في الساعة الرابعة من بعد عصر أمس غادر مطار الرياض الدولي متوجها الى المدينة المنورة فخامة الرئيس المختار ولد داده رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية والوفد المرافق لفخامته يرافقه معالي الشيخ محمد العوضي وزير التجارة والصناعة والوزير المرافق، وقد كان في وداع فخامته صاحب الجلالة الملك فيصل.. ففي الساعة الثالثة والنصف وصل موكب جلالة الملك الى قصر الضيافة حيث صحب فخامة ضيفه الكبير الى المطار وبعد استراحة قصيرة في صالة الاستقبال الرسمية صافح فخامته كبار مودعيه من اصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار رجالات الدولة والمسئولين من مدنيين وعسكريين، وبعد اجراء مراسم التوديع الرسمية عانق جلالة الملك فيصل فخامة أخيه متمنياً له سفراً سعيداً.
هذا وكانت المحادثات الرسمية بين جلالة الملك فيصل وفخامة الرئيس المختار ولد داده رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية قد عقدت في الساعة العاشرة والنصف من صباح امس الاثنين وقد حضرها من الجانب الموريتاني معالي السيد حمدي ولد مكناس وزير الخارجية ومعالي السيد عبدالله ولد بيسي وزير التعليم والشئون الدينية ومعالي السيد محمد علي شريف أمين عام رئاسة الجمهورية وسعادة السيد محمد ولد جدو السفير الموريتاني في جدة وسعادة الشيخ سعد بوء السفير الموريتاني في الجزائر سابقاً، ومن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لجلالة الملك ومعالي الدكتور رشاد فرعون مستشار جلالته الخاص ومعالي السيد عمر السقاف وزير الدولة للشئون الخارجية ومعالي الشيخ محمد العوضي وزير التجارة والصناعة الوزير المرافق.
هذا وقد صرح فخامة الرئيس مختار ولد داده رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية بان المباحثات التي تمت بين فخامته وصاحب الجلالة الملك فيصل تناولت الميادين المختلفة والعلاقات الثنائية وكانت هذه المباحثات ودية في كل الميادين فعلاقتنا بالمملكة العربية السعودية علاقة شعبين شقيقين تربطهما كل الروابط الدينية والعربية، وقال فخامته الذي كان يدلي بحديث خاص لوكالة الانباء السعودية ان مباحثات قضايانا المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين وقضية خطر الصهيونية في وطننا العربي، كما شملت المباحثات تحرير الاجزاء الافريقية التي لم تزل بعد تحت الاستعمار وقد كانت وجهات النظر متفقة تماماً وقال فخامته: إننا اتفقنا على متابعة الاتصالات وبحث كل ميادين التعاون بين بلدينا.
وفي ختام حديثه قال إن انطباعاتي عن المملكة العربية السعودية حسنة جداً وكان لي السرور في أن اتحدث مراراً مع جلالة الملك فيصل وقد استفدت كثيرا ًًًمن خبرة جلالته واهتمامه بجميع القضايا الإسلامية من جهة والعربية من جهة أخرى ولا سيما قضية فلسطين واريد ان اعبر عن يقين بان الملك فيصل يلعب دوراً رئيساً وفعَّالاً من اجل القضايا الإسلامية والعربية، كما أود ان اوجه عن طريق هذه الوكالة الشكر الجزيل لصاحب الجلالة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على الاستقبال الرائع الذي استقبلنا به والحفاوة البالغة التي قوبلنا بها.
وفي تمام الساعة الخامسة والربع من بعد عصر امس وصل فخامة الضيف الإسلامي الكبير والوفد المرافق له الى مطار المدينة المنورة وقد كان في استقبال فخامته في المطار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وعدد كبير من المسئولين من مدنيين وعسكريين وافراد الجالية الموريتانية في المدينة المنورة، وقد رحب سموه باسم جلالة الملك بفخامة الضيف راجياً له ولمرافقيه طيب الاقامة، وقد أدت لفخامته ثلة من حرس الشرف التحية وبعد استراحة قصيرة في قاعة الاستقبالات بالمطار توجه فخامة الضيف ومرافقوه يصحبهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز إلى المسجد النبوي الشريف وقد ادى فخامته صلاة المغرب ثم توجه الى القصر المعد لنزول فخامته.
هذا وقد صرح فضيلة الشيخ محمد قال البناني عضو رابطة العالم الإسلامي لمندوب وكالة الانباء السعودية بقوله: انني لمسرور جدا لهذا التلاقي الذي حدث بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الموريتانية الإسلامية، الدولتين الإسلاميتين واللتين هما من أبرز الدول الإسلامية في القارة الأفريقية والآسيوية وأهنئ جلالة الملك فيصل خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس مختار ولد داده على هذا اللقاء فان صدى هذا اللقاء في العالم الإسلامي كبير جدا ولا يمكن ان أعبّر عنه واعجز عن وصفه لانه خطوة جبارة للتضامن الإسلامي فالتضامن الإسلامي ضروري في وقتنا الحاضر.
| 
"زمان الجزيرة"