هذه الخسارة لعلها تقنع الاتحاديين بضرورة تبني سياسة الانتاج بالموازنة مع سياسة الشراء.. ونفي صفة (العقم) عن الاتحاد.. فجمهور الاتحاد هو أقل الجماهير دعماً لفريقه بالمواهب والنجوم.. بسبب تهميش القاعدة ونزع الثقة من شبابه وناشئيه والتركيز على سياسة تجميع اللاعبين.. لذا نجد نجوم الاتحاد المتدرجين من القاعدة الاتحادية خلال ثلاثين عاماً يعدون على أصابع اليد الواحدة.
إعلان الحرب على المربع
مع استحقاق الشباب لكأس الدوري وبكل جدارة.. إلا أن نتيجة المباراة تعتبر كارثية ومأساوية بالنسبة للاتحاد الذي تصدَّر الفرق وبفارق كبير من النقاط وأرقام قياسية وبدون خسارة.. إلا انه خسر في أسوأ توقيت يمكن أن يحدث.. في آخر تسع دقائق من الدوري.
* كان من سياسة الإعلام الاتحادي التأييد الضمني والصريح لاستمرار نظام المربع.. اعترافاً بفضل هذا النظام الذي كسر الفشل الاتحادي المزمن في الفوز ببطولات الدوري.. ودأب هذا الإعلام على انتقاد من يطالب بفصل الدوري عن المربع.. وهو الرأي الذي تبناه الهلاليون منذ أعوام وطرحوه مراراً وتكراراً بتتويج المتصدر بطلاً للدوري مع جعل المربع مسابقة منفصلة.. للمحافظة على حقوق المتصدر.
* الآن ماهو رأي الاتحاديين وهم يرون الاتحاد يخسر الصدارة.. هل علموا أن المربع نظام أعرج.. بحاجة إلى تطوير.. نظام المربع عندما استحدث قبل أربعة عشر عاماً باقتراح من عبدالفتاح ناظر - رحمه الله - الاتحادي المعروف وعضو اتحاد الكرة.. كان الهدف منه مساعدة الفرق غير القادرة على احراز الدوري بنظامه القديم.. و(كسر احتكار الدوري) حسب تصريح إذاعي لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.. والآن والاحتكار تم كسره.. وتولّد لدى الاتحاديين قناعة أن العميد لديه القدرة على تصدر الفرق والفوز بالدوري بعيداً عن نظام المربع.. لعلنا ننتظر منهم حملة إعلامية ضخمة في المناداة بتعديل نظام المربع.
هل نرى هلال (قص ولزق)؟
يخشى جمهور الأزرق أن يتحول الهلال إلى سياسة الشراء ويعطل ماكينة التفريخ.. فالهلال لن تنهض به سوى قاعدته وناشئيه وشبابه.. فهذه القاعدة هي التي مكّنت الهلال من تزعم الفرق والبقاء على القمة أو قريباً منها طوال ثلاثين عاماً.. لذا يُفضَّل أن يتم التركيز على القاعدة ودعمها بالمواهب الشابة.. ويبقى الشراء استثناء.. لمعالجة نقاط ضعف مزمنة ليس لها حلول قريبة.. وبصرف النظر عن الصفقات الباهظة وصرف مبالغها على أبناء النادي ومنسوبيه فهم أولى بها.. ولعل إدارة الهلال تأخذ عبرة مما حدث في النهائي.. فلم يفد الاتحاد التجميع.. وتربع الشباب على القمة بفضل قاعدته القوية.
* وأعتقد أن على الهلال الابتعاد عن الصفقات التي تتجاوز المليون أو المليون ونصف المليون.. ولاعبي الأندية الممتازة المعروفين لأنهم لاعبون مستهلكون وقلة منهم من يستحق أن يدفع فيه ما يتجاوز المليون.
* فحتى الصفقات الهلالية القديمة كانت فاشلة فلم ينجح من الصفقات الباهظة غير صفقتي الدعيع والشريدة وإلى حد ما خليل.. أما البقية فلم يضيفوا شيئاً مختلفاً فوجودهم كعدمه.. وهذا الرأي لا ينطبق على المواهب صغار السن.. لأن عقودهم زهيدة ويتم صقلهم وتكيُّفهم مع أجواء الفريق قبل تصعيدهم..
إلا هذه..!
بسبب صغر حجم ملعب الأمير عبدالله الفيصل النسبي والذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية العشرة آلاف متفرج.. تدفقت الجماهير باكراً على الملعب عصر المباراة النهائية وقبل الظهر كما قرأنا!.. وما يؤسف له أننا شاهدنا خلال النقل الحي أن كثيراً من الجماهير ورغم دخول وقت صلاة المغرب لم تغادر المدرجات خوفاً من فقْد أماكنها!.. وهذه طامة كبرى، فالدولة وفقها الله تولي هذا الأمر عناية كبيرة.. فجعلت المباريات عقب صلاة العشاء.. ولكن مسئولي الملعب فات عليهم أن يضربوا حساباً لهذا الأمر.
ضربات حرة
* أحد الكتبة يقول (الاتحاد فائز ولن يكون خاسراً فالشباب فرع من الاتحاد، والاتحاد أساس الشباب وعودوا لشواهد التاريخ).. عُدنا لهذه الشواهد فوجدنا للشباب فروعاً في الاتحاد ممثلة بعدد كبير من اللاعبين!..
* أحد صحفيي الاتحاد غضب لفشل مهاجمي فريقه بقيادة العالمي! زاراتي من هز شباك الشباب.. فقال إن الشباب يلعب بطريقة طائية وإنه مستنسخ من الطائي وهذه إساءة لفريقين عريقين من فرقنا الوطنية.
* يسخرون بالشباب ويستصغرون من شأنه وغداً يطاردون نجومه كالعادة.
* هل هناك منهجية لعرض المباريات في القناة الرياضية أم تتم بشكل انتقائي ومزاجي!.. ولماذا تراجعت القناة عن عرض نهائي 1418هـ بين الشباب والهلال رغم الإعلان عنها..؟!
* أبدى الشبابيون امتعاضهم من القناة الرياضية حيث لم تواكب أفراحهم وعودتهم بالكأس.. وهو تذمر في محله.. خصوصاً أن القناة الرياضية سبق أن نقلت أفراح أحد الفرق بعد فوزه على فريق الخليج في مباراة دورية وصاحبتهم في الحافلة كمشاركة في الاحتفالية!.
* مدير المركز الإعلامي الاتحادي.. هاجم اللجنة الفنية والحكير والطويل وجمجوم!.. مدعياً أنهم أجبروا البلوي على التعاقد مع زاراتي!!..
* بطولة السوبر السعودي المصري.. لا علاقة للاتحاد القاري بها فلها لوائحها الخاصة.. قاتل الله الغباء المدقع.
* ترشيح الهلال والأهلي للسوبر السعودي - المصري هو حفظ لحقوقهما بعد استبعادهما لمصلحة الاتحاد.
* سبق أن تم ترشيح النصر للآسيوية.. إلا أن الاتحاد القاري رفض الترشيح لمخالفته للأنظمة واللوائح.
* اقترح إقامة بطولة قارية تسمى (بطولة السوادس الآسيوية)..
وقفة أخيرة
خلال مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً صرح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية (أنه من الخطأ تحميل النظام التربوي مسئولية إفراز الإرهاببين.. لأنه إذا كان هذا النظام مسئولاً عن إفراز الإرهابيين.. فإن كل المواطنين الذين نشأوا بكنف هذا النظام سيكونون إرهابيين.. وقال سموه إن هذه فكرة خاطئة يروِّج لها بعض المثقفين وبعض الصحفيين).. والأحداث الأخيرة أثبتت صحة رأي سموه وحصافته.. فمن خلال سيرة أعضاء الفئة الضالة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام.. اتضح أن منهجهم الفكري الضال يرى حرمة المدارس والتعليم النظامي!.. فزعيمهم عبدالعزيز المقرن.. لم يكن محباً للقراءة! وانقطع عن الدراسة بعد الاعدادية.. وإبراهيم الدريهم توقف عند شهادة المتوسطة.. وفيصل الدخيل.. حديث التدين جداً.
* إذن هؤلاء الغلاة التكفيريين لا يمكن ربط انحرافهم بمناهج التربية أو جامعة الإمام أو حلقات تحفيظ القرآن، فقد تبنوا هذا الفكر الضال وهم بهذه الضحالة الفكرية وبهذا الزاد القليل من العلم الشرعي.. فمن يتأسس من الصغر على علوم الشريعة وحلقات الذكر سيرفض هذه الجرائم التي يمجها العقل السليم فضلاً عمن يتحصن بعلم شرعي وفقهي خالٍ من الغلو والتكفير.. إذن خلط الأمور وتحميلها مالا تحتمل لن يساعد على تحديد منابت هذا الفكر الدخيل والقادم من خارج الحدود.. ولن يساعد في معالجة جذور التكفير والغلو والقضاء عليه.. اللهم احفظ لبلادنا أمنها وأمانها.. وقها الفتن ما ظهر منها وما بطن.
|