مذكرات متقاعد (11-20)
إبراهيم بن عبدالله الشريف *

كنت قد تعرّفت على رجال طيبين يمارسون لعبة كرة القدم وتقدّمت مُبدياً رغبتي الانضمام معهم، ولم أجد معارضة، فانتظمت معهم في التمارين، وكان مكان ملعبنا أمام مستشفى الشميسي حالياً خلف مكائن الكهرباء، جنوب غرب، وكان مستشفى الشميسي لم يقم بعد، وكان بجوار ملعبنا (شيب ماء لملء الوايتات بالماء وتوزيعه على الحارات)، وكانت الحارة التي خلف مكائن الكهرباء يقطنها إخوان لنا من فلسطين أُعدت لهم خيام، ولا يوجد هناك سوى أرض فضاء، وكان من زملائي في الملعب ناصر الزير وعبدالرحمن ومبارك عبدالكريم (كان حارساً) ومحمد أبو سميح ومحمد وحمد الرويشد وأشخاص نسيتهم لتقادم العهد، إلا أن حادثة ما زالت ترتسم أمامي وكلما استحضرها أتأثر لهول المنظر.. إذ كُلفت ذات تمرين بأن أمسك حارس مرمى، وخرجت الكرة للآوت، وكان الدفاع - رحمه الله - ناصر بن دحام الذي هرول لإحضار الكرة، فإذا بسيارة وايت (معبية موية من الشيب) تلفه بعجلاتها الأمامية والخلفية على مرأى مني وعندها كرهت الملعب.
وفي نادي شاب الرياض الذي كان يرأسه الصديق المرحوم - إن شاء الله - الشيخ عبدالله بن أحمد بدأت أتمرن معهم، وكان مقر الاجتماع بيت المرحوم في الحساني، وأذكر أنه رحمه الله كان يمتلك سيارة شفروليه 53 وكان يأخذ بعض اللاعبين إلى الملعب المعد للتمارين، وكنا نتمرن في الأسبوع ثلاثة أيام فيوم في ملعب الملز، واليوم الآخر في ملعب الكلية الحربية، ويوم في ملعب شباب الناصرية بالناصرية وكان الملعب المزروع الوحيد على حد علمي.
وأذكر ممن تتلمذت على أيديهم في فهم بدائيات الكرة طيبي الذكر: عبدالله بن أحمد (رحمه الله) محمد بن جمعة أمد الله في عمره، عزيز مفتي، السر سالم، بشرى، حسني باز، صالح عدني، وكثير ممن لا تحضرني أسماؤهم، وكان هناك شبه حلف بين الوحدة والشباب عندما ينتقل عمل أحد اللاعبين إلى الرياض أن يسجل في الشباب وكان كل من عزيز مفتي، حسني باز، السر سالم، بشرى، الحريري، حسن دوش، من اللاعبين المشاهير في الوحدة، وفرضت أعمالهم الانتقال إلى الرياض ولعبوا جميعاً للشباب.
وكان من نجوم تلك الحقبة الزمنية ممن يُشار إليهم بالبنان في كرة القدم على سبيل المثال وليس الحصر: مبارك عبدالكريم، صالح عدني، الدبُّلي، مبارك الناصر، عبودين رويجح، صالح أمان، سلطان بن مناحي، محمد جمعة، عزيز مفتي، حسني باز.. وليعذرني البقية فقد تقدّمت بي السن وبدأت أنسى.
وما زلنا مع الرياضة ولكن في منطقة مكة المكرمة في الحلقة القادمة.. وإلى اللقاء..