* الرياض - عبد الرحمن المصيبيح :
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء امس حفل جائزة وزارة التربية والتعليم للتفوق العلمي لأوائل الطلاب والطالبات في مرحلة الثانوية العامة للعام الدراسي 1424 - 1425هـ وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتنتال في الرياض.
ولدى وصول سموه مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز كان في استقباله معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن احمد الرشيد ووكلاء الوزارة.
وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم القى معالي وزير التربية والتعليم كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز والحضور وهنأ المتفوقين والمتفوقات وكل من اسهم في تحقيق هذا الانجاز.
وأوضح معالية انخفاض نسبة الامية في المملكة مشيراً إلى ان الامية كانت قبل عشر سنوات حوالي 30 بالمائة أما الآن فمعدلها بين السعوديين حوالي 15 بالمائة حيث تم التعاون مع وزارة الداخلية بحملة تحقق فيها الهدف (رجال الامن بدون امية).
وبين معاليه أن تطوير البرامج والمناهج مستمر في المواد كافة مما احدث نقله نوعيه في التعليم ومكن من مواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية استناداً على القيم الاسلامية الثابته وحاجات سوق العمل وحاجات المتعلم العقلية والنفسية والجسمية متخذين في الحسبان الاتجهات العالمية المعاصرة في تطوير المناهج.
وأشار إلى ان تدريب المعلمين والمعلمات ورفع كفاياتهم ومستويات أدائهم مستمر وقد بلغ من تدرب من معلمين ومعلمات قرابة مئة الف في العام الدراسي المنصرم مبيناً أن المنشآت التربوية مستمرة في الازدياد حيث سيبلغ عدد ما تم بناؤه في نهاية السنة المالية الحالية والسنتين الماليتين الماضيتين ما يقارب 3000 مدرسة حكومية متميزة في بنائها وتجهيزها لافتاً النظر إلى أن الوزارة قامت ببناء خطة استراتيجية تهدف إلى تكوين مجتمع تعليمي متمكن من استخدام المعلومات وتوظيفها في خدمة الخطط التنموية على المستويات الشخصية والوطنية.
وقال معالية: (إن أعمال الحرابة التي قام بها أفراد عميت بصائرهم عن رؤية الحق فسفكو الدماء المعصومة واتلفوا الأموال المصونه وروعوا الآمنيين وسعوا في الارض فساداً لن تؤثر على مسيرة هذا البلد نحو السلم والعلم والنماء والبناء والازدهار والاستقرار وبذل الوسع لإعداد المستطاع من القوة لصيانه العرض والارض وحفظ الحقوق والدفاع عن الدين والانفس والاموال).
عقب ذلك القيت كلمة المتفوقين القاها نيابة عنهم الطالب عبد العزيز بن تركي بن طلال آل سعود عبر فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الرياض على تشريفه لحفل جائزة التفوق العلمي لأوائل الطلاب والطالبات في الثانوية العامة.
وأشاد بالدور الذي يقوم به المعلمون والمعلمات بوزارة التربية والتعليم في نشر العلم وتعليم الطلبة والطالبات العلوم المفيدة التى تعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة وكذلك غرس القيم النبيلة فيهم مما كان له اثر كبير في تفوق الطلبة والطالبات.
بعد ذلك القيت كلمة الطالبات الخريجات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عبرن فيها عن شكرهن لهذه الرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض واشدن بدور وزارة التربية والتعليم في دعم المتفوقات وتذليل كل العقبات امامهن حتى تمكن من تحقيق ما يطمحن اليه من تفوق علمي.
بعدها تم تقديم عرض مصور عن مسيرة التربية والتعليم في المملكة. ثم قدم مجموعة من الطلاب قصيدة شعرية بهذه المناسبة.
كلمة الأمير سلمان
اثر ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الكلمة التالية..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه الكريم أيها الأخوة الحضور أيها الأبناء والبنات..
لقد سررت عندما دعاني معالي الأخ وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد لأحضر هذا الحفل وأقدم التهاني للآباء والأمهات والابناء والبنات في هذه المناسبة الطيبة والذين نحتفي بهم في هذه الليلة إن ما زرع حصد الآن والحمد لله الزرع طيب في ارض طيبة والحصاد مثمر والحمد لله إن هذه البلاد التي تعتز وتشرف باأها مهبط الوحي ومنطلق الدعوة الإسلامية والتي يتجه لها المسلمون خمس مرات على الأقل في اليوم قبلة المسلمين ومهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
أيها الأخوة..
إن بلداً يتجه له المسلمون يتجهوا لمكة يتجهوا لبيت الله الحرام للكعبة المشرفة جديرة بأن تكون في مستوى ما هو مأمول فيها إن بلادكم الطاهرة الكريمة وشعبكم الأبي وهذه الدولة التي قامت على التوحيد وقامت على إحياء الدعوة الإسلامية وقامت على التجديد في أساليب الدعوة الإسلامية هي جديرة بأن نعطيها كل عنايتنا وأن نخدمها خدمة حقيقية لأن هذا شرف لنا.
أيها الأخوة..
إن التربية والتعليم تبدأ من البيت والمدرسة هنا تأتي المسؤولية فعلا على الآباء والأمهات و المعلمين والمعلمات والحمد لله لو نظرنا إلى هذه البلاد قبل خمسين سنة مثلاً وقارنا بين ما هو موجود في ذلك الوقت وما هو موجود الآن لوجدنا والحمد لله التقدم أكبر مما كان يتصوره أي متفائل ليس هناك قرية أو أي مكان في المدينة أو أي مكان في المملكة إلا هناك مدارس وهناك المطالبة بالمدارس.
لا شك أن الزمن يختلف ويتطور لكن هناك قواعد راسية لا تتزحزح وهي العقيدة كتاب الله وسنة رسول الله لا يمكن بحال من الأحوال أن تتغير لكن أساليب التدريس أساليب التربية يجب أن تراعي حاضر الناس وأنا عندما أقول هذا فأنا أؤكد على الثوابت التي لا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل إنسان سوي تغييرها.. الإسلام كما أعرف وتعرفون ليس به غلو أو تفريط بل وسط فلنربي أبناءنا على الوسطية فلنربيهم على أن يكونوا عوناً لأنفسهم قبل كل شيء عونا لأهلهم عونا لشعبهم لبلادهم إن ما لا يتعارض مع عقيدتنا بل يدعو إلى عقيدتنا فيجب أن نطور أنفسنا ونحسن مستويات التعليم عندنا وهي والحمد لله تتطور وتتحسن.. لكن أنا يعجبني دائماً طموحنا حتى من ينتقد يعجبني طموحه نريد الأفضل دائماً وهذه سنة الله في خلقه لا يمكن أن يكون هناك جمود إطلاقاً وأكرر مرة أخرى ليس هذا خلل في الثوابت ولا يقبل مسلم حقيقي بالإخلال بثوابت الإسلام أو مايؤدي إلى الإخلال بالثوابت وأنا أعني هذا بكل صراحة ما يؤدي إلى الإخلال بالثوابت لا نقبلها ثم هناك تراث عربي إسلامي يجب أن نحافظ عليه لأن من ليس له تاريخ لن يكون له حاضر ولا مستقبل ونحن والحمد لله تاريخنا عامر بالتطور والتقدم بل صدرناه للعالم ككل وامتزجت الحضارات في الشرق والغرب بالحضارة الإسلامية وأصبحت الحضارة الإسلامية عالمية في كل مجالات الحياة كل مجالات العلوم في الطب في الهندسة في كذا في كذا في كل العلوم ونحن نعرف هذا وكلكم تعرفون هذا لذلك يجب أن نواصل المسيرة يجب أن نعتني بالعلوم الحديثة التي تغنينا في بلدنا عن استيراد الآخرين يجب أن يكون تعليمنا مراعياً لحاجتنا ونعني التعليم بكل مستوياته ضمن الضوابط التي ذكرتها من قبل ولتطمئن القلوب قلوب من يحافظون على عقيدتهم وهم الأغلبية الساحقة والحمد لله في هذا الشعب أو كل الشعب والحمد لله فليطمئنوا أن هذه الأهداف هي الأهداف المطلوبة وهي والحمد لله أهداف هذه الدولة.
أيها الأبناء والبنات..
اجتزتم مرحلة وباقي عليكم مراحل لكنكم اجتزتم الأصعب وهي وضع الأسس التي أنهيتوها كهذه السنة منكم من سيلتحق بالجامعات أو الكليات على مختلف مسمياتها أو بالمعاهد المهنية أو الأخرى أو سيبدأ الحياة لكني أحب أقول لكم إن العلم لا ينتهي العلم ابتدأ عندكم الآن حتى من منكم يتخرج في الجامعة بالشهادات العليا وحتى الدكتوراه أو حتى الاستاذية يجب أن يواصل التعليم والعلم إلى آخر يوم من حياته وحتى الفنيين والمهن الفنية على كل مستوياتها إذا لم يتابع الإنسان العلوم الحديثة ويتابع المنجزات الحديثة في العالم فسيقف عند حد معين وينتكس تعليمه لذلك أوصيكم قبل كل شيء بتقوى الله والمحافظة على دينكم قبل كل شيء والمحافظة على البر في والديكم والمحافظة على مصالح بلادكم نعم بلادنا أولاً بلادنا أولاً بلادنا أولاً ومن لم يصلح بيته لن يصلح بيت أخيه ومن لم يصلح بيته لن يصلح بيت أقاربه أو بلده أو قبيلته أو من يحب فعلينا بإصلاح أنفسنا علينا بالمحافظة على مصالح بلادنا التي هي مصالح شعبنا بالتالي نحن والحمد لله حكومة دولة وشعب كلنا واحد منبتنا واحد بلادنا والحمد لله قامت على أكتاف الآباء والأجداد لم تكن منحة من أحد لم تكن والحمد لله سياسية خارجية أو دولية حتى تخيفنا بل قامت على أسس صحيحة ثابتة وعندما أقول وأقولها بكل فخر هذه الدولة قامت على العقيدة هذه الدولة قامت مسلمة وستظل إن شاء الله هذه الدولة قامت على الوحدة الوحدة العربية يدعي لها من يدعو لها ونحن عندنا والحمد لله أول من طبق هذه الوحدة والحمد لله لذلك الله.. الله. . الله.. الله بالمحافظة على هذه المكاسب وبذل كل جهدنا في سبيلها أنا أقول هذا وأنا واثق بالله إن شاء الله ثروات مواطنينا ودولتنا أن هذه أهدافها.
أيها الأخوة..
نحن ثابتون على مبادئنا وعلى أخلاقياتنا ولن يهزنا أي شيء والحمد لله والله ان شاء الله عز وجل سيكون بجانبنا ما كنا بجانبه نحن والحمد لله هذه الأيام نشهد تخرج جامعات ومدارس واجتماعات بر وخير وعمل اقتصادي ونمو مستمر إذن والحمد لله نعم نواجه بعض الأمور كما تعرفونها لكن القافلة تسير القافلة تسير وأنا واثق كلي ثقة بالله إن شاء الله أن هذه سحابة صيف وتزول إن شاء الله وكونوا مع الله يكون معكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وفي نهاية الحفل قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بتوزيع الشهادات على الطلاب المتفوقين كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من طالبين متفوقين نيابة عن زملائهم.
|