Wednesday 23rd June,200411591العددالاربعاء 5 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هيئة الصحفيين.. خطوة على الطريق! هيئة الصحفيين.. خطوة على الطريق!
ناهد بنت أنور التادفي / عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

ظاهرة صحية تنشر طيب شذاها في مجتمعنا الساعي أبداً الى التقدم والازدهار، والقائم على أسس متينة قوامها الأول دين الإسلام الذي جاء بالهدى والرشاد ليصبغ الحياة بعطر الأخلاق وعذوبة الإيمان كي تستقيم الحياة، وأيضا على القيمة الوطنية اللافتة التي أسس لها المغفور له صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأسرته من بعده الى يومنا هذا، الساعين أبداً الى خير البلاد والعباد ورفع راية الإيمان والحرية واحترام الفكر، في مسيرة خير تصب كلها في بحر فائدة الشعب ورفاهيته.
وهذا ما نفهمه تماماً عند كل خطوة مجدية على طريق الإصلاح العام الذي ما بخلت رجالات المملكة في بذله والسعي له عبر كل وسيلة، وقد تكون الصحافة بهيئاتها المتعددة هي المرآة التي تعكس واقع الحال وتشير بحرية وشجاعة الى الهنات وتضيء عند الحسنات، لا من باب النقد من أجل النقد، بل النقد البناء الذي يسهم في تصحيح المسار وضبط الامور، وكل هذا يستدعي بالضرورة تنظيماً دقيقاً هيكلياً يكون الجامع والمشرف على كل من يمسك قلماً ويكتب وينتمي الى الصحافة بصلة كي نواكب مسارين، ركب التقدم الساعي نحو حرية الكلمة الملتزمة، وصحة العاملين في هذا المجال.
ومن خلال هذه الرؤية الواعية احتضن مركز سعود البابطين بعاصمتنا الحبيبة الرياض انتخاب أول مجلس إدارة لهيئة الصحفيين السعوديين، والاقتراع للموافقة على النظام الأساسي للهيئة، وهي سابقة اولى من نوعها تشهدها الصحافة السعودية منذ تأسيسها، وقد شملت قائمة المرشحين 39 مرشحاً ومرشحة لاختيار تسعة يمثلون مجلس إدارة الهيئة، ومن اللافت ان نشير الى أن الصالة الرئيسة غصت بالعديد من العاملين في الصحف السعودية للتصويت، كما حضر الجلسة عدد كبير من رؤساء تحرير المجلات والصحف وكوكبة من الصحفيين من خارج مدينة الرياض، واستغرق الاجتماع أكثر من خمس ساعات تبادل فيها الجميع فرصة السلام واللقاء بين زملائهم من خارج الرياض ومن العاملين في الصحف المختلفة، وكانت مناسبة طيبة لتمكين عرى الروابط بين العاملين في هذا المجال، وألقيت بعض كلمات معبرة أثرت الاجتماع، وأزجت الشكر لأولى الأمر في المملكة الذين سهلوا مثل هذا حدث، والشكر الى معالى وزير الثقافة والإعلام لموافقته على إلغاء فكرة التعيين وفتح الساحة أمام التنافس الديمقراطي الشريف.
ويطيب لى أن أطير التهنئة الى كل الذين نالوا ثقة زملائهم وفازوا بتمثيلهم في كل محفل للمحافظة على حقوقهم وتطوير أدائهم وتمكينهم من مزاولة عملهم وحياتهم بحرية واطمئنان يكفل لهم حاجاتهم الاجتماعية من طبابة ومواجهة شيخوخة وحفظ حقوق نشر وحصانة وامان عيش الى آخر ما يعطيهم من أقصى مراتب الطمأنينة المهنية والاجتماعية.
وهي مجموعة أمنيات نرجو الله ان تتحقق على أيدي الذين نالوا ثقة زملائهم وحملوهم الامانة وهم الجديرون بحملها، ولست أدعي وصولنا الى الكمال في هذا المسير، وقد اسلفنا بأنها التجربة الأولى من نوعها التي تشهدها المملكة لكننا نؤمن بيقين بأنها خطوة صحيحة على الطريق الصحيح تحتاج من الجميع التكاتف والمؤازرة ونكران الذات الفردية في سبيل خير المجموع وخير الكلمة والوطن والقيم والأخلاق، فهي طموحات كثيرة نسأل الله أن تجد طريقها للتحقيق.
ومن منطلق واع لحجم المسؤولية تحدث الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض الذي فاز لاحقاً بمنصب رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين فقال في كلمته: (إن مرحلة التأسيس اليوم، مرحلة صعبة ومهمة جداً لأنها تعني وضع الركائز الأساسية التي تقوم عليها هذه الهيئة)، كما قال:(المفروض أن تضع اللائحة الجديدة بعد تطويرها حلولا تمنع تكرار العضوية لأكثر من سنتين حتى تتاح الفرصة لتجديد الدماء)، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الشعور بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتق الهيئة المنتخبة والآمال العريضة المأمولة منها.
لقد كان لي شرف التعاون مع صحيفة الجزيرة الغراء على مدى فترة من الزمن حتى يومنا هذا، وجدت فيها طيب الإقامة وحرية التعبير واحترام الكلمة، وكان من الطبيعي أن يفوز بثقة الأكثيرة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ الإعلامي البارز (خالد بن حمد المالك)
الذي فاز لاحقاً بمنصب نائب رئيس مجلس هيئة الصحفيين السعوديين، كيف لا وسجله حافل بالمكرمات والطيب، وقد عرفته رجلاً حكيماً بارعاً في مهنته، ضابطاً وإدارياً تزينه اخلاق حميدة وسمعة طيبة، ويحمل بين جوانحه المعرفة والعلم والاطلاع والحياد والعقلانية في معالجة الأمور دون مغالاة ولا تفريط، والى جانبه اخوة ايضاً لهم تاريخ حافل بالعمل والعطاء أبعث لهم التهنئة.
إنها خطوة على الطريق، نسأل الله العلى القدير أن يسدد خطى الجميع على طريق الخير والصلاح، ويطيب لى في هذا المقام أن أتقدم بآيات الولاء والعرفان الى كل من أسهم في تحقيق هذه الخطوة المباركة التي تعد قفزة ديمقراطية حقيقية، ونسأل الله أن تتبعها خطوات وخطوات وأن ينير الله قلوب الجميع بالإيمان والخير والتوفيق كما نسأله سبحانه السداد للجميع، وكل عام وانتم بخير.

الرياض- فاكس 014803452


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved