نشهد الآن تسارع الخطوات المتعددة بين الحكومتين السعودية والروسية في العلاقات السياسية التي انطلقت بعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لدولة روسيا في سنة 2003م.
المملكة العريبة السعودية من أبرز دول العالم العربي والإسلامي ، وهي قادرة على لعب دور بالغ الأهمية ليس في حل قضايا المنطقة فحسب بل والقضايا الدولية أيضا ، كما أن لديها إمكانية التأثير الملموس على تنمية الاقتصاد العالمي.
وبلا شك فقد ساعد التفاهم والثقة المتبادلة بين المملكة وروسيا في السنوات الأخيرة على إيجاد الظروف الملائمة لتنشيط الشراكة التجارية والاقتصادية ، خاصة وأن روسيا هي البلد الأغنى في العالم في مجال احتياطي النفط والغاز والمعادن المختلفة ، وتمتلك تكنولوجيا متقدمة في مجال الفضاء والطيران وبناء الآلات والصناعات الخفيفة ، وتعتبر هذه التكنولوجيا منافسا قويا في السوق الدولية ، وكثيراً ما تتفوق على مثيلاتها الغربية بالجودة والثمن المعقول.
وقد أثمرت زيارة الأمير عبد الله عن توقيع عدد من الاتفاقات المهمة التي وقعها في موسكو الجانبان السعودي - والروسي بما يعزز مستوى العلاقات التاريخية ويكرس أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين ، مع ما يقوم به الجانبان من زيادة في التبادل التجاري بين البلدين وتوسيع تدفق الاستثمارات.
القيادات الاقتصادية في روسيا تبحث حاليا المعوقات التي تواجه الصادرات السعودية إلى دولة روسيا ، وسيناقش مجلس الأعمال السعودي - الروسي كل الجهود الضرورية المشتركة للتعاون في الجلسة الثانية التي ستعقد في مدينة الرياض خلال الأشهر القليلة القادمة.
الآن وفي القريب العاجل سينتهي إعداد نص الاتفاقية الثنائية فيما يخص تشجيع رأس المال السعودي - الروسي والاتفاقية الثنائية لتفادي الازدواج الضريبي بين البلدين.
الجدير بالذكر أن شركة (لوك أويل) الروسية وفي شهر آذار من العام الجاري قد حصلت على عقد استكشاف الغاز في الربع الخالي ، وهي من كبريات الشركات العالمية في مجال البترول ، وتوجد شركات كبرى روسية تبحث فرص الاستثمار في مدينة الجبيل الصناعية ، وسيتم في نهاية شهر يونيو - حزيران العام الجاري في قاعدة روسية (بايكونور) في قازاخستان إطلاق ثلاثة أقمار صناعية سعودية ، وهذا يعد دليل النجاح والتقدم في العلاقات بين بلدينا.
كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات تخص الخبرة والقدرات والمدرسين في المجال التكنولوجي والتعليم العالي ، وهذه الاتفاقيات جاهزة بين بلدينا مثل إرسال طلاب إلى روسيا . وتشهد السياحة نمواً كبيراً وهناك مشاورات وترتيبات مع وزارة الحج لزيادة عدد الحجاج وزوار الأماكن المقدسة للمسلمين الروس مستقبلا ، ويجري بحث مشروع لإقامة منتدى ثقافي روسي - سعودي يشارك فيه مثقفون من البلدين لإقامة جسور تواصل إنسانية بين شعبينا.
وارتياحا لنتائج التعاون في مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى تطابق المواقف إزاء القضايا السياسية وخاصة قضيتي فلسطين والعراق ، تنظر المملكة باحترام وتفاهم للمبادرة الروسية بشأن توسيع تعاونها مع منظمة المؤتمر الإسلامي ، والعلاقات بين بلدينا تشهد ازدهاراً كبيراً وقد قام السياسيون بما عليهم ، فبنوا الجسور ويبقى على رجال الأعمال والثقافة والإعلام عبورها وتحريض الآخرين على العبور.
|