ربما يسقطنا شخص من ذاكرته لارتكابنا سلوكاً لا يروق له.. بل هو سيسقطنا حقاً، وننتظر ساعة أن يعلن نبأ السقوط.. والسؤال:
هل ما ارتكبناه من سلوك يمثلنا أم يمثله؟
هل المسئول عن عواقب ذلك السلوك نحن أم هو؟
هل المحاسب عن فعل الارتكاب، المرتكب نفسه أم من آخاه، وزامله وصادقه أو حتى جالسه؟
استفهامات عدة أدخلتنا في دائرة القلق، ذكَّرتنا بأمر المرأة التي زنت وتكالب عليها الناس وتآمروا ضدها، وكيف تقع في هذا الذنب!! ولا بد من إيقاع أشد العقوبات عليها وأنكاها.. كثر الأخذ والرد في شأنها.. أصدرت قرارات عشوائية ضدها من عوام لا يفقهون من أمر أنفسهم شيئاً دون الرجوع لشرع.. أو دون التريث حتى يبت الشرع حكمه فيها.. كثرت الجلبة واتحدوا ضدها وقد يكونون قبل متفرقين!! فماذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيها:
قال: (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر) عندها تراجع الجمع!! لماذا؟
لأن السلوك المشين والخطأ ليس واحداً، بل جملة أخطاء، والذنوب متعددة ومتشعبة وبالتالي قد يقع فيها كل واحد منا من حيث لا يعلم.. لماذا أيضاً؟
لأنه انشغل بتتبع أخطاء الآخرين عن أخطائه فرأى الكل خطاءين إلا هو.. إلى أن وقع في الخطأ وانغمس فيه من حيث لا يدري.
تكون المرأة هرماً من العطاء والتضحية والبذل والوفاء.. في محيط عملها أكاديمياً كان أو خلاف ذلك.. في تعاملاتها مع أبنائها وزوجها والآخرين ومن تحتاج منها ذلك.
تسدي النصح والمشورة وتمنح من وقتها الثمين جزءاً لمن أراد، بيد أنها غير معصومة من ارتكاب سلوك هي على قناعة به لكنه لا يرضي ثلة من البشر، يرفضونه منها فإذا أتت به أسقطوها من ذاكرتهم!!
أيعقل أن سلوكاً يمثِّلها يسقطها بسهولة من الذاكرة!! العطاء - الوفاء - التعامل للوطن وللأسرة ولأصدقاء وللآخرين جميعها تتداعى لأن سلوكاً أقدمت على ارتكابه لستم عنه راضين.
فيما أن أبواب المغفرة والرحمة مفتوحة من الله للبشر لا تنغلق أبداً، في حين أن البشر لا يرحمون.. لا يغفرون، تخطئ وتمضي الأيام والسنون ولا يُنسى خطؤك، قد يكون الخطأ مثقال ذرة وحسناتك تنوء بحملها الجبال فينصرف النظر عن حسناتك وتظل تتلقى اللوم على مثقال الذرة من الخطأ.الدكتورة: وفاء الرشيد وسط جمع غفير من السيدات والسادة الأكاديميين والأكاديميات وعلى مسمع من 70 مرشحة ومرشحاً للحوار بكت ليس من، ولكن على.. حسرة على ما آلت إليه النظرة القاصرة المحدودة، وعلى التجريم الذي بدأ يطول الأخريات.. بكت لأن سيدة قد أتت قبل اثني عشر عاماً بما أبعدها عن عملها عامين كاملين ثم أعيدت وكان لها نصيب الترشيح للحوار الوطني الثالث وما ذاك إلا لأنها سيدة فاضلة أهل لهذا الترشيح فقد ذكرت د. وفاء الرشيد أن هذه السيدة مرشحة من قبل دولة خليجية لتأسيس جامعة دولية وأنها ناقشت خمسين رسالة دكتوراه في الرياض ولها حضورها العلمي والثقافي.. فهل المكان والزمان مهيآن لاسترجاع ما مضى منها...!!؟قالت الدكتورة وفاء الرشيد (من خلال تجربتي العملية في حضور مؤتمرات دولية على مدى عشر سنوات تحاورت فيها مع يهود ونصارى تقبلوا الآخر بحوارهم واحترموا إنسانيته وما آلمني حقاً أننا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة، كل منا يحاول أن يجرِّم الآخر ونحن في الأصل وفي القلب مسلمون).
35 امرأة رشحن للحوار وكنَّ على قدر من الأهلية والثقة والتقدير والاحترام نتيجة مداخلاتهن ومشاركاتهن الرزينة لدرجة أنه حينما طلب من الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والمشارك في اللقاء الثالث للحوار الوطني رأيه حول منح المرأة السعودية رخصة القيادة قال (لو كانت المطالبات بقيادة السيارات مثل المشاركات في الحوار الثالث لما ترددت في السماح لهن).
فأينكم من وعي سماحة الشيخ وسعة صدره وأفقه.. أين منه أولئك الذين يسقطون هرماً علمياً أو قلباً متدفقاً عطفاً وحباً فقط لأنها ربما أتت بسلوك لا يرضيهم!!؟
سألت غالية علي لو أتيت بسلوك لا يعجبك هل ستسقطينني من ذاكراتك فردت: (لا تعليق).
فلها أهدي ما سبق وأقول لها لو أسقطتني يوماً ما من ذاكراتك فلا تعليق لدي طالما أنك قرأت ما ورد أعلاه.
فاكس: 038435344 |