* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
نشرت وزارة الأمن الإسرائيلية مناقصة صباح يوم الخميس، الموافق 17- 6 - 2004 لحفر خندق بطول 4 كلم وعمق 15-20 متراً على طول ممر، يسميه الإسرائيليون (محور فيلادلفيا) المحاذي للحدود بين مصر وفلسطين عند مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة. ويجري الحديث في دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مشروع إسرائيلي هدام لحفر قناة على امتداد المحور وغمرها بالمياه، في محاولة على حد زعم الاحتلال لمنع الفلسطينيين من حفر أنفاق بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية..
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي: إن الخندق المائي سيجعل حفر الأنفاق في المكان أمرا صعبا، لكنه لا يشكل حلاً نهائيا للمشكلة.. وتابع يقول : إن حفر الخندق المائي يشكل بديلاً أكثر واقعية من توسيع محور فيلادلفيا، لأن توسيع المحور يتطلب هدم عدد كبير من المباني الفلسطينية، ويحتاج إلى الكثير من التصاريح القضائية.. وحسب ما رشح من معلومات مصدرها الإسرائيليون فإن وزارة الأمن في دولة الاحتلال دعت المقاولين المسجلين لديها تحت بند (مقاولو حفريات) التسجيل لهذه المناقصة، على أن يتم الثلاثاء القادم إجراء جولة في المنطقة.. حيث إن الموعد الأخير لتقديم الاقتراحات هو السابع من شهر كانون الأول - ديسمبر القادم ..
وجاء في المناقصة التي نشرتها وزارة الأمن الإسرائيلية: أن العمل في مشروع حفر الخندق المائي يشمل تنفيذ أعمال حفر وتصميم منحدر ومساحات من الإسمنت وأعمالاً أخرى، وفضلت وزارة الأمن وصف مكان تنفيذ المشروع بأنه جنوب قطاع غزة، دون أن تصرح بأنه في محور فيلادلفيا، وذلك للمخاطر الأمنية التي تترتب على العمل في هذه المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن هذه القناة العميقة جاءت لمنع تهريب الأسلحة من خلال حفر الفلسطينيين للخنادق، ومنع تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة والأراضي المصرية، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة الذي سينتهي نهاية العام 2005م..
وأشار مصدر أمني إسرائيلي إلى أن حفر القناة المائية، سيساعد اسرائيل في السباق الذي تخوضه مع الفلسطينيين بين من يحفر أكثر ومن يهدم أكثر، مضيفا: أن الجيش يفكر في حل مستقبلي ناجح لمسألة الأنفاق عبر استخدام عدة وسائل منها حفر قناة مائية بعمق ثلاثين مترا.. وكانت مصادر في الحكومة الاسرائيلية تحدثت مؤخرا عن وجود خطة لتعويض الفلسطينيين المتضررين من هدم منازلهم في محور فيلادلفيا، حيث سيؤدي حفر النفق إلى هدم قرابة (3000 منزل فلسطيني في المنطقة )، وهو ما اعتبره محللون محاولة من اسرائيل لجس نبض الشارع الفلسطيني عبر التلويح بإمكانية تقديم تعويضات مالية مغرية لكل من ستشمل عمليات الهدم بيته.. لكي يتسنى للفلسطيني الذي يهدم بيته بناء بيت آخر في مكان بعيد عن المنطقة المحيطة بالمحاور التي تنوي اسرائيل توسيعها لمئات الأمتار الاضافية، ما يعني هدم مئات المنازل الفلسطينية الممتدة على طوله..
وتتحدث المصادر في الدولة العبرية عن أن توسيع ما يسمى محور فيلادلفيا لمسافة 200 متر إضافية، سيعني هدم ما يقرب من 700 منزل فلسطيني، في حين أن توسيع المحور إلى 300 متر سيعني هدم 2000 بيت على اقل تقدير.. وتتعرض دولة الاحتلال في هذه الأيام إلى حملة ردود فعل دولية من عمليات الهدم التعسفية، وتدارك الإسرائيليون، الموقف، حيث يجري حاليا إعداد تصور يقوم على تقديم مقابل مادي لمن يتمكن من إثبات ملكيته للبيت المنوي هدمه حتى لو كان قد هجره خوفا من التعرض للخطر بسبب العمليات الحربية الاسرائيلية هناك..
وتدرس الجهات المعنية في اسرائيل إمكانية تقديم بيوت المستوطنين التي سيتم إخلاؤها بعد الانسحاب من قطاع غزة وفق خطة فك الارتباط للفلسطينيين كبديل عن بيوتهم المهدمة.. وكان وزير القضاء الإسرائيلي، يوسيف لبيد، من حزب شينوي العلماني، قال مؤخرا في تعقيبه على هدم منازل الفلسطينيين في رفح: إنه عندما شاهد العجوز الفلسطينية تبحث بين ركام البيت المهدم عن دوائها، تذكر جدته التي تعرضت لعنف النازية الألمانية..
واعتبر وزير القضاء الاسرائيلي أن عملية هدم منازل الفلسطينيين على طول الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين، هي مغامرة عسكرية تنطوي على خداع للقيادة السياسية من جهة، وتلحق ضررا فادحا بسمعة (إسرائيل )، ومن شأنها أن تؤدي إلى مهاجمتها في كل المحافل الدولية، وطردها من الأمم المتحدة والاعتداء على اليهود في العالم..
وكان ناطق عسكري إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه: أكد مؤخرا أن الجيش طرح أمام القيادة السياسية عدة خيارات للعمل العسكري، أحدها يتحدث عن هدم (3000 منزل )، وقررت الحكومة في حينها تخويل رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، ووزير الأمن، شاؤول موفاز، إقرار الخطة المناسبة سوية مع رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، فقرروا الخطة المذكورة!!
|