Wednesday 23rd June,200411591العددالاربعاء 5 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أجواء من الحزن خيمت على معظم لجان الامتحانات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجواء من الحزن خيمت على معظم لجان الامتحانات في الأراضي الفلسطينية المحتلة

* صحيفة الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت كان يستعد فيه أكثر من ( 60 ألف طالب فلسطيني) إلى التوجه إلى قاعات اختبارات الثانوية العامة، توجه جاسر أحمد الشاعر، والد الطالب الفلسطيني، الشهيد محمد الشاعر ( 18 عاما ) إلى مقبرة الشهداء بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، ليضع إكليلا من الزهور على قبر ولده، الذي قضى في مجزرة صهيونية بشعة في حي تل السلطان بالمدينة، فجر يوم الثامن عشر من شهر أيار - مايو الماضي..
وعلى مقعد يحمل ( رقم الجلوس 63364 ) بلجنة مدرسة عقبة بن نافع للامتحانات بحي تل السلطان في مدينة رفح، وضع زملاء وأصدقاء الشهيد محمد الشاعر وأعضاء اللجنة ووزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. نعيم أبو الحمص ، أكاليل من الزهور والورود في أجواء اكتست بالحزن والألم على فقدانه مع ستة عشر طالبا كانوا يعتزمون ويستعدون لامتحانات الثانوية العامة بشغف..
ورغم تركيز الطلبة على تقديم امتحان الورقة الأولى من اللغة العربية، في يوم الاثنين، الموافق 7 - 6 - 2004 إلا أنهم لدى وضع أكاليل الزهور على مقعد زميلهم انهمرت الدموع من عيونهم، وبدت على ملامحهم مشاعر السخط والغضب والحزن، ما أثر سلبا على معنوياتهم وتركيزهم..
هذه الأجواء من الحزن والألم خيمت على معظم لجان الامتحانات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ففي كل لجنة مقعد شاغر لشهيد اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني قبل أن يحقق حلمه وحلم ذويه بالتخرج والارتقاء لأعلى الدرجات..
ويروي جاسر الشاعر، والد الشهيد محمد، قصة استشهاد نجله، قائلا، ل(الجزيرة) : في ساعة واحدة فقدت اثنين من أبنائي ( محمد وأحمد )، لقد قضيا بصواريخ البغي الصهيونية، ففي فجر اليوم الأول للاجتياح الإسرائيلي لحي تل السلطان في الثامن عشر من شهر أيار - مايو الماضي، ارتقى ولداي شهيدين، لقد قصفت طائرات الأباتشي الصهيونية بالصواريخ، تجمع المواطنين الفلسطينيين بينما كانا ذاهبين لصلاة الفجر، لقد تعود ولدي الشهيد محمد أن يقضي ليله منكبا على الدراسة، وأن يصلي الفجر ثم يخلد للنوم، ولكنه في هذه الليلة كان على موعد مع حياة الخلد الأبدية، كان على موعد مع الشهادة الكبرى.. لم يتمالك الرجل نفسه، حين مر من أمامه زميل ابنه محمد ، وقد أكمل اختباره الأول في امتحانات الثانوية العامة في فلسطين، لقد أجهش الرجل بالبكاء، لكنه ما لبث أن تمالك نفسه، قائلا: لقد ربح (محمد وأحمد) البيع إنهما في عليين، لقد تقلدا وسام الشهادة..
د. نعيم أبو الحمص وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، بدوره، قال ل مراسل الجزيرة : رغم الظروف الصعبة والقاهرة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، إلا أننا نعتز بطلابنا، هناك أكثر من ( 60 ألف طالب وطالبة ) يتقدمون هذا العام للامتحانات في ظل استمرار الحصار والإغلاق، وهذا الوطن فلسطين يبني ويناضل ويعمر لأنه بلد العلم وستستمر المسيرة التعليمية وتعمل حتى يكون وطننا وطن العلم والتقدم.
وكشف الوزير الفلسطيني، النقاب ل(الجزيرة): عن انه من معجزات الشعب أن يتقدم (900 طالب فلسطيني) في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى امتحان الثانوية العامة، ويحظون بمثل هذه الفرصة لأنهم الأبطال وهم موضع اهتمام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved