في الأسبوع الماضي انحدر سوق الأسهم انحدارا حادا كجلمود صخر حطه السيل من علِ، وصاحب هذا الانحدار صمت مخيف، وهذا الانحدار بمثابة ضربة استباقية موجهة للاقتصاد الوطني في المقام الأول دون سواه، وحتى هذه اللحظة لم تعرف بعد المسببات؟ وقيد ذلك ضد مجهول، وقد توارت مع هذا الانحدار الكارثي أحلام وتطلعات صغار المستثمرين ومن في حكمهم. الذين فقدوا الكثير والكثير من رؤوس أموالهم ومكتسباتهم (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) والذين ينتظرون هم على موعد مع هذا الأسبوع لتكرار سيناريو انحدار السوق على غرار ما حصل في الأسبوع الماضي، وهذه المرة لن تكون ضربة استباقية بل ستكون الضربة القاضية التي تجهز على سوق الأسهم وعلى من تبقى فيه. والتجهيز على سوق الأسهم يعني التجهيز على الاقتصاد ككل!.
نحن مع التصحيح ونحن مع جني الأرباح في الحدود المنطقية ونحن مع تقويم نشاط الشركات، ولكن الانحدار شمل الشركات القيادية وغير القيادية على حد سواء. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح: ما هي المبررات المقنعة من جراء هذا الانحدار الساقط الى الهاوية خلال الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع؟
وعلى ضوء ما تقدم فإن هناك ثلاثة نداءات عاجلة كعجلة سقوط سوق الأسهم خلال أسبوعين متتابعين:
النداء الأول: إلى معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني ونقول لمعاليه إن سوق الأسهم على شفا جرف هار ويحتاج لتدخل معاليكم لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل أن يصل السيل الزبى ولعل من نافلة القول إن تصريح معاليكم منذ فترة يبعث في النفس الطمأنينة ومفاده ان سوق الأسهم سيكون مصدر دخل لجميع الفئات دون استثناء ودون تميز وعلى هذا الأساس اطمأنينا، ولكن ما رأيناه الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع أفزعنا من مضاجعنا، معالي الوزير: نحن بحاجة ماسة لوقفتكم العاجلة؟.
النداء الثاني: أهمس في آذان من يسمون بالهوامير وأقول: لقد بلغتم درجة اقتصادية رفيعة، وأذكركم بقوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ولا تنسوا الفضل بينكم وإن صغار المستثمرين منكم وفيكم ولن يستطيعوا منافستكم بل هم أناس يبحثون عن حياة كريمة.
النداء الثالث: الى صغار المستثمرين ومن في حكمهم أقول لهم اثبتوا فإن الله معكم أينما كنتم وأغلقوا محافظكم وعضوا عليها بالنواجذ، وأمسكوها بأناملكم البيضاء لأن ولاة الأمر وفي مقدمتهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لم ولن يرضوا بما يحصل الآن. الفرج قادم بحول الله وقوته.
|