Tuesday 22nd June,200411590العددالثلاثاء 4 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

7-9-1391هـ - الموافق 26-10-1971م العدد 366 7-9-1391هـ - الموافق 26-10-1971م العدد 366
في نطاق مكافحة التلويث
مادة من البلاستيك تتلف من تلقاء نفسها..!

قيل الكثير عن تلويث جو المدن بالأقذار الصناعية وغاز الفحم المنبعث من محركات السيارات.
ولكن الصورة الثانية من التلويث ليست اقل خطورة من تلويث الجو، وهي تلويث الماء أي ماء الانهار خاصة.
فإن هذه المشكلة أضحت شاملة ولا تكاد دولة من الدول الصناعية تفلت من شرها.
فمعروف ان الأقذار المنزلية والفضلات والنفايات انما تنصب كلها في الماء. وان الموجة المتعاظمة كل يوم والمؤلفة من القناني الفارغة وعلب المحفوظات وعلب الكرتون والبلاستيك وكل ما له صلة بالتغليف والتحزيم، باتت المعضلة الأولى في نشاط كل بلديات العالم. ومما يزيدها خطورة انها ذات حجم وتشغل مواضيع فسيحة، ثم ان اتلافها عسير جداً.
فمن جانب المثال يذكر ان (الغلافات الضائعة) كما يسمونها في فرنسا بلغ وزنها سنة 1970م نحو ستة ملايين طن في فرنسا وحدها ويرجح انها ستبلغ ثمانية ملايين طن سنة 1975م.
قال وزير حماية الطبيعة في فرنسا مؤخراً ان هذه (فضيحة) وقد حان الوقت لمكافحتها. وفي طليعة الكفاح نداء الى السكان لكي يمتنعوا عن طرح القناني والعلب في الحقول والغابات والانهار.. الخ.
ولكن مفتاح الحل انما هو في أيدي أرباب الصناعة. فان الوزير الفرنسي يعتقد انه لابد لهم من تركيب أنواع جديدة من الغلافات على ان تكون ميزتها الاولى سرعة التلف.
فمعروف ان مواد البلاستيك انتشرت في العصر الحاضر انتشارا واسعا في كل العالم، فحتى الحليب اصبح يوزع على السكان في القناني المصنوعة من البلاستيك ، وكذلك ماء الشرب والزيت!!
ورب سائل: لماذا لا يحرقون هذه الغلافات الفارغة؟
جواب أرباب الصناعة هو ان عملية الحريق انما تولد من مادة الكلور السامة ما يكفي لتسميم الجو المحيط في اطار بضعة كيلومترات، فيكون الدواء شرا من الداء!
وفضلا عن ذلك فإن مثل هذه العملية تقتضي افراناً للحريق مصنوعة من الذهب او البلاتين لمقاومة الائتكال الناجم عن مشتقات مادة الكلور ولا سيما (كلورو البوليفينل).
كل الأساليب التقليدية كانت باطلة!!
ويلاحظ ان كل الاساليب التقليدية كانت باطلة حتى الآن لازالة هذه (المزابل) المتصاعدة كالجبال في جوار المدن الكبرى.
ففي الولايات المتحدة مثلا يطرح كل ساكن 230 كيلو غراما من الغلافات والعلب الخ.. كل سنة.
وان بلدية نيويورك فرضت ضريبة اضافية على المصانع التي توزع المواد الغذائية وعصير الفواكه في اوعية من البلاستيك، ولكنها لم تفلح في ذلك. ولم تستطع لا بالاغراء ولا بالاقناع ولا بالتهديد، ان تردع هذه المصانع عن استخدام أوعية البلاستيك.
وربما اضطرت الحكومات ان تمنع استخدام علب البلاستيك، مثلما تنوي ان تفعله النرويج وفنلندا والدنمارك.غير ان الداء الحقيقي لن يأتي الا من اختراع!
وقد اقترب هذا الاختراع من مرحلة التنفيذ العلمي. وخلاصة هذا الاختراع هي قنينة من البلاستيك تتلف من تلقاء نفسها بعد مضي ستة أشهر أو سنة ولا تترك أي أثر!
أما اصحاب هذا الاختراع فهم فريق من الكيمائيين في السويد وانجلترا.
وغني عن البيان انهم لن يبوحوا بسر تركيب هذه القنينة.
واذا تحقق ذلك فأغلب الظن ان اساليب التغليف والتحزيم التقليدية اي بواسطة الكرتون والزجاج والمعدن، لن تلبث طويلا حتى تلتحق بمتاحف التاريخ ، ويصبح البلاستيك (سلطان المجتمع العصري) شرط الا يدوم سلطانه أكثر من ستة أشهر أو سنة!..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved