* موسكو نازران - الوكالات:
سرت موجة من العصيان والاشتباكات المسلحة فيما كان يعرف بجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق, فقد أدى تمرد في جمهوريات أنغوشيا إلى مصرع 75 شخصاً بينهم وزير الداخلية والاستيلاء على وزارته في وقت لاحق, فيما تدخلت القوات الروسية الخاصة لحسم معركة في جمهورية داغستان المجاورة للشيشان, وربط المراقبون القتال في أنغوشيا وداغستان بذلك الذي يجري في الشيشان الساعية للاستقلال من روسيا..
فقد استولى متمردون في جمهورية أنغوشيا المجاورة للشيشان صباح أمس الثلاثاء على مبنى وزارة الداخلية بعد قتال في عدد من المدن أسفر عن سقوط 75 قتيلاً بينهم اثنان من المهاجمين, وفقاً لوكالة الأنباء الروسية إنترفاكس نقلاً عن وزارة الداخلية الأنغوشية, بينما أفادت الأنباء عن تدخل القوات الروسية الخاصة في قتال آخر يدور في جمهورية داغستان..
وأدت العملية المنسقة التي وقعت في إقليم الأنغوش وخاصة في عاصمته نازران إلى معارك ضارية الليلة قبل الماضية استخدمت فيها قاذفات القنابل والأسلحة الآلية في حين حاولت قوات الأمن إخراج المتمردين من مبنى الوزارة.
وأبلغ شهود مراسلاً محلياً أنهم رأوا جثث العديد من ضباط الشرطة في مبنى الوزارة الذي استولى عليه المتمردون لبضع ساعات قبل أن ينسحبوا منه.
ونقلت وكالات الأنباء عن الشرطة قولها إن وزير داخلية الإقليم ابوكار كوستوييف واثنين من ممثلي الادعاء كانوا بين القتلى.
وقالت وكالة أر. أي. ايه نوفوستي للأنباء إن كوستوييف كان في مبنى الوزارة عندما تم الاستيلاء عليه. ولم يتسن على الفور التأكد من ذلك.
ويعد هذا الهجوم الذي تقول رويترز إنه يبدو من المؤكد أن متمردي الشيشان الذين يقاتلون من أجل الاستقلال عن روسيا هم الذين نفذوه أحد أكبر الهجمات المسلحة التي يشهدها إقليم الانغوش. وشهد الإقليم الذي تقطنه أغلبية مسلمة قريبة عرقياً من الشيشان امتداد للحرب التي يخوضها الشيشان من أجل الاستقلال عن روسيا.
وكان مصدر في وزارة الداخلية الأنغوشية صرحوا أن حوالي مئتي متمرد هاجموا ليل الاثنين الثلاثاء مراكز قوات الأمن في ثلاث من مدن أنغوشيا وخصوصاً مبنى خلية في نازران الذي أحرق خلال الهجوم. واستغرق الاستيلاء على مبنى وزارة الداخلية نحو ساعة ونصف الساعة. وقالت وكالات الأنباء إن المتمردين هاجموا مقراً لحرس الحدود ومخازن تابعة لوزارة الداخلية. وهرعت تعزيزات للشرطة وقوات روسية متمركزة في الجنوب إلى المنطقة لدعم القوات المحلية. وقال شهود إن الهجوم الذي شنه نشطاء ملثمون يضعون عصابات خضراء على رؤوسهم جاء دون سابق إنذار.
وقال نشطاء لشاب التقى بهم قبل الهجوم (جئنا لنبقى، نحن أصحاب السلطة بالفعل هنا).
واختلفت تقديرات أعداد المتمردين الذين شاركوا في الهجوم. وقدرتهم بعض تقارير وكالات الأنباء بنحو 200 مقاتل.
واحتشد السكان في أقبية المنازل في حين دارت المعارك الضارية حولهم لعدة ساعات حتى انحسرت في الساعة الرابعة صباحاً عندما غادر المتمردون مبنى الوزارة وانسحبوا.
وفيما يتصل بالوضع في جمهورية داغستان فقد ذكرت وكالة أبناء ريا نوفوستي الروسية أن وحدات من القوات الخاصة الروسية التابعة لجهاز (اف اس بي) (كي جي بي سابقاً، المخابرات) تدخلت أمس الثلاثاء في جمهورية داغستان المجاورة للشيشان، حيث تدور معارك منذ مساء الاثنين بين رجال مسلحين والقوات الأمنية.
وطوقت عناصر من هذه القوة الروسية واقتحمت منزلاً في العاصمة محج قلعة كان يتحصن فيه رجال مسلحون فقتلت اثنين منهم، حسب ما أفادت وسائل الإعلام الروسية. وقالت وكالة انترفاس نقلاً عن ضابط في القوة الروسية إن عدداً غير محدود من المتمردين اعتقل في حين جرح جنديان روسيان. وجاءت هذه المواجهات في وقت اشتدت فيه المعارك منذ مساء الاثنين في انغوشيا. وهي جمهورية روسية أخرى مجاورة للشيشان.
|