ما أهم المتغيرات الفيزيولوجية التي تحدث عند المسنين؟
إن التقدم في العمر يؤدي إلى تبدلات تتناول عمل الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان ، وأغلبها تكشف في الشدة ، وفيما يلي أهم هذه التبدلات المشاهدة عند المسنين :
- اضطرابات النوم التي تظهر بتناقص المرحلة الرابعة منه (مرحلة الموجة القصيرة) وعلى سبيل المثال يقضي المسن وقتا أطول في السرير ولكنه ينام أقل مما ينامه اليافع ، وكذلك يصحو من نومه بسرعة أكبر مقارنة بالشخص اليافع.
- انخفاض مترق في فعالية الجملة العصبيّة المركزية ولاسيما القشر الدماغي.
- شيوع متلازمة توقف التنفس في أثناء النوم عند المسنين وخصوصا الذكور منهم.
- يزداد تواتر الشخير المترافق مع متلازمة الاختناق الانسدادي في أثناء النوم.
- انخفاض جهد التهوية الميكانيكي بسبب انخفاض مرونة الرئتين ومحدودية حركة الصدر.
- انخفاض مترق يتناول الجريان الدموي الكلوي ومعدل الرشح الكبي بشكل مواز لانخفاض في نتاج القلب.
* ما هي الأمراض الشائعة المشاهدة عند المسنين؟
- ارتفاع الضغط الشرياني ، نقص التروية القلبية ، اضطرابات النظم القلبي ، قصور القلب الاحتقاني ، الداء الرئوي المزمن ، الداء السكري ، قصور الدرق تحت السريري ، التهاب المفاصل الرثوي ، تلين العظام.
* ما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها بعين الاعتبار عند تخدير المرضى المسنين؟
- يتبع أطباء التخدير لإجراء العمليات الجراحية طريقتين أساسيتين لتخدير المرضى ويوجد بينهما فرق كبير ، وهما كالتالي :
- التخدير العام أو الكلي :
حيث يتم تخدير المريض كليا في أثناء العمل الجراحي ، وهنا يجب تقييم الطريق الهوائي عند المسنين تقييما جيدا ودقيقا والانتباه لعدة أمور أهمها ، وجود تعظم المفاصل الرقبية أو التهاب المفاصل الرثوي ، حيث يؤثران سلبا في كشف فتحة المزمار خلال تنظير الحنجرة المباشر.
كذلك الضمور الشيخي المترافق مع قلة ألياف الكولاجين وانخفاض في الليونة ، مما يجعل جلد المسن أكثر حساسية للأذيات الناجمة من الأشرطة اللاصقة أو الإلكترودات المستخدم في جهاز تخطيط القلب.
وأيضاً وجود طقم الأسنان الاصطناعي الذي يؤثر في مباشرة التخدير فإذا توقعنا الحاجة لاستمرار التخدير بالقناع الوجهي (الماسك) دون تنبيب ، فإنه من المفيد أن نطلب من المريض أن يبقى طقم الأسنان في فمه خلال التخدير مع الماسك. كما أنه من المهم جدا تقييم كفاية الجريان الشرياني القاعدي ، وذلك بملاحظة تأثير بسط ودوران الرأس على الحالة العقلية والوعي.
أما من ناحية الأدوية اللازمة لمباشرة واستمرارية التخدير العام عند المسنين فلابد من ملاحظة التبدلات الطارئة على وظائف الأعضاء التي ترافق التقدم بالسن والاهتمام بتبدل استجابته للأدوية نتيجة لتغيرات الحرائك الدوائية والفارماكولوجية ، ولكن أثبتت التجارب ألا وجود لدواء تخديري يعد مفضلا للاستخدام خلال استمرارية التخدير عند المسن.
ومن المهم أيضا في الفترة ما بعد العمل الجراحي والتخدير الانتباه لتطور نقص الأكسجة الشريانية أو نقص تروية العضلة القلبية ، والتأكيد على ضرورة أن يقوم الشخص المسن بالحركة المبكرة بعد العملية وذلك لتخفيض نسبة الإصابة بذات الرئة أو الخثار الوريدي العميق ، كما أن التخليط العقلي أو خلل الذاكرة الطارئين في المرحلة ما بعد العمل الجراحي يمكن أن يزيدا نسبة المراضة فيها.
- التخدير الجزئي أو النصفي :
وتعتبر هذه الطريقة للتخدير اختياراً مقبولاً كبديل للتخدير العام عند بعض المرضى المسنين ولاسيما الذين سيخضعون لعملية استئصال البروستات عبر الإحليل أو عملية إصلاح الفتق الإربي أو إصلاح كسر الورك ، أو للمسنات من النساء المقبلات على إجراء عمليات نسائية ، ومن ضرورات اتباع هذه الطريقة اختيار المريض الواعي والمتعاون ، إذ انه بالرغم من كفاءة التخدير النصفي إلا أنه يتطلب الأمر في بعض الأحيان إعطاء مهدئ وريدي ، مع مراعاة أن المسن يحتاج إلى جرعات قليلة منه للحصول على التأثير المطلوب ، وقد نلجأ في بعض الحالات النادرة لاستخدام التخدير العام والجزئي في الوقت نفسه عند بعض المسنين الذين يخضعون لجراحة الورك.
أما عن مدة التخدير الشوكي بالمقارنة مع اليافعين فهناك اعتقاد ولكنه غير أكيد بأن مدته تستغرق وقتاً أطول عند المسنين ، وربما يرجع السبب إلى انخفاض معدل امتصاص المخدر ، وذلك لانخفاض معدل الجريان الدموي ضمن الأوعية المحيطة بالحيز تحت العنكبوتية.
ومن أهم مميزات التخدير الجزئي وخاصة الشوكي هو تقليل ضياع الدم ونسبة التخثر الوريدي العميق والصحة الرئوية خلال جراحة الورك عند المسنين ، إضافة إلى تقليل نسبة التهيج في الفترة ماحول العمل الجراحي مقارنة بالتخدير العام ، مع العلم أن التحضير الدوائي بمضادات الكولين قد يكون هو المسؤول عن حدوث التهيج بعد العمل الجراحي عند المسنين ودون وجود علاقة بطريقة التخدير المتبعة.
د. موفق أحمد سفر
أخصائي التخدير العام - مستشفى المركز التخصصي الطبي
|