Tuesday 22nd June,200411590العددالثلاثاء 4 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

25 - رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368 25 - رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368
سعيد عقل.. أمير الشعراء (الفلتان) ..
بقلم الدكتور صلاح المنجد*

اغتنم الأستاذ سعيد عقل فرصة الاحتفال بذكرى شوقي، واظهار تمثاله، فأعلن نفسه أميراً للشعر، وقد اثار ما فعله الاستاذ سعيد سخط الذين حضروا الحفلة وازدراءهم وسمعت احد شعراء مصر يقول: هذا استغلال بشع لذكرى شوقي.
فقلت له: ولماذا لم تعترض: قال: نحن ضيوف، ومن العيب أن نعترض هنا، لكن الاستاذ سعيد استغل الضيافة ولم يراع حقوقها، أنانيته أعمته، فاستهان بالجميع ليمجد نفسه!
واذا كان الاستاذ سعيد لم يراع (اللياقة) فيما فعل ودبر فأساء لنفسه واساء للبلد العظيم لبنان. فلا شك أن اللوم يقع على رئيس لجنة الاحتفال صديقنا المؤرخ الجليل الاستاذ يوسف إبراهيم يزبك، الذي ترك الماء يمشي من تحت قدميه دون ان يدري، ومن يدري فلعل له عذراً.
فالحفلة كانت قبل كل شيء لشوقي، ولم تكن لسعيد عقل، وكان من الواجب احترام شوقي العظيم الذي رفع الشعر العربي إلى الذروة في عصرنا الحاضر.
ثم إن سعيدا قد يرى نفسه وحده أميراً للشعر. لكن هذا لا يكفي. فهذه الإمارة لا يمكن لاحد أن يدعيها، أو يغتصبها، وإنما هي تعطى، انها لا تشترى بل توهب.
شوقي عندما بويع بإمارة الشعر لم يدِّعِ الإمارة، ولم يسرقها، بل بايعه بها شعراء العرب جميعاً وهو لم يغتنم فرصة تكريم شاعر آخر لكي يقف ويضع على رأسه تاجاً. لكن شعراء العربية كلهم كرموه، وأعلنوا إمارته.
لذلك كان سعيد عقل مخطئا في تدبيره، ومخطئا في الطريق الذي سلكه. فشعراء لبنان ليسوا مجمعين على أن سعيد عقل هو أمير الشعر في لبنان، بل إن شعراء زحلة نفسها قد لا يسلمون له بذلك وشعراء سورية، وفيها اليوم مادة الشعر، لا يقرون لسعيد بما أراده لنفسه، أما شعراء مصر فهم أبعد من أن يفكروا في سعيد لكن سعيد عقل يريد الإمارة ولو على الحجارة. يريد أن يسمَّ أميراً للشعر وان لم يعترف به الشعراء ثم أي نوع من الشعر يريد سعيد أن يتبوأ إمارته؟ هل هو الشعر العربي الفصيح، وسعيد يحتقر اللغة الفصحى، ويشن حملاته عليها ويدعو إلى هجرها. ويطنطن للركاكة والعامية، ويدافع عنهما، ويحاول القضاء على الحرف العربي، والكتابة بالحروف اللاتينية! أم الشعر الزجلي،وسعيد ليس له فيه باع ولا تحليق. أم الشعر (الفلتان) الحديث، وشعراؤه يرون في سعيد نموذجا باليا متذبذبا، بعيداً عن التقدمية والتجديد؟ ولا أريد أن يفهم القارئ من كلامي أن سعيد عقل ليس بشيء في الشعر، فلا شك أنه شاعر، ولا شك أن فيما نظمه باللغة الفصحى روائع وآيات لكن هذا لا يكفي لكي يتجاوز حدوده، ويجرح عواطف زملائه الشعراء، ويقدم على امر قبل أوانه لقد كان سعيد عقل (بلا عقل) فيما فعله. كان فيه خفة، وكان فيه تحقير للشعر، الذي لولاه لما كان سعيد شيئاً.

*عن مجلة (الجديد)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved