أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز متانة الثقة القائمة بين القيادة والشعب وهي ثقة تضرب عميقا بجذورها في أرض هذه البلاد ترعاها أيدٍ أمينة وتسهر على صونها وحفظها قلوب الملايين من أبناء هذه البلاد، وهي بذلك تزدهي وتتعاظم بهذا الحب المتبادل والاحترام والعطاء كما تقوي وتتعزز من خلال الإصرار على تحقيق النقلات النوعية المتميزة في مجالات البناء والنماء حيث العطاء في أعلى درجاته حرصا على الانتقال بهذه البلاد إلى مستويات الطموحات وما هو مأمول منها فيما يتحقق من رفاه اقتصادي واجتماعي، أو فيما يتصل بأدائها الإنساني الرفيع في تعاونها مع العناصر والدول الفاعلة في عالم اليوم، وفي نهج المساعدات والتعاون الدولي بالطريقة التي تظهر دولة مسؤولة تتطلع بجد إلى عالم تتآزر عناصره وتتعاون لصالح الإنسانية جمعاء..
دولة مثل هذه تترفع أن تكون منطلقا للفكر الهدام المنحرف الذي يظهر في مسلك وجرائم الإرهاب، الذي أراد أن تكون له دولة ويكون له شأن في هذه الأرض الطاهرة، وشتان ما بين دولة الإرهاب ذات المسلك الشائن والأفق الضيق وبين دولة تنشد التفاعل مع الآخرين والانطلاق نحو آفاق واعدة من البناء والعطاء والتوافق الوطني والشوري..
فقد شكلت كلمة خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح أعمال السنة الرابعة لمجلس الشورى تأكيداً جديداً لتمسك هذه الدولة بثوابتها وتعاليمها الإسلامية السمحة وهي في جملتها وفي تفاصيلها تتباين مع الأفكار الضالة للإرهاب كما تنفر من ترهاته التي تفتقر إلى روح المجتمع الحي الإيجابي بل هي انعكاس لفكر مأفون منزوٍ ينشط في الظلام ويجتر مؤامراته وأمراضه..
هذه الفئة الضالة هي التي تعهد خادم الحرمين الشريفين بألا يتم السماح لها بأن تمس أمن الوطن أو تزعزع استقراره، وإن حاولت أن تتمسح بالإسلام فإنها لا تفتأ تكشف عن وجهها القبيح الذي ينفر منه الإسلام، فممارسة السحل، هكذا وبدم بارد على المستأمنين والمعصومة دماؤهم ليس من الإسلام في شيء، وكذلك كل فعل شائن يزلزل أركان النفس ويناقض الفطرة السليمة..
لقد تجاوب أبناء الوطن بشكل كامل مع نداء الوطن لدرء الأخطار عنه، وأعربوا عن مساندتهم بلا حدود للجهود القيمة الشجاعة التي يبذلها رجال الأمن البواسل في التصدي للفئة الضالة، مؤكدين في ذات الوقت تضامنهم مع القيادة وتعهدهم بالعمل معا للتصدي لهؤلاء الذين يستهدفون نشر الفوضى والانتقاص من الاستقرار الذي هو سمة بارزة من سمات المملكة..
|