تظل الحالة العربية في كل اوضاعها مستهدفة إسرائيليا، واذا ارتقت هذه الحالة الى التعاون الفعال والمثمر فإن إسرائيل تطلق صافرات الانذار بأن تهديدا يحدق بوضعها الامني، فالتعاون العربي الفعال يفترض فيه ان يتصدى للمشاكل وفق اولويات تضع اجزاء من الارض العربية في مسار التحرير، وهذا امر يعتبر بمثابة الصدمة لاسرائيل وهي لذلك تعمل على ألا يحدث مثل هذا التعاون الخلاق بل تسعى لكي تبقى السلبيات هي المسيطرة على العلاقات العربية والعربية الفلسطينية تحديداً.
وسيكون من المناسب دائماً رصد هذه التدخلات الاسرائيلية في الشأن العربي من اجل ردعها في مراحلها الاولى.
وتهدد مسألة الوضع في غزة بشكل خاص الدفع بحساسيات اذا لم يحسن النظر اليها في اطار المصلحة الفلسطينية اولا وفي اطار المصلحة العربية بشكل عام، ومن ذلك النظر فلسطينيا الى الدورين المصري والاردني في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المزعوم.
ومن المهم دائما الاحتفاظ بتواصل مستمر بين الاطراف الفلسطينية والعربية المعنية بموضوع غزة حتى يمكن تجاوز اي مصاعب والسعي الى تفهم اي وجهات نظر قد يعتريها ما يمكن ان يثير التوترات، وذلك من اجل الحفاظ على العلاقة الفلسطينية العربية مبرأة من العيوب التي يمكن ان تنشأ من سوء الفهم او التي قد تسعى الى الدفع بها اطراف تنشد الاخلال بهذه العلاقة، والدور الاسرائيلي معروف في هذا الجانب..
وتظل كامل خطة شارون للانسحاب من غزة مثيرة للشكوك في بعض جوانبها ومرفوضة بالكامل فيما يتصل بتعزيزها للاحتلال في الضفة، فالانسحاب من اي بقعة فلسطينية امر يلقى كل الترحيب لكن شارون يربط الانسحاب من قطاع غزة، وهو انسحاب أجبر عليه بسبب كلفة الامن الكبيرة في غزة، يربطه بالابقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وهذا ما يجعل من خطته مجرد خدعة كبرى اخرى لا تتواءم مع اسس الحل الشامل والعادل..
ان خطة مثل هذه يقصد منها خداع الرأي العام الدولي ينبغي النظر اليها عربيا بحذر قبل الانجرار الى ما قد تثيره من خلافات فيما يتصل بمراحل التطبيق او غيره..
|