من الأعماق من لبِّ الفؤاد
إلى المولى دعائي واعتمادي
بأن يرعى ولي العهد دخراً
من الحساد أو شر الأعادي
ونحمل بالأكف له نفوساً
فداءً للحمى وبها نفادي
لتبقى بلادنا هدياً ونوراً
ورمزاً للعلا في كل نادِ
يرفُّ لها الفؤاد هوىً ومغنى
ويهتف بالولاء لها قيادي
فواعجباً لأقزامٍ تمادت
تُجعجعُ للتآمر في بلادي
وتبذل للتآمر كل مالٍ
وتملأُ بالتآمر كل وادِ
بليدُ العقل لا يرتاد علماً
ويمشى كالضرير بلا رشاد
وشر الناس قد أعماه خبثٌ
وشر الناس في وحل الفسادِ
رويداً أيها الباغي رويداً
لك الويلات في يوم المعادِ
فمن جهلٍ الى حقدٍ وغيٍّ
وركضٍ للدناءة والتمادي
فلستَ بصادقٍ في أي رأيٍ
ويسخر من سخافتك اعتقادي
أبا (متعبْ) فلا تأبهْ لقزمٍ
تضاءل حجمه بين العباد
رأى شمس الشموس بعين حقدٍ
وأفكار توشّت بالسوادِ
تملّك قلبَه حَسدٌ فأضحى
على عينيه جلباب الحداد
متى كان الثَّرى جار الثُّريا
ولا الأزهار في سرب القتادِ
ولا الأقمار تعدلها الدياجي
ولا الاخيار في ركب الفسادِ
وليُّ العهد لا تخْشَى حقوداً
ولا الحساد من بين الأعادي
فعينُ الله ترعاكم وتحمي
بلادي شر فساقٍ عوادي
بلادي لا أراك اللهُ شراً
فتيهي في الرخاء وبازديادِ
فيجمعنا على الخير انتماءٌ
لندحر كل ختارٍ معادِ
(ونشربُ إن وردنا الماء صفواً)
ونسقي عدوَّنا قَدْحَ الزنادِ
ودارٌ بوركت عدلاً وأمناً
وغيثاً هامياً يروي الصوادي
بها الحَرَمان للدنيا منارٌ
يُشدُّ لها الرحالُ على امتدادِ
يفوح عبيرها مسكاً ونداً
تضوع به الحواضر والبوادي
وتنفحني نسائمها وروداً
ليورق في الخفوق هوى بلادي
تسير بنور هدي الله هدياً
وننهلُ من هُدى خير العبادِ