* بغداد - د. حميد عبد الله:
وصف مصدر في مجلس الوزراء عملية تسليم السلطة التي ستتم يوم الأربعاء الموافق 30 يونيو بأنها عبارة عن إجراءات بروتوكولية تجري خلالها مراسم متفق عليها مسبقاً بين سلطات الاحتلال وهيئة الرئاسة العراقية.
وقال المصدر: إن احتفالاً سيقام صباح يوم 30 يونيو يسلم خلاله الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر إعلاناً خطياً إلى رئيس مجلس القضاء العراقي يعترف به بسيادة الدولة العراقية وإنهاء حالة الاحتلال بصورة رسمية، وبعد ذلك يستأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية. وتتم هذه الخطوة من خلال تبادل رسائل شكلية بين رئيسي الدولتين.
وأفاد المصدر أن هناك الكثير من الإجراءات الشكلية قد اتخذت خلال الفترة الماضية؛ تمهيداً للإعلان الرسمي عن تسليم السلطة، حيث تم حل مجلس الحكم وتشكيل هيئة رئاسية وحكومة، كما تم سحب المستشارين الأمريكان الذين كانوا يديرون شؤون الوزارات العراقية وتسليمها إلى الوزراء كوزارات الخارجية والنفط والنقل والزراعة والثقافة لكن خروج المستشارين الأمريكان لا يعني أن الوزراء العراقيين سيتصرفون بحرية كاملة في إدارة وزاراتهم لأنهم سيظلون مكبلين بقيود أمريكية مادية وسيادية.
وأشار المصدر الحكومي العراقي إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في إدارة شؤون البلاد من خلال سيطرتها على المبالغ المخصصة للإعمار والتي جمعت من الدول المانحة والبالغة 18 مليار دولار إلى جانب 140 ألف جندي أمريكي سيظلون متمركزين في قواعد أمريكية منتشرة في طول البلد وعرضها، ناهيك عن حكومة ظل أمريكية متمثلة في السفارة الأمريكية التي ستتخذ من القصر الجمهوري مقراً لها، والتي ستكون هي الحكومة العراقية الحقيقية التي ترسم سياسة العراق على جميع الصعد والمستويات.
أما على صعيد المستوى الأمني فقد أكد المصدر أن الأمريكان بدأوا يشركون أكبر عدد من قوات الأمن العراقية في العملية الأمنية فهناك 91 ألف شرطي عراقي و24 ألفاً من حراس المنشآت و25 ألفاً من قوات الدفاع المدني و17 ألفاً من حرس الحدود و7 آلاف عسكري من منتسبي الجيش الجديد مضيفاً أن الأمريكان متيقنون أن الحكومة العراقية غير قادرة على حفظ الأمن في العراق لأشهر قادمة، وربما لسنة أو أكثر؛ الأمر الذي سيجعل للقوات الأمريكية حضوراً مكثفاً في مفاصل كثيرة تتعلق بالأمن الداخلي العراقي.
من جهة أخرى، كشفت عضو مجلس الحكم السابق رجاء الخزاعي أنها كانت تعتبر بريمر صديقاً شخصياً لها، لكنه أغضبها جداً في الشهر الماضي عندما تدخل بشدة في قضية اختيار الرئيس العراقي الجديد.
وقالت الخزاعي: إن بريمر دخل على أعضاء مجلس الحكم، وقال لهم إنه لا يريد اختيارهم وكان غاضباً والشرر يتطاير من عينيه، مؤكدة أن الحاكم المدني الأمريكي قال لأعضاء مجلس الحكم بالحرف: (أنتم لا تمثلون الشعب العراقي وقد أصابني ذلك بالصدمة). وتساءلت الخزاعي باستغراب: كيف يستهين بنا بريمر بهذا الشكل، وقد قتل اثنان من أعضاء المجلس حول بعض القضايا وعندما أصروا على لقائه رفض استقبالهم؟!
يذكر أن بريمر بدأ يقلص من ظهوره في المناسبات الرسمية؛ تمهيداً لاختفائه عن الأنظار نهائياً بعد تسليم السلطة، وكان في حفل تنصيب الحكومية العراقية جالساً في الصف الثاني، لكن العاملين معه ما زالوا يديرون جميع شؤون العراق من وراء ستار!
|